تأخر دعم الأسر المعوض لمبادرة مليون محفظة، الخصاص في الموارد البشرية ، الاكتظاظ،، مؤسسات بدون ماء… هذه بعض الاختلالات المسجلة في الدخول المدرسي لهذا الموسم

بدأ التلاميذ يعودون بداية هذا الأسبوع، بشكل تدريجي، إلى مؤسساتهم التعليمية على أن تبتدئ الدراسة بشكل إلزامي، يوم الاثنين المقبل تاسع شتننبر 2024، حسب ما جاء في المقرر التنظيمي لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي والرياضة الذي أصدرته شهر يوليوز المنصرم.
دخول مدرسي تطبعه عدة مستجدات وتحديات، حسب ما جاء في ذات المقرر، منها تعميم مدارس الريادة والتعليم الأولي وتعميم الأمازيغية والانجليزية وغيرها من الأمور التي تطمح الوزارة الوصية إلى تحقيقها خلال هذا الموسم، طموح لا ينفي، حسب مختصين في الشأن التربوي الوطني، ما تعانيه المدرسة العمومية من اختلالات تعرقل كل سنة العملية التعليمية، والتي تنقسم من حيث أهميتها ووقعها بين الشق التربوي والشق الاجتماعي ثم شق تدبير الموارد البشرية .
في هذا الصدد قال عضو منظمة التضامن الجامعي بجهة الحوز مولاي امحمد الشهيبات في اتصال بالجريدة إن أول ما يمكن ملاحظته هذه السنة خلال الدخول المدرسي هو ما يتعلق بالجانب الاجتماعي بعد إلغاء «مبادرة مليون محفظة» وتعويضها بالدعم المباشر للأسر شريطة التسجيل في السجل الاجتماعي مؤكدا أن الأسر، ورغم هزالة مبلغ الدعم المحدد في 200 درهم للتعليم الابتدائي والإعدادي و 300 درهم للتعليم الثانوي، كانت تنتظر أن تصرف هذه المبالغ بداية شهر غشت حتى يتسنى لها اقتناء الأدوات المدرسية قبل الدخول المدرسي أو إبانه، لكن الحكومة لن تصرف هذا الدعم إلا بعد التحاق التلاميذ بمدارسهم وقد لا يصرف قبل نهاية شهر شتنبر مما سيكون له الوقع السيئ على التلاميذ وارتباك في العملية التعليمية بسبب عدم استطاعة الأسر توفير الكتب والأدوات المدرسية لأبنائها إلا بعد توصلها بالدعم، والحال أن هذا الأخير كان من اللازم أن يصرف قبل الدخول المدرسي لتفادي مثل هذه المشاكل، ناهيك عن أن الدعم لن تستفيد منه كل الأسر، وستستثنى تلك التي لم يتسنى لها التسجيل في السجل الاجتماعي، وهذا مشكل آخر ينضاف إلى المشاكل المتعددة التي تواجهها الأسر في كل دخول مدرسي، خصوصا أن جلها أسر معوزة ستواجه وحدها ارتفاع ثمن الكتب والأدوات المدرسية وغيرها …
في الشق التربوي أكد المتحدث أن هذا الدخول المدرسي يشمل تدبير إكراهات متعددة منها الاكتظاظ والخصاص في الأطر التربوية وعملية تدبير هذا الخصاص وكذا الفائض في الموارد البشرية، وهو مشكل لا يحظى بالجدية المطلوبة في تدبيره، مع العلم أن هناك أساتذة لن يتخرجوا إلا في شهر 12 متسائلا عن الاكتظاظ داخل الأقسام الذي سينتج عن ذلك، إضافة إلى أن هناك حوالي 5 في المائة من الأساتذة الذين يشاركون في الإحصاء العام للسكنى سوف لن يلتحقوا بأقسامهم إلا بعد انتهاء الإحصاء، وهو ما من شأنه أن يؤثر على السير العادي للدراسة في بداية الدخول المدرسي لهذه السنة.
اختلالات أخرى تعرفها العملية التعليمية ويتعلق الأمر بالخصاص المسجل على مستوى المديرين، وذكر المتحدث أن أكثر من ألف مؤسسة تعليمية بدون مدير يسيرها، مضيفا أن هذه السنة لم يتخرج أي متصرف تربوي مما يؤزم الوضع ويساهم في عرقلة السير العادي للمؤسسات التعليمية حيث يكلف مدير واحد بتسيير أكثر من مؤسسة وهو ما يتسبب في ضياع الزمن المدرسي، وكمثال على ذلك أكد أن أكثر من 30 مديرية بإقليم الحوز مثلا لا تتوفر على مدير، وهو ما يعتبر سوء تدبير غير مفهوم من طرف المسؤولين عن التعليم ببلادنا معتبرا أن حتى المؤسسات التعليمية التي من المفروض أن تستقبل التلاميذ في أحسن الظروف يسجل فيها اختلالات أخرى عديدة أقلها عدم توفرها على الماء خصوصا بالعالم القروي !


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 05/09/2024