في الحفل التأبيني للمرحوم الحسين افقيرن بعين حرودة .. إجماع على مناضل استثنائي خلقا وكرما ونضالا وتواضعا

أجمعت كل الشهادات التي قدمت في الحفل التأبيني للمرحوم المناضل الحسين افقيرن، مساء أول أمس الخميس، على أنه رجل استثنائي صادق كريم متخلق صبور محترم من طرف الجميع، رجل فريد يتميز بالهدوء وقوة التحمل ومتسامح وودود.
وشهدت قاعة دار الشباب بعين حرودة، حضورا قويا وكثيفا ومتنوعا من جميع الأطياف السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية، حيث غصت القاعة التي احتضنت هذا الحفل التأبيني الذي نظمه المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمحمدية، وبحضور عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومنسق الحزب بالإقليم، الذي قدم شهادة معبرة ومؤثرة في حق الراحل الفقيد الحسين افقيرن، كما تم تقديم شهادة كل من مولاي الحسن باجدي، الذي تربطه بالمرحوم تقريبا نصف قرن، وكلمة المكتب الإقليمي ألقاها حسن الراعي وشهادة العائلة قدمها توفيق افقيرن ابن المرحوم، وكلمة علي بوتاكا، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين .
كما تم تقديم بعض الشهادات في حق الراحل المناضل الحسين افقيرن، من طرف بعض الذين جايلوه داخل غرفة التجارة والخدمات بالمحمدية مثل مديرها مصطفى عبلال وصلاح الدين جمعاوي وشهادات كل من المستشار الاتحادي الزيتوني بجماعة عين حرودة وأحمد شنيع وبوعطير وتم إعطاء كلمة للمناضلة مليكة الفد المستشارة الاتحادية بجماعة المحمدية سابقا، بالرغم من ظروفها الصحية أبت إلا أن تحضر إلى هذا الحفل.

جماهري: كنا نشعر بالخجل أمام سمو روحه، المشفوعة بتواضعه

نقف بالإجلال نفسه، والرهبة ذاتها، أمام ذاكرته الحية، كما كنا نقف أمام بساطته الإنسانية وهو حي بيننا، يذكرنا بأهدافنا وبمهامنا إزاء الشعب وإزاء البلاد.
ولعلنا، سنزداد رفعة، إن نحن اعترفنا أمام روحه، بأننا كنا نشعر بالخجل أمام سمو روحه، المشفوعة بتواضعه، ونشعر بالتقصير أمام إصراره وصلابة معدنه، المشفوعة بنقاء سريرته، وسنكون، كما أراد هو، وكل المناضلين الصادقين والثابتين والمرابطين على جبهة الحق ونصرته.
السي الحسين، ظل انتماؤه عنوانا على امتداد جذور مدرسة الوطنية وحركة التحرير الشعبية، في الاتحاد والنقابة، وفي عمق المجتمع المغربي.
رمز من رموز القوات الشعبية.
كل الأفكار والإيديولوجيات لا تساوى عمراً من أعمار أمثاله.
أعطوا المعنى الحقيقي للامتداد الشعبي: هو وأمثاله من التجار والحرفيين جعل الفكرة الاتحادية حية في الدروب والحارات والجبال والقلوب…
فيهم يرى المغاربة حقيقة الانتماء وصدقه وجـديته، يعلمون الناس من خلال نموذجهم هم، هم المثال والأسوة الحسنة.
لولاهم، لولاكم لبقيت الأفكار شعارات معلقة، ولما أصبحت قوة إنسانية وقوة مادية تعتنقها الجماهير بعفوية وتواجه بها كل أنواع الطغيان.
الأسماء اللامعة في « عائلتنا» الكبرى، الإنسانية المغربية بأخلاق الأنبياء والصالحين والشهداء.
يا أخي، أسعفنا، بما بقي في ذكراك واسمك وسيرتك من قوة وصلابة وإخلاص ونزاهة، لكي نعود أقوى ونخرج من هذا الزمن الفج، واختلاط القيم وتآكل الأخلاق ولبوس الحابل للنابل.
أعدنا إلى نبعنا في هذا الزمن الذي يذبح فيه الشعب الفلسطيني، كل يوم، أعد لنا صراخنا واحتجاجنا وأعد لنا قبضة اليد التي سرقت منا !
من حقك علينا أنا نعتذر لك وقد أصاب الترهل والوهن تنظيماتنا التي أعطيتها نصف قرن من عمرك.
– نعتذر منك كما نعتذر لمن أحبوك وأحببتهم
– من أخونا محمد أشركي
– من الحاج عمر أضرضور
– من عبد الرحمن العزوزي
لم يستسلم للإغراءات وللوعود.
ظل نظيف اليد والذمة.
عزاؤنا فيه حب الناس له.
وأنه أعز ما يطلبه الناس، النظافة والجرأة وطيب الكلام ودمث الأخلاق.

