مع أزمة الماء التي يواجهها المغرب، أقدمت سلطات الدارالبيضاء بتنسيق مع مصالح شركة “ليدك” على حذف حوالي 2000 عداد خاص بالماء الشروب، كانت موزعة على مجموع تراب الدارالبيضاء الكبرى، أي داخل الدارالبيضاء والمحمدية ومديونة وعين حرودة وتيط مليل وسيدي حجاج وأولاد صالح وغيرها من المناطق المجاورة للعاصمة الاقتصادية، وهي عدادات كانت تزود بها المساحات الخضراء وبعض الفضاءات الرياضية والترفيهية بالماء الشروب لفائدة السقي، فبالإضافة إلى أن هذه العدادات كانت مكلفة من الناحية المالية لخزينة الجماعات، كانت تسهم في هدر الماء الشروب على السقي بدل استعمال المياه العادمة المعالجة، ويكفي أن نعطي هنا مثالا بالأسواق البلدية فقد صرح المسؤولون ما مرة بجماعة الدارالبيضاء بأن هذه الأسواق تكلف خزينة الجماعة بخصوص استهلاك الماء والكهرباء حوالي 100 مليون شهريا، لذلك طرح حل هذه المسألة بأن يقوم أصحاب المحلات بإدخال عدادات خاصة بهم، بدل عداد الجماعة الذي كان يزود الأسواق بالماء الشروب والكهرباء ويتم استهلاكهما بشكل مفرط.
القرار جعل مصالح “ليدك”، تركز بشكل كبير على محطة معالجة المياه العادمة المتواجدة بمنطقة مديونة، والتي كانت قد شيدتها قبل سنوات بغرض سقي المساحات الخضراء، وكانت سعة المعالجة عند الإحداث تبلغ 3000 متر مكعب من هذه المياه، وهي تعمل بجهد أكبر لتصل هذه السعة ما يزيد عن 8000 متر مكعب، لسد حاجة السقي في كل تراب الدارالبيضاء الكبرى، وبالفعل فقد انطلقت عملية السقي من هذه المحطة بدل الماء الشروب بواسطة صهاريج متحركة، أصبحت تزود مجموعة من الجماعات في أفق تعميم العملية على تراب كل الجماعات، بالموازاة مع ذلك تجري الأشغال في جنبات الطريق السيار وطرق أخرى من أجل وضع قنوات الربط بين المحطة والمناطق البعيدة، وسيتم في المستقبل القريب اللجوء أيضا إلى محطات المعالجة التي كانت قد شيدت من طرف “ليدك” بمنطقة العنق وسيدي البرنوصي، للاستغناء نهائيا عن الماء الشروب في عملية سقي المساحات الخضراء وغسل الشوارع والفضاءات والدروب.