فصل السياسة بين الشبيبة الاتحادية و«شبيبة» الهبل
عبد السلام المساوي
شبيبة الاتحاد الاشتراكي تناضل تحت شعار « الوطن أولا ….الوطن دائما « ، حضور دائم وفعال في المنتديات الدولية للترافع عن الوحدة الترابية « …إنها صوت المغرب في العالم الاشتراكي، إنها قاطرة الديبلوماسية الموازية دفاعا عن الوحدة الوطنية ومواجهة قوى التدمير والتغليط والانفصال …
الشبيبة الاتحادية لم تبع ولن تبيع، الشبيبة الاتحادية ضحت وتضحي من أجل رفعة الوطن، شبيبة واعية ومسؤولة تناضل من داخل المؤسسات ودفاعا عن المؤسسات …
الشبيبة الاتحادية انخرطت في النضال السياسي، انخرطت في حزب الاتحاد الاشتراكي إيمانا واختيارا، لا ارتزاقا وطبعا…
الشبيبة الاتحادية صوت أزعج ويزعج التغول بـ» شبيبة « مستلبة وترقص هبلا ، شبيبة مخدرة بدون بوصلة بدون أفق مستقبلي، شبيبة أحزاب