في استطلاع لشبكة الباروميتر العربي حول الهجرة.. 42 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ من المغاربة الحاصلين ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ يطمحون إلى الهجرة و53 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻗﺪ يهاجرون بطرق غير شرعية

تعتبر الهجرة من أكثر القضايا تأثيرا على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهذه البلدان يطمح العديد من المواطنين إلى الهجرة نحو دول أوروبا وأمريكا بهدف البحث عن آفاق جديدة وتحسين ظروف عيشهم، في استطلاع له حول الهجرة بهذه المنطقة رصد الباروميتر العربي، وهو شبكة بحثية مختصة في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي، أن الدوافع الاقتصادية ليست دائما سببا في الرغبة التي تجتاح بعض المواطنين لهجرة أوطانهم، رغم أنها تأتي في المرتبة الأولى، بل تنضاف إليها أسباب أخرى كثيرة أبرزها البحث عن تعليم أفضل وعن بيئة آمنة أيضا، كما أن شباب المنطقة هم الأكثر طموحا وتطلعا لتحسين أوضاعهم والجري وراء حلم الهجرة الذي يحاولون تحقيقه بشتى الطرق حتى غير الشرعية منها !

 

 

كشف استطلاع لشبكة الباروميتر العربي حول الهجرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في دورته الثامنة، التي جرت بين 2023 و2024، أن 42 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ من المغاربة الحاصلين ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ يطمحون إلى الهجرة خارج أرض الوطن كما أن 53 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ من المغاربة الذين شملهم الاستطلاع ﻗﺪ يهاجرون دون الحصول على الأوراق والتصاريح اللازمة، أي بطرق غير شرعية، وحسب ذات التقرير فإن السعي وراء ظروف عيش أفضل هو ما يدفع هؤلاء إلى التفكير في الهجرة مثلهم مثل باقي مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكن معدلات الرغبة في هجرة الأوطان ﻳﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻇﺮوف ﻛﻞ دوﻟﺔ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﻓﻌﻠﻴﺎ.ً وكشفت شبكة الباروميتر العربي أن الشباب هم الأﻛﺜﺮ إﻗﺒﺎﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ رﻏﺒﺘهم ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة وﺑﺪء ﺣﻴﺎة ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺒﻼد أﺧﺮى، كما أن اﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺟﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ هم أيضا الأكثر طموحا للهجرة من غيرهم. وحسب ذات الشبكة البحثية فقد ﻳﻜﻮن اﻷﻓﻀﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ًأﻛﺜﺮ ﺗﻮﻗﻌﺎ ﻟﻠﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻓﺮص ﻋﻤﻞ وﺣﻴﺎة أﻓﻀﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻓﻘﻂ أو أﻗﻞ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، ﻳﻠﻌﺐ اﻟﺠﻨﺪر دورا ًأﻗﻞ ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻄﻼع، الذي أبرز أن اﻷﺳﺒﺎب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ تعتبر اﻟﺪاﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ لقرار الهجرة وﺗﺤﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻷﺳﺒﺎب اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، إضافة إلى الرغبة في الحصول على تعليم أفضل أما بالنسبة لوجهات الهجرة فتأﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ اﻻﺧﺘﻴﺎرات دول أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻛﻨﺪا، ﺛﻢ دول ﻏﺮب أوروﺑﺎ واﻟﺨﻠﻴﺞ.
