خطأً، جْئتُ

 

1
خطأً جْئتُ إلى هذا العالم
أنا القرصانُ الذي أنْجَى زبدَ البحر
من عمى الأقْدامِ
وأنْجَى الموجَ، والملحَ
من جشعِ الغرْقى

2
خطأٌ أن ينامَ العالمُ على كتفيّ
الرُّعَاشُ الذي أصابَ أطْرافي
يذْكي حنقَ الزّلزالِ

3
خطأً جْئت إلى هذا العالم
من غُبْرةِ لحْمي، وحديدِ الموْتى
بنيْتُ معابرَ الهروبِ الأكبرِ
ولم يكنْ هناك
غير الزّواحفِ، والعميانِ

4
خطأٌ أن ترميَ النّوافذَ بالْحصى
أَلْقِ روحكَ بين ذرّاتِ الزّجاجِ، أولا
وانْظر كيف تتوهجُ النارُ
في الْحطبِ الْعالي

5
لا جدْوى من المشْيِ طويلا
ودوما، إلى الأمامِ
حرّرِ الحطامَ الذي خلفكَ
من بَسْطَة الحذاءِ
وانْعطاف الرّيحِ على الجدرانِ

6
خطأً
رأيتُ ما رأيتُ
وما تذكّرتُ شيئا
إذْ نطقتُ

7
أسقطُ، ولا أنهضُ
أشُقّ مجرى هواء، وموسيقى
قرب ساقيْكِ
أخبِّئُ الأسماكَ في جيْبي
من ضجرِ الْموجِ
والطّيورَ بين طياتِ الماءِ
أبدّل ساقيْكِ بنخلتيْنِ
ونحْجلُ مثل ماعزِ الدّارِ
مطمئنيْنِ إلى خطأ قادمٍ
مدهشٍ، ونادر

8
أمْحو خطأ
بأخطاء جمّةٍ
وابتسامةٍ صغيرةٍ
بتلويحِ يدٍ
واسْتدارة سريعةٍ إلى الْوراءِ
أرمي حجَرا في مسيلِ ماءٍ
أو أدْلقُ ماء باردا
على داجنٍ موغلٍ
في قيْلولتِهِ
أحرّر الأقدامَ من رغوةِ الطَمْي
وأطلبُ الصّفحَ عنّي، منّي
خطأً جْئتُ إلى هذا العالم
لهذا أفرّ دوما منّي، إليّ
ولا أتعبُ !


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 06/09/2024