تأهلت رواية “السماء تدخن السجائر” للكاتب اليمني وجدي الأهدل والصادرة عن دار نوفل/ هاشيت أنطوان، ضمن القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب للعام 2024
تعبر رواية «السماء تدخن السجائر» بالقارئ في محطات مختلفة من تحوّلات اليمن من خلال شخصية ظافر التي جعلت من النجاة أكبر الأحلام، وتمر بالفساد الذي يهمّش ابن البلد بينما يرفع بالغربي ذي الحظوة إلى أعلى الفرص والمراتب.
في بنية روائية محكمة ومتعددة الأصوات، يفرد وجدي الأهدل، الذي يعدّ من أشهر روائيي اليمن المعاصرين، مساحة ليوميات الحرب، ولحيوات السكان ممن يواجهون خيارات الهجرات الجغرافية والأبدية على السواء، وأحيانا يختارون الهرب بالحب على قاعدة العاشقين الشائعة بأن لا نجاة سوى بالحب.
عن “السماء تدخن السجائر”:
لا تُحدِث الحرب شيئًا سوى أنّها تنكأ ما كان متصدّعًا قبل حصولها. تبعث ندوبًا متجذّرة، أكانت متمظهرة بسمكةٍ اخترقت جسد السابح خلسة، أم بغربةٍ مديدة تُفقِد صاحبها القدرة على وطء الحياة التي تمضي بجانبه.
ظافر، بطل الرواية، هو أقرب إلى شخصيّةٍ رمزيّة معاصرة تتقاطع يوميّاتها مع تحوّلات اليمن، ما قبل الحرب وخلالها، والهجرات الجغرافيّة والأبديّة التي تفرضها على الناس. نتابعه في يوميّاته وفي تنقّلاته التي تشبه جولات متواصلة في البحث عمّا هو غائب. عمّا لا نعرف له وجهًا أو شكلًا. مع هذا لا نجاة إلّا بالحبّ، أو هكذا يُخيّل إلى شخوص الرواية. عبير ونبات وناجية وكفاية وسلمى وأشجان… وغيرهنّ من النساء اللواتي يظهرن في حياة ظافر ويعبرن بها، لسن نساءً فحسب، بقدر ما يحفّزن ويشحنّ محاولاته لشقّ كوّة في هذا الغياب.
أثناء ذلك، تتفرّج السماء… تنظر ولا ترسل المعجزات، بل تنفث سجائرها على الأحياء في الأسفل، حيث الحرب والمعارك لا تتوقّف، وحيث التواطؤ الاضطراريّ مع الموت يصبح السبيل الوحيد للنجاة.