كشفت إدارة المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة الناظور ، أن الندوة الافتتاحية للدورة 13، دورة الرئيسة الشرفية الراحلة ليلى امزيان بنجلون، اتخدت لها كموضوع « الدبلوماسية الموازية في زمن الذكاء الاصطناعي:
ووفق بلاغ للجهة المنظمة،فإن موضوع هذه المائدة المستديرة التي سيحضرها دبلوماسيون، أكاديميون، فنانون، وفاعلون حقوقيون ومدنيون من المغرب ومن مختلف بقاع العالم، يتمحور حول الأدوار الجديدة للدبلوماسية الموازية، و ما يمكن أن تقوم به الفنون و الثقافات و الأنشطة الحقوقية من دور إيجابي لتوطيد العلاقات الديبلوماسية بين الدول و المجتمعات في عالم اشتدت فيه الاختلافات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية، تسبب البعض منها في اندلاع حروب شديدة، راح ضحيتها أبرياء كثر من الأطفال والنساء والشيوخ، وأخرى تسببت في إلغاء أو إرجاء مشاريع تنموية واقتصادية واجتماعية كان بإمكانها أن تعود بالنفع على الناس. وأقل أضرار هذه الصراعات تعميق سوء فهم قضايا عادلة كثيرة من قبل الناس، وتشويه سمعة مسارات بلدان وقاداتها، واستصغار تضحيات شعوبها من أجل التمكن من مسارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي و التحكم فيه.
ومن أجل أن تساهم هذه المائدة المستديرة في الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الموضوع، سيتم تبويب النقاش الى ثلاثة محاور مقرونة بعدة أسئلة، وهذه المحاور هي:
– الديبلوماسية الموازية بين المنجزات والإخفاقات.
– أي دور للديبلوماسية الموازية في ظل نظام دولي في طور التشكل؟
– كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الديبلوماسية الفنية والثقافية والحقوقية؟ وهل سيعلن الذكاء الاصطناعي موت الديبلوماسية الموازية الثقافية والفنية والحقوقية.
وجاء في أرضية المائدة المستديرة و الأسئلة التي تطرحها الديبلوماسية الموازية اليوم، للدبلوماسية الموازية الثقافية والفنية والحقوقية – وهي الأنشطة التي تقوم بها جهات غير حكومية تتمتع بدرجة معينة من التخصص في مجالات مختلفة بهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين والشعوب والثقافات دون أن تطرح نفسها كبديل للدبلوماسية الرسمية – تاريخ يمتد الى عقود، الا أن المشتغلين فيها كثفوا من اشتغالهم خاصة بعد الحرب العالمية الثانية عندما أدركت الدول المتحاربة آنذاك الحاجة إلى تعزيز التفاهم المتبادل، وتخفيف التوترات من خلال الأنشطة الثقافية والفنية والحقوقية.
لذا اشتغلت هذه المؤسسات الغير رسمية على تعزيز السلم والأمن من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بغية الحد من النزاعات وتكريس السلم، تطوير العلاقات الدولية من خلال بناء علاقات قوية و التواصل و التفاهم بين الدول والشعوب، رفع الوعي بقضايا عالمية أساسية مثل حقوق الإنسان، والتغير المناخي، والتنمية المستدامة.
وتؤكد جل الدراسات المتخصصة أن نتائج عمل هذه الدبلوماسية خلال هذه الفترة كان متواضعا بالنظر إلى هيمنة الدبلوماسية الرسمية، واحتدام التوترات و لا سيما زمن الحرب الباردة ، بالرغم من أن جل هذه الدراسات المتخصصة تؤكد على الدور الإيجابي لهذه الدبلوماسية في التقليل من احتدام التوترات و الصراعات، لا سيما زمن بداية نهايتها.
ولاستمرار التوازنات الدولية، وضمان الاستقرار العالمي و السلم، خاصة مع نهاية الحرب الباردة وبداية زمن العولمة، زادت الأنشطة الفنية والثقافية والحقوقية كوسيلة للتواصل بين الشعوب، و كان من أهدافها :
1- تعزيز الحوار الثقافي وذلك بهدف تثمين التفاهم بين الثقافات المختلفة من خلال الفنون والبرامج الثقافية.
2- الدفاع عن حقوق الإنسان و نشر الوعي بقضايا الحقوق الفردية و الجماعية وتعزيزها محليا و دوليا.
3- بناء شبكات دولية للتعاون بين المنظمات والأفراد لتعزيز الدفاع عن السلم و التعايش.
4- التأثير على السياسات العامة، وذلك عبر التأثير على السياسات الحكومية من خلال الضغط والمناصرة و الترافع.
وبالرغم من الدور الفعال والإيجابي الذي لعبته هذه الدبلوماسية خلال هذه الفترة وإلى اليوم، ورغم المجهودات التي تقام في إطارها، فقد ظلت نتائجها مرة أخرى ضعيفة بالمقارنة مع الأهداف التي سطرتها، مما يجعلنا نطرح الأسئلة التالية:
* هل كانت استراتيجيات الدبلوماسية الموازية الثقافية والفنية والحقوقية محددة بدقة؟
* هل كانت أهداف الدبلوماسية الموازية، الثقافية والفنية والحقوقية، دائما واضحة؟
* هل قلة الدقة الاستراتيجية ووضوح الأهداف سبب قلة نجاعتها؟
* ما هي أسباب الصعوبات التي تعاني منها الديبلوماسية الموازية لتسويق خطاباتها؟ وهل الأمر راجع مرة أخرى إلى غياب الاستراتيجيات الواضحة والدقة في تحديد الأهداف؟
* ما أثر انعدام التنسيق بين الديبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية في ضعف هذه الأخيرة؟
* كيف يمكن للدبلوماسية الموازية التغلب على قلة الإمكانيات المالية واللوجيستيكية؟
* كيف يمكن للدبلوماسية الموازية الرفع من محدودية التكوين لدى العاملين لديها؟
* هل أن مأسسة الدبلوماسية الموازية حل للتغلب على مصاعبها المادية واللوجيستيكية والمعرفية، أم أن رسم مسافة ضرورية بين الدبلوماسية الرسمية والموازية ضروري لنجاعتها؟
* ما هو نوع خطاب الدبلوماسية الموازية الذي يحافظ على مصداقيتها، ويميزها عن الديبلوماسية الرسمية؟
* ما هي سبل تعميق التنسيق بين مؤسسات الديبلوماسية الموازية عالميا؟
* ما هي السبل الناجعة للرفع من وتيرة عملها؟
* كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على الدبلوماسية الفنية والثقافية والحقوقية؟
* هل سيعلن الذكاء الاصطناعي موت الدبلوماسية الموازية الثقافية والفنية والحقوقية، أو سيدفع الدول إلى التفكير في الرفع من أهمية الدبلوماسية الموازية لترتقي إلى وزارات بدل من استمرارها أقساما تابعة لوزارات الخارجية والتعاون؟