 

باجدي: إنسان فريد من نوعه بإنسانيته وتواضعه وهدوئه

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد رسول الله إلى البشرية أجمعين .. في البداية أرحب وأحب أن أحيي الحضور الكريم بكل مكوناته وتنوعه، النساء الرجال الشباب والشابات، وأيضا كل أفراد عائلة الفقيد، بمن فيهم أبناؤه وحرمه المصون رفيقته في الحياة وأم أبنائه التي كافحت وناضلت إلى جانبه ولم تتخل عنه يوماً، جزاها الله خير الجزاء على كل ما فعلته من تضحيات، كما أتقدم بالشكر الجزيل لأخواته وإخوانه المناضلين والمناضلات في عين حرودة، الذين واللائي كانوا دائماً بجانبه في السراء والضراء، ولا تفوتني الفرصة لتحية الإخوة والأخوات في حزب الاتحاد الاشتراكي والنقابة الوطنية للتجار والمهنيين.. الشكر موصول أيضاً لكل أعضاء وعضوات المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين. وخاصة أخينا حسن الراعي الذي ندعو الله أن ينزل عليه الشفاء العاجل…
فعلا، نشكر المكتب الإقليمي على هذه المبادرة الأخوية التكريمية الصادقة، اعترافاً بمكانة الفقيد أخينا الحسين افقرن، رحمه الله، وتكريماً لروحه وما قدمه من تضحيات في سبيل هذا الوطن. أخينا إفقيرن(الفقيه) الذي غيبته عنا يد المنون إلى الأبد حينما سلم روحه إلى خالقها راضياً مرضياً رحمه الله وغفر له وأحسن إليه .. في الحقيقة تألمنا وحزننا بوفاة السي الحسين ومغادرته لهذه الدنيا الفانية ولكن تلك مشيئة الله وقدره الحمد لله رب العالمين .. وبوفاة أخينا الفقيه فقدنا وفقد النضال الميداني السليم رجلا خيراً، صالحاً وفاعلا
في كل المجالات التي يظهر فيها باستمرار، تراه دائما متفاعلاً، كإنسان، كسياسي، كنقابي ، كحقوقي، وكجمعوي، أخونا الحسين الفقيه إنسان فريد من نوعه بإنسانيته وتواضعه وهدوئه، وفي كل وقت وحين تجده متواجداً وصامداً، لا يكل ولا يمل من العمل والتضحية والنضال المستميت، وعلى جميع المستويات وبإصرار كبير قل نظيره، يساهم حضوريا،
ومادياً ومعنوياً في كل المحطات التي تتطلب ذلك، ولا يتردد قيد أنملة في خدمة قضايا المجتمع، والنضال والكفاح المشروعين من أجل تحقيق عدالة المطالب الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية ثم السياسية، ورغم محاربته بشراسة وقوة، من بعض ضعاف النفوس ومن الخصوم السياسيين، يواجه ذلك بالصدق والمعقول واللامبالاة بما يصدر من
خفافيش الظلام، ولم يسجل عليه في يوم من الأيام رد الإساءة بمثلها، بل نقولها للإنصاف والتاريخ، لا يرد أبداً على من يسيئون إليه من هنا وهناك وبمثل إساءتهم له، فهو لا يشتم ولا يسب ولا يتنمر على أحد سواء كان رجلا أو امرأة ، لقد كان فقيهنا الجليل رجلا مسالماً إلى أبعد الحدود، فقط يدافع عن مبادئه وقناعاته بالتي هي أحسن وبقوة الإقناع والحجة والبرهان، وخاصيته كانت ترتكز على احترام الجميع بما في ذلك الخصوم والمنافسين السياسيين، الذين سجلنا أن أغلبهم يبادلونه نفس الاحترام والتقدير .. يعتبر السي الحسين إفقيرن رجل فريد من نوعه، فهو يتميز بالصبر والهدوء وقوة التحمل رجل منفتح على الجميع، حتى على خصومه أو لنقل المنافسين السياسيين تراه، يجالسهم ويتجادل معهم
، ودائما يحاول إقناع محاوريه، لا يتسرب إليه القلق والشك حتى في أصعب المحطات، دائماً يلح ويلح على المقاومة والصمود، هو رجل متسامح ودود، فقط، يكون شرساً كلما أحس بمساس مغرض بالحزب والنقابة والقوى التقدمية الذين ينتمي إليهم ولا يقبل أبدأ المساس بما يؤمن به من مبادئ ويحترم من له عكس ذلك من أراء.. يكره النقد الهدام، وقد تسمعه ينتقد وبقوة وبأدوات النقد الهادف المسؤول، ولكنه لا يسيء لخصم سياسي أو نقابي مهما كان الخلاف، لا يعادي المنافسين والخصوم السياسيين في الأحزاب الأخرى مهما بلغ مستوى الخلافات معه، الفقيه كما قلنا منفتح على الجميع ويحب الخير للناس ولا يتردد قيد
أنملة في العمل على تقديم المساعدة في موضوع ما لمن يحتاج لذلك أو يطلبها منه، الفقيه رجل خير، ودود، اجتماعي ، تميزه خصاله الحميدة ووفاؤه المتجذر في تربة النضال الديمقراطي .. وفاته تشكل خسارة كبيرة للعمل السياسي والنقابي والجمعوي الهادف والمبني على الاحترام والمعقول، رحم الله، أخينا الحسين إفقيرن، وأحسن إليه وغفر له وجعل جنات الفردوس مقره الدائم.
في الختام لا بد من التذكير، أخي وصديقي ورفيقى الفقيه يرجع اللقاء به لأول مرة إلى سنة 1976 إثر الانتخابات البلدية التي جرت بعد صدور الميثاق الجماعي، وبالضبط في هذا التاريخ انخرط في تنظيمات الاتحاد الاشتراكى بالمحمدية، وكان أول من اتصل به هو أخينا الأستاذ لحسن مزواري، ومنذ هذا التاريخ لم تنقطع الاتصالات والعمل مع أخينا الفقيه حتى انخرط أيضاً في النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، وهو المؤسس الفرع الحزب وفرع النقابة بعين حرودة بمعية مجموعة من أخواته وإخوانه.
معرفتي به لها تاريخ طويل على مدار50 سنة تقريبا.
مهما قلت، ومهما وصفت أخينا الفقيه وخصاله، لن أوفيه ما يستحق على العمل النضالي الكبير الذي قدمه طيلة حياته…

