لقاء بطنجة يحتفي بإبداعات الكاتب والفنان العراقي شاكر نوري

احتضن المركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة يوم الخميس الماضي، لقاء أدبيا وفنيا حول التجربة الروائية والتشكيلية للعراقي شاكر نوري العاشق للمغرب ، بحضور نخبة من الأدباء والنقاد والفنانين.
وانكب المشاركون في اللقاء على استعراض مجمل الأعمال الإبداعية لنوري، سواء في الأدب والرواية أو في تطويع الريشة والألوان من خلال لوحاته التشكيلية ، التي أثثت رواق الفقيه الركراكي في فضاء المركز الثقافي.
وفي هذا السياق، قالت إكرام عبدي، مديرة المركز الثقافي المستضيف لهذه الفعالية الثقافية إن «المحتفى به عاشق لمدينة طنجة، وهذا الاحتفاء بإبداعاته الأدبية والتشكيلية هو محاولة لمقاربة تجربته الإبداعية».
ووصفت عبدي ، في تصريح أدلت به لوكالة المغرب العربي للأنباء، تجربة نوري بكونها «موسوعية وزاخرة، وذات زخم كبير يصعب لملمة شتاتها والإحاطة بكل جوانبها، باعتباره ليس فقط كاتبا روائيا ولكن أيضا فنانا تشكيليا».
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن الاحتفاء بإبداعات نوري، «يحمل في ثناياه حنينا ونوستالجيا إلى عمق العلاقات المغربية العراقية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ».
من جهته، رأى شاكر نوري، الروائي والفنان التشكيلي العراقي ، أن اللقاء يشكل «فرصة سانحة لمد جسور التلاقي بين الأدب والفن التشكيلي بين أقصى المغرب العربي والشرق، الذي توحده الثقافة العربية والإسلامية». وتابع متحدثا، في تصريح مماثل، «من الطبيعي أن يكون هذا الامتداد كما هي طنجة جسر بين إفريقيا وأوروبا، لاسيما وأن العالم أصبح قرية صغيرة ومن تمظهرات ذلك الفنون التي باتت أكثر انتشارا بفضل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولأدل على ذلك المعارض الافتراضية التي تتجاوز كل الحدود».
وعبر نوري عن اعتقاده بكون المزاوجة بين التشكيل والأدب هي «ضرورة قصوى، لأن الكتابة أحيانا تكون مملة، والرسم هو فضاء آخر للإبداع، في ظل غياب حدود صارمة بين مختلف الفنون» .
من جهته، أجمل محمد أحمد بنيس، الكاتب والشاعر، تجربة نوري، معتبرا أنها «لا تقتصر فقط على الرواية والفن التشكيلي بل تمتد إلى الصحافة والترجمة، من خلال مداخل منها المنجز الروائي حيث راكم تجربة متميزة، سواء في ما يتعلق بالجوانب الشكلية وكذلك التيمات في تناول مواضيع أعماله».
وأكد بنيس، في مداخلة له خلال اللقاء، أن نوري هو «من الروائيين العرب القلائل الذين يملكون ناصية الاشتباك مع التاريخ بما يقدمه لنا من وثائق ومرويات، مستدلا على ذلك بروايته «خاتون بغداد».
وعن تجربة نوري الصحافية، ذكر بنيس بأنه «ينتمي إلى جيل من الصحافيين العرب الذين عايشوا العصر الذهبي للصحافة العربية في باريس، بين نهاية السبعينيات وبداية التسعينيات، إذ حاور مجموعة من الكتاب الفرنسيين والفرونكوفونيين على أعمدة أهم الصحف العربية الصادرة من باريس ، والتي أثرت على رؤيته للحياة وممارسته للكتابة ، فضلا عن تجربته التشكيلية.


بتاريخ : 26/08/2024