وﺘﺒاينت ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ 2024، ﻧﺴﺐ رﻏﺒﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، لكنها في اﻟﻤﻐﺮب ﻇﻠﺖ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻣﻴﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ مثله في ذلك مثل أﻏﻠﺐ دول اﻻﺳﺘﻄﻼع، ﻓﻲ آﺧﺮ دورﺗﻴﻦ ﻟﻠﺒﺎروﻣﻴﺘﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ، كتوﻧﺲ وﻟﺒﻨﺎن وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻟﻜﻮﻳﺖ، وهكذا عبر 35 في المئة من المغاربة المستجوبين عن رغبتهم في الهجرة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮُﺑﻊ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، وﺗﺤﺘﻞ ﺗﻮﻧﺲ رأس اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، إذ ﻳﻘﻮل 46 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ إﻧﻬﻢ ﻳﻔﻜﺮون ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة، وﺗﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻷردن (42 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) وﻟﺒﻨﺎن (38 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) ثم وأﻗﻞ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ (22ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ). أﻣﺎ اﻟﻜﻮﻳﺖ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﻬﺎ أﻗﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﺤﺘﻤﻠﻴﻦ، ﺑﻮاﻗﻊ 16 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻓﻘﻂ.
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟلمغرب وﻟﺒﻨﺎن، ﻓﺈن ﻧﺴﺐ ﻫﺬه اﻟﺪورة ﺗُﻌﺎدل ﺗﻘﺮﻳﺒًﺎ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺒﺎروﻣﻴﺘﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻣﻦ ﻋﺎم32 ) 2012 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ و38 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺘﻴﻦ).
أما الفئة العمرية الراغبة أكثر في الهجرة فذكر الاستطلاع أن اﻟﺸﺒﺎب ﻫﻢ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮا عن ذلك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً، ففي اﻟﻤﻐﺮب 55 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ من الشباب المستجوبين ﺑﻴﻦ 18 و29 ﻋﺎﻣﺎ يطمحون إلى الهجرة وﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ، ﻳﻘﻮل 7 ﻣﻦ ﻛﻞ 10 ﺷﺒﺎب (71 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة، وﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن (58 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) واﻷردن (54ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ)، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺛﻠﺚ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ (35 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) وﺣﻮاﻟﻲ رﺑﻊ اﻟﻤﻮرﻳﺘﺎﻧﻲ واﻟﻜﻮﻳﺘﻲ (27 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ) ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة.
الاستطلاع أظهر أيضا أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 36 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺳﻦ 30 ﻋﺎﻣﺎ ﻓﺄﻛﺒﺮ لا يرغبون ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة، ففي اﻟﻜﻮﻳﺖ، مثلا، ﻳُﻌﺮب 1 ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻛﻞ 10 أﺷﺨﺎص ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺳﻦ 30 ﻋﺎﻣﺎ ﻓﺄﻛﺒﺮ ﻋﻦ رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻜﻮﻳﺖ، وﻳﺘﺒﻴﻦ أن اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻄﻼع. ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول، ﻳُﻘﺒﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻮاﻗﻊ ﺿِﻌﻒ رﻏﺒﺔ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺳﻦ 30 ﻋﺎﻣﺎ ﻓﺄﻛﺒﺮ. ﻳﺘﻀﺢ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ (71 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﺷﺒﺎب ﻣﻘﺎﺑﻞ 36 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ أﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً، وﻟﺒﻨﺎن (58 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ إﻟﻰ 29 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) واﻟﻤﻐﺮب (55 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ إﻟﻰ 24 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ). واﻟﻔﺠﻮة ﻛﺒﻴﺮة أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻷردن (18 ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ) واﻟﻜﻮﻳﺖ (17 ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ) وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ (15 ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ). ﻓﻲ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﺗﻌﺪ اﻟﻔﺠﻮة ﺑﻴﻦ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻦ ﺳﻦ 18-29 ﻋﺎﻣﺎ ًواﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ ﺻﻐﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴﺎً، ﺑﻮاﻗﻊ 8 ﻧﻘﺎط ﻣﺌﻮﻳﺔ (27 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 19 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ(.
كما كشف ذات الاستطلاع للباروميتر العربي أن أﺻﺤﺎب اﻟﻨﺼﻴﺐ اﻷوﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﻤﻴﻠﻮن أﻛﺜﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم إﻟﻰ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﻗﻞ ﺗﺤﺼﻴﻼ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻟﻜﻦ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺜﻞ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺴﻦ، إذ ﻳﺮﻏﺐ 42 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﺣﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ باﻟﻤﻐﺮب ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻘﺎرنة ب 33 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ اﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻓﻘﻂ أو أﻗﻞ.
