قامت مصالح المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالرشيدية، مؤخرا، بحفر ثقب مائي خاص بمنطقة قصر(أسرير) التابع لجماعة شرفاء مدغرة، وبعد الانتهاء من حفره وأصبح جاهزا لتوزيع الماء على الفلاحين لسقي مزارع الزيتون ( الفدادين) بلغة المنطقة التي صار جلها حطاما جراء العطش، عمل رئيس التعاونية الفلاحية لقصر أسرير ، الذي استفادت من حفر الثقب المائي بترابها على تكليف أحد الأشخاص من المقربين إليه ( ج.ر.)، قصد توزيع الماء على الفلاحين الذين يرغبون في الاستفادة من مياه السقي بعد انخراطهم في التعاونية.
إلى هنا والأمور مقبولة، لكن الذي أثار بعض الذين انخرطوا في تعاونية السقي المزعومة، هو أن أحد الفلاحين( م. أ.)، سارع إلى الاتصال بالشخص المقرب من الرئيس، يوم الاثنين فاتح يوليوز2024، الذي طلب منه الانخراط ودفع واجبه المحدد في مائة درهم، وحدد معه موعد وتاريخ السقي الذي تم تحديده في أسبوع من تاريخ الانخراط، لكن وبعد مرور أيام الأسبوع المنتظر، لم تتم المناداة على الفلاح الذي ينتظر دوره في السقي، عندها طلبه هاتفيا لكن دون رد، ومرت الأيام إلى أن فاقت الشهر والفلاح ينتظر دوره دون جدوى، ليقرر الاتصال برئيس التعاونية ويحيطه علما بما يجري بتعاونية السقي أسرير لكن (ع. ر.) لم يستطع الرد أو الحسم في الموضوع تاركا الحبل على الغارب…
بعد مدة سيعاود الفلاح الاتصال بالرئيس، مرة أخرى، عبر «الوات ساب» ، ولكنه لم يجب بشكل واضح عن سؤال الفلاح وعن سبب استثنائه من الاستفادة من ماء السقي رغم أنه مسجل منذ أكثر من شهر في لائحة الانتظار بل عمد الرئيس إلى قطع خط «واتساب «التعاونية ، ليبقى الفلاح خارج المتعاونين وخارج ما يدور بالتعاونية إلى حدود كتابة هذه السطور، رغم أنه يعد من المؤسسين الأساسيين لهذه التعاونية هو وإخوانه وبمبالغ مالية مهمة.
فهل بهذه التصرفات تقضى الحوائج وتنحل العقد، خاصة ما يتعلق بالمياه ومياه السقي بالأساس في ظروف الجفاف العصيبة التي تمر بها البلاد؟ وأين هي الحكامة في تدبير هذا الرئيس لهذه التعاونية، وهل بمثل هذا الرئيس وأمثاله سيتم تنفيذ ما جاء في الخطب الملكية التي ركزت على الجدية واليقظة في تدبير المياه، خصوصا خطاب جلالته بمناسبة مرور ربع قرن على تربعه على عرش أسلافه الميامين حيث قال : أما في مجال تدبير الموارد المائية الذي يتطلب المزيد من الجدية واليقظة. فقد حرصنا على بلورة البرنامج الوطني للماء للفترة 2020-2027. وإننا ندعو للتتبع الدقيق لكل مراحل تنفيذه ، مؤكدين أننا لن نتساهل مع أي شكل من أشكال سوء الحكامة والتدبير والاستعمال الفوضوي واللامسوؤل للماء»؟