الممرضون يتحمّلون ثقل المهام وعدد الأطباء لا يتجاوز الستة بـ 34 مركزا صحيا
عرّت الفيضانات والسيول التي عرفها إقليم طاطا مؤخرا، والتي تسبب وفقا لما أعلنت عنه وزارة الداخلية في وفاة 10 أشخاص من مجموع 18 حالة تم تسجيلها في مختلف المناطق المتضررة، إلى جانب أربعة أشخاص يعتبرون في عداد مفقودين، عن الواقع الصحي المزري الذي يعيشه هذا الإقليم، إذ أوضح فاعلون صحيون في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه يعرف هشاشة كبيرة على أكثر من مستوى، ويصنّف بكونه من المناطق صعبة الولوج وغير المستقطبة لمهنيي الصحة، بسبب غياب التحفيزات التي يمكنها تحقيق هذه الغاية والتقليص من الفوارق الصحية المجالية.
وأبرزت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن عدد الأطباء الذين يعملون في إطار التعاقد بالإقليم الذي يوجد به 34 مركزا صحيا ومستوصفا لا يتجاوز الستة أطباء، مشيرة إلى أن أطباء متعددين لم يتمكنوا من مواصلة العمل بالمنطقة بسبب صعوبات العيش بها، مما جعلهم يفارقونها ليقع كل العبء الصحي بسبب ذلك على الممرضين الذين يقومون بمختلف المهام ويحاولون الإجابة عن الاحتياجات الصحية لساكنة الإقليم، وفقا لما هو متوفر من إمكانيات.
وعلاقة بالموضوع، أوضح محمد أومزي الكاتب الإقليمي للنقابة المستقلة للممرضين بطاطا في تصريح للجريدة، بأن الممرضين وتقنيي الصحة يواصلون القيام بواجبهم الإنساني والمهني في ظل صعوبات متعددة في الإقليم، وفي ظل إكراهات كثيرة، في غياب كل أشكال التقدير والتحفيز، مشددا على أنه تم طرق أبواب المسؤولين لكي يتم تحفيز هذه الفئات، والقيام بتدابير تضمن الأنسنة والكرامة، لكن ظل الوضع على ما هو عليه رغم الاتفاق في اجتماع سابق على عدد من النقاط في 15 دجنبر 2023، والتوقيع على محضر اتفاق بعد ذلك بعد مدة طويلة وتحديدا في 12 فبراير 2024، مما دفع إلى خوض مجموعة من الأشكال الاحتجاجية.وأبرز المتحدث في تصريحه، أن الخدمات الصحية في الإقليم هي تمريضية بامتياز، يقوم بها الممرضون وتقنيو الصحة من مختلف المستويات، بما فيها تلك التي تتعلق بالنقل الصحي، إذ تتم مرافقة المرضى في رحلات يتم خلالها قطع مئات الكيلومترات ذهابا وإيابا من طاطا إلى المستشفى الجهوي بأكادير في ظروف جد صعبة ومحفوفة بالمخاطر، داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في هذا الواقع والعمل على تصحيح الأعطاب التي يعرفها، وإلى إقرار تحفيزات ترتبط بالمجال بمساهم كافة الجهات المتدخلة بما فيها المجالس المنتخبة، مشددا على أنه في حال عدم تدخل الوزارة فإن الأشكال الاحتجاجية المسطرة ستتواصل.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن فتح باب الترشح لشغل مناصب مدراء المراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية الشاغرة، والتي ظل العمل في الكثير منها بالنيابة لمدة كبيرة، حيث سيشمل التغيير المستشفى الإقليمي لطاطا، هذا الإقليم الذي لم تقدم الوزارة في موقعها الرسمي معطيات عن طبيعة التدخلات التي قامت بها مصالحها خلال الأزمة الأخيرة المتعلقة بالفيضانات، إن تم القيام بها، ولم تشر إلى حصيلة الجرحي والمصابين، والأشخاص المتكفل بهم نفسيا؛ إن كانت قد تكفّلت بهم؛ وغيرها من التدخلات الأخرى ذات الطبيعة الصحية التي من المفروض أن يتم توفيرها وتقديمها للمواطنين في مثل هذا النوع من الأزمات، خلافا لمواقع رسمية لوزارات أخرى، ظلت متفاعلة طيلة هذه الأيام، كما هو الحال للموقع الرسمي لوزارة التجهيز والماء، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام ويبين حجم العطب التواصلي الذي تعيش الوزارة على إيقاعه.