ثمة ﻋﻮاﻣﻞ دﻳﻤﻐﺮاﻓﻴﺔ أﺧﺮى ﻻ ﺗُﻌﺪ داﻓﻌﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﺑﻨﻔﺲ اﻻﺗﺴﺎق ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، اﻟﺠﻨﺪر ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﻋﺎﻣﻞ أساسي ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب، ﺣﻴﺚ اﻟﻔﺠﻮة اﻟﺠﻨﺪرﻳﺔ 20 ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ (45 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ رﺟﺎل ﻣﻘﺎﺑﻞ 25 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻧﺴﺎء)، ﻛﻤﺎ أن ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ﻓﻘﻂ ﻳﻠﻌﺐ دﺧﻞ اﻷﺳﺮة دورا ًﻣﻠﻤﻮﺳﺎ ﻛﺪاﻓﻊ ﻟﻠﻬﺠﺮة. إذ ﻳﻘﻮل 4 ﻣﻦ ﻛﻞ 10أﺷﺨﺎص ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﻢ اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ إﻧﻬﻢ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ 29 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻴﺴﻮري اﻟﺤﺎل. ﻋﺪا ذﻟﻚ، ﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻌﺸﺮ ﻧﻘﺎط.
وﻓﻲ أغلب اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻄﻼع ﻳﻤﻴﻞ اﻟﺮاﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة إﻟﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻗﺘﺼﺎد ﺑﻼدﻫﻢ ﺳﻠﺒﻴﺎً، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة. ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮل اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ إن اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺟﻴﺪ ﺟﺪا ًأو ﺟﻴﺪ، ﺛﻤﺔ ﻓﺠﻮة ﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة وﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﺒﻘﺎء. ﻳﻘﻞ إﻗﺒﺎل اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻴﻦ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻮاﻗﻊ 12 ﻧﻘﻄﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﺸﻜﻞ إﻳﺠﺎﺑﻲ. وﻫﻨﺎك ﻓﺠﻮة ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب (25 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 34 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻛﺒﺮ ﻓﺎرق ﻧﺮاه ﻓﻲ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﻟﺨُﻤﺲ ﻓﻘﻂ (22 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) ﻣﻦ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة إن اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﺟﻴﺪ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ 4 ﻣﻦ ﻛﻞ 10 أﺷﺨﺎص ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة. وﻓﻲ دول أﺧﺮى ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮل أﻗﻠﻴﺎت إن اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺟﻴﺪ ﻣﺜﻞ اﻷردن وﺗﻮﻧﺲ وﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻳﻌﺘﻨﻖ اﻟﺮاﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة آراء ﺳﻠﺒﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺣﺪة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة. وﻓﻲ أﻛﺜﺮﻳﺔ اﻟﺪول ﻳﺸﻌﺮ اﻷﻛﺜﺮ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﺘﻔﺎؤل أﻗﻞ إزاء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻠﺪﻫﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، وﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب واﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻘﻂ ﻳﻘﻮل أﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة إن اﻟﺪاﻓﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ (45 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ و29 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ)..
إذن وحسب الاستطلاع فإن اﻟﺪاﻓﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي يتصدر، ﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﻬﺎ اﻻﺳﺘﻄﻼع، ﻗﺎﺋﻤﺔ دواﻓﻊ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة، ورغم أنها هي اﻟﻤُﺤﺮك اﻷول واﻷﺳﺎﺳﻲ، إلا أن هناك اﺧﺘﻼﻓﺎت ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﺪﻳﻤﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل، ﻓﺈن اﻷﻗﻞ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة – وﻫﺬا ﻣﺘﻮﻗﻊ – أﻛﺜﺮ إﻗﺒﺎﻻ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ اﻟﺪاﻓﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﺧﺘﻼﻓﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ في ﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎت اﻟﺪﻳﻤﻐﺮاﻓﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن واﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎ مثلا ﻣﺪﻓﻮﻋﻮن أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ(65 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 48 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ، و36 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 24 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ). ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻤﺬﻛﻮر، ﻓﺎﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ واﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺸﻬﺎدات اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ﻳﻤﻴﻠﻮن ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺮص اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺎﻟﺨﺎرج، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺟﺎﻣﻌﻴﺎ(50 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 34 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ و48 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 25 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ). واﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﻓﻲ اﻵراء ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺪﺧﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﻓﺎﻟﻔﺠﻮة ﺗﺒﻠﻎ أﻗﺼﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ﺣﻴﺚ ﻳُﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ذﻛﺮ اﻷﺳﺒﺎب اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻮاﻗﻊ ﺿِﻌﻒ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﻔﻌﻠﻮن ﻫﺬا ﻣﻦ ﻧﻈﺮاﺋﻬﻢ اﻷوﻓﺮ ﺣﻈﺎ ﻣﻦ اﻟﺜﺮوة (56 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ 28
ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ)، ومن بين العوامل الأخرى التي تدفع إلى الهجرة ذكر 18 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ بالمغرب أن الرغبة في التعليم هي التي تدفعهم إلى التفكير في الهجرة .
أما بالنسبة لوجهات الهجرة فتتصدر أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ القائمة، فاﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﻤﻘﺼﺪ اﻟﻤﻔﻀﻞ ﻷﻛﺜﺮ 26 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ من المستجوبين المغاربة أما فرنسا فبلغت نسبة الراغبين المغاربة في الهجرة إليها (23 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ، يميلون أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﺘﻔﻀﻴﻞ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ (22 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ﻟﻬﺬه وﺗﻠﻚ).
كما رصد الباروميتر العربي في استطلاعه أن ﻫﻨﺎك أﻋﺪادا ﻛﺒﻴﺮة ﻋﺒﺮ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ﺗُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء إﻟﻰ ﺧﻴﺎرات اﻟﻬﺠﺮة ﺑﺪون اﻷوراق اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ، ﻳﺼﺢ ﻫﺬا أﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ (53 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ) اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة إﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻐﺎدرون اﻟﻤﻐﺮب ﺣﺘﻰ إذا ﻟﻢ ﺘﻮﻓﺮ ﻟﻬﻢ اﻷوراق واﻟﺘﺼﺎرﻳﺢ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺬﻟﻚ، وﻣﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻦ، ﻳﻤﻴﻞ اﻟﺤﺎﺻﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻓﻘﻂ أو أﻗﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﺮة دون ﺗﻮﻓﺮ اﻷوراق اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻗﺮاﻧﻬﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﺟﺎﻣﻌﻴﺎً. واﻟﻔﺠﻮة ﺑﻴﻦ اﻟﻔﺌﺘﻴﻦ ﺗﺒﻠﻎ أﻗﺼﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ (23 ﻧﻘﻄﺔ) واﻟﻤﻐﺮب (18 ﻧﻘﻄﺔ. (
يذكر أن الباروميتر العربي هو الشبكة البحثية الرائدة والأعلى تأثيراً لقياس الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تأسست الشبكة في عام 2006، وأصبحت أطول الشبكات البحثية خبرة واستمرارية في إجراء استطلاعات رأي عام مدققة وممثلة لمستوى الدول عبر العالم العربي. وينشر الباروميتر العربي تحليلاته وتقاريره لتعميق المناقشات العامة، ولتيسير صوغ حلول عبر المعلومات التي يتم نشرها، للتعامل مع المشكلات المُلحّة التي تواجه المواطنات والمواطنين عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 24/08/2024