إدريس لشكر: الراحل كان «الضمير السياسي المنبه لا يخشى في الحق لومة لائم»…
وسط أجواء من الحزن، وفي موكب جنائزي مهيب، بحضور شخصيات إعلامية وسياسية وحقوقية وثقافية قدمت لتوديع الفقيد، شَيع أصدقاء وأقرباء الراحل الصحافي جمال براوي إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بالدار البيضاء، بعد أن وافته المنية، صباح أول أمس الاثنين 26 غشت 2024 بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدار البيضاء، إثر صراع طويل مع المرض، حيث أجمع الحاضرون على التزام الراحل بقضايا الوطن وحرصه على أخلاقيات المهنة والمهنية وقدرته على النقد البناء الموضوعي.
«الضمير السياسي المنبه».. هكذا وصف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر صديقه ورفيق الجامعة والنضال الراحل جمال براوي، مؤكدا أنه كان اتحاديا مخلصا لا يخشى في قول الحق لومة لائم، مشددا على أن خبر وفاة براوي، الذي تم تكريمه مؤخرا في أحد مؤتمرات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الدارالبيضاء، نزل كالصاعقة رغم معرفته بوضعه الصحي الذي كان متتبعا له منذ فترة، ليضيف القيادي الاتحادي قائلا : «قد كان بالنسبة لي نوعا من الضمير السياسي المنبه لم تكن هنالك محطة من محطات البلاد أو الحزب إلا وتحدث معي ونبهني وصارحني بكل وضوح معبرا عن رأيه بكل صراحة، ولذلك كنت دائما معتزا برفقته وحتى عندما كان يغيب كنت أحمل نفسي وأتوجه إلى بيته لأجلس معه وأُنصت إليه، وسنفتقد أيضا لقاءه مع أصدقائه عبر أثير الإذاعة».
مجاهد: براوي هو فقيد الصحافة المغربية والنضال المغربي وشخصية ستبقى عالقة في الذاكرة…
عبر يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال تشييع جنازة الصحافي الراحل عن مشاعر الحزن والأسى لحظة توديع زميله جمال براوي، معتبرا أنه فقيد الصحافة المغربية والنضال المغربي، وأن ما جمعه به كان العمل الصحفي والحزبي على اعتبار أن الراحل كان من نشطاء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليضيف بالقول :» لا يمكن لنا أن نقول عن هذا الرجل إلا أنه رمز للعمل الصحفي الجاد.. فقد كان صحفيا متميزا بقدرته على التحليل والتعليق على الأحداث وفهمه الواقعي والمتميز لكونه مناضلا يساريا له ثقافة واسعة، فمن الطبيعي أن يكون منتوجه الصحفي جيدا إضافة إلى ذلك كان دائم الالتزام بقضايا الشعب والوطن فبقي رغم دفاعه عن استقلالية الصحافة مدافعا عن الالتزام بالنضال الحزبي ولذلك كان عضوا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يخرج في الحملات الانتخابية ويشتغل مع المناضلين، فلا يمكن لنا إلا أن نقول إننا فقدنا مثقفا عضويا وشخصية متميزة ستبقى في ذاكرة الصحفيات والصحفيين ومتتبعيه أيضا».
اخشيشن: جمال براوي كان وفيا للمبادئ ويقدس المهنية…
أكد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الكبير اخشيشن، أن جمال براوي الذي قدم لهذه المهنة من التضحيات ما يعلمه الجميع، فيه الكثير من الأسرار التي لا يعلمها الجميع، قائلا :»لقد كان يؤمن بأن هذه الحرفة تعتبر أساسية في البناء الديموقراطي والتنموي ولهذا كان يقول لابد أن نبدأ بأنفسنا من أجل أن نقدم النموذج لباقي القطاعات الأخرى لكي نقدم لوطننا الأجوبة التي يحتاجها، ولهذا فإن هذا الرجل القادم من عالم الاقتصاد إلى عالم هذه المهنة مارسها باقتدار وبقيم، كان وفيا للمبادئ وكان يقدس المهنية وكان يعتبرها العنصر الأساسي للحفاظ على طبيعة المهنة، ولهذا نعتبر أن هذه القيم وسلَّة القيم التي كان يمثلها ستضطرنا إلى أن نتأملها وأن تكون خارطة طريق للمعارك القادمة بهدف الوصول إلى بيئة مهنية تليق بالصحافة في بلادنا».
رحاب: جمال براوي كان نبراسا لكل الصحفيين ومساره تجربة يجب أن نقتدي بها
شددت الصحفية والنقابية وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، «حنان رحاب» خلال جنازة توديع الصحافي جمال براوي، على أنه لا يمكن الحديث عن براوي، دون الحديث عن صحفي له ملكة الكتابة مع التحليل مع القدرة على النقاش والنقد البناء والموضوعية الكبيرة، مشيرة إلى أنه قد بصم جزءا من المسار الصحفي بثلاث خاصيات تمثلت في القدرة على المحاججة في المواضيع الوطنية بكل موضوعية انطلاقا من مبادئه اليسارية التقدمية الحداثية الديموقراطية، وأيضا كونه رجلا يؤمن بالاختلاف الذي لا يفسد للود قضية قائلة :» كان إذا جادل فإنه يجادلك بمبدأ وإذا انتقدك فإنه ينتقدك بمبدأ وإذا اتفق معك فإنه لا يجاملك والأمر الثالث هو أنه كان رجلا من الحركة الصحفية الوطنية المغربية، بحيث أنه لم يتخاذل يوما في الدفاع عن القضايا الوطنية ودائما من مبدأ المصلحة العليا للوطن وليس من زوايا ضيقة قد تدخلنا في مجال المجاملة أو النقد الهدام.. جمال براوي هو مناضل اتحادي وجزء من الحركة الاتحادية وجزء من اليسار المغربي وظل طيلة مساره الابن البار للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كان ابنا نصوحا منتقدا من أجل استمرار بناء الاتحاد الاشتراكي داعما لكل الأفكار الجيدة ورافضا لكل ما قد يمس بصورة الحزب، داعما قويا في لحظات الشدة ومراقبا في لحظات الرخاء، وهو نبراس لكل جيل من الصحفيين والصحفيات وعلينا أن نجعل من قوة التزامه بالقضايا الوطنية وأخلاقيات المهنة والمهنية مسارا وتجربة نقتدي بها».
تجدر الإشارة إلى أن الراحل قد أتم تعليمه في كلية الحقوق بالرباط، حيث حصل على الإجازة في الاقتصاد، وبدأ تكوينه السياسي منذ سنوات التعليم الثانوي مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كما شغل الراحل براوي منصب إطار عال في أحد الأبناك، قبل أن ينتقل إلى الدار البيضاء ليدخل غمار الصحافة، فاشتغل في عدد من المنابر الإعلامية التي كان فيها فاعلا أساسيا بفضل تحليلاته ومواقفه الجريئة، وكان للراحل دور كبير في تسليط الضوء على العديد من القضايا والمواضيع وتحليلها تحليلا موضوعيا.