 

الراعي: رجل مبادئ ونزاهة في الفكر ونظافة اليد

عائلة الفقيد أصدقاؤه جيرانه تجار ومهنو عين حرودة وكل محبيه
يشرفني أن أتناول الكلمة، باسم المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمحمدية، وباسم كافة تجار مدينة المحمدية في هذا الحفل التأبيني المؤثر، لواحد من الأسماء التي طبعت بحضورها الوازن ومواقفها الإنسانية المتميزة، واقع ومسيرة نقابتنا.
واسمحوا لي أيها الحضور الكريم، أن أقول في حق رفيقنا المرحوم الفقيه الجليل سي الحسين بعض الكلمات التي هي خلاصة مركزة لعشرة جمعتنا سويا وعلى امتداد عقود من الزمن عرفت خلالها الفقيد المحترم قيد حياته عن قرب، ونسجنا معا خيوط صداقة ترسخ بنيانها ونما شامخا على مدار الزمن.
لقد كان الفقيد، رحمة الله عليه، رجل مبادئ ونزاهة في الفكر ونظافة اليد، مناضلا نقابيا وسياسيا محنكا، صقلته التجارب، فأمسى ثاقب النظر، عميق التفكير والتأمل، متزنا في التحليل حصيف الرأي، متشبثا بالمبادئ التي آمن بها لا يحيد عنها، ولو كان في ذلك مساس مباشر لشخصه، وتأثير على وضعه الاعتباري داخل المحيط الاجتماعي والإنساني الذي ينتمي إليه. تراه في كل اللقاءات أو الاجتماعات وفي كل المنتديات كتلة من النشاط والحيوية والبذل والعطاء، والتضحية، مدافعا شرسا عن مبادئ النقابة والحزب، اللذان آمن بعقيدتهما وانتظم في صفوفهما في منتصف السبعينيات.
لقد مارس المرحوم العمل السياسي والنقابي بمعناه النبيل، حيث ساهم بفضل نضالاته في تقريب النقابة والحزب، عقيدة ومبادئ، من عامة الناس حتى صار اسم الفقيد متداولا في أرجاء عين حرودة وأصبح معروفا لدى التجار والمهنيين. عموم المستضعفين من القوات الشعبية الذين باتوا يعتبرونه واحدا منهم. وقد كانت لي الفرصة في معاينة ذلك عن كثب، خلال حملاتنا الانتخابية خاصة انتخابات الغرف المهنية.
لقد تمكن رفيقنا من تحقيق الفوز في الانتخابات الجماعية ، حيث انتزع مقعدا في المجلس البلدي بعين حرودة ومقعدا مماثلا بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، وساهم بشكل ناجح وفعال في تسيير الشأن المحلي بهذه المدينة باقتراحاته وترافعه عن عدة قضايا تهم الشأن المحلي.
كما كان، رحمه الله، خدوما، يتصف بالنزاهة والاستقامة والدفاع المستميت عن حقوق المستضعفين. ولا غرابة في ذلك معشر الحاضرات والحاضرين، فالسى الحسين، لم تكن تهمه مصلحته الشخصية البحتة، بقدر ما كان همه الأول، وهاجسه الأساسي خدمة المواطن البسيط، والسعي الجاد والحثيث إلى المساهمة في حل مشاكل الناس بكل ما أوتي من قوة وخبرة، وذلك في صمت ونكران للذات.
كما كان، رحمة الله عليه، مناضلا نقابيا من الطراز العالي في صفوف النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، حيث كان مدافعا أمينا عن حقوق التجار ومكتسباتهم، كما تمكن من المساهمة في تفعيل أطروحات الحزب المرتبطة بعلاقته مع النقابة، والمتمثلة في الاحترام الكامل للاستقلالية في اتخاذ القرار مع الرفض التام لكل محاولة للاختراق أو التدجين. وهكذا عاش فقيدنا متوازنا في انسجام كامل بين صفتيه الاثنتين السياسية والنقابية.
بالإضافة إلى كل ما قيل في حق الفقيد، فقد كان رحمه الله، أبا مثاليا، لكونه استطاع تخصيص حيز من وقته لتتبع ورعاية أبنائه، وذلك بفضل تضحيات ومساعدة زوجته، ويحق لأسرته أن تفخر به وبنجاحه في إتمام رسالته على
أحسن وجه.
وأنتهز هذه الفرصة أيها الحضور الكريم، لأتقدم بتعازي الصادقة والحارة إلى زوجة المرحوم المحترمة، ورفيقة دربه، التي كانت دائما إلى جانبه في كل نضالاته مساندة له ومتحملة بكل صبر لتبعات ما كان يخوضه زوجها المحترم من نضالات في سبيل الصالح العام.
وقد كان بيتها قبلة لكافة المناضلين، واتسمت دائما بحسن الاستقبال، وحفاوة الترحاب بمقدمهم، كعادة ربات بيوت الأسر المغربية العريقة، فلها ألف شكر وألف عرفان وتقدير، ومتمنياتنا لها ولأفراد عائلتها المحترمة بجميل الصبر
والسلوان، وبدوام الصحة والعافية. وعزاؤنا في المرحوم واحد.

 

توفيق افقيرن: كان مثالا للاستقامة والعدل على الغريب قبل الصديق

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وسلم. إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا قضاء الله ولا راد لقضائه.
منذ 58 يوما، وارينا والدي الحسين افقيرن التراب، وإنا والله يا أبي
على فراقك لمحزونون .
لقد كان والدي، رحمه الله، عبدا من عباد الله، مدافعا عن كلمة الحق،
حافظا لكتاب الله في قلبه قبل ذاكرته، محبا لوطنه وأبناء وطنه
ناكرا لذاته في سبيل أن يعيش أبناء هذه المنطقة وأبناء هذا الشعب
عيشا كريما في وطنهم العزيز.
لقد كان والدي ومنذ نعومة أظافرنا، والله على ما أقول شهيد، حريصا على أن نتلقى مبادئ حسن الخلق ومكارم الأخلاق، كان مثالا للاستقامة
والعدل، على الغريب قبل الصديق، محبا للخير لأبعد الناس قبل أقربهم
إليه. ربانا، رحمه الله، على احترام الغير كيفما كانت مرتبته الاجتماعية
وقول كلمة الحق في الغيب والشهادة، وشكر الله وحمده في الغنى والفقر.
كان رحمه الله إذا ذكر أحد بغير خير أمامه، يرفع يده للتمنع عن التعقيب والإدلاء برأيه.
على الصعيد المهني، وفي مختلف المهام التي كان والدي يقوم بها، لا على الصعيد الحزبي أو النقابي،كان رجل المبادئ والموقف الواحد، مبادئ الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والحرص على الولوج للخدمات الأساسية لكافة أبناء الشعب .
لقد كان هذا هو والدي الحسين افقيرن، رحمة الله عليه وأسكنه فسيح
جنانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 07/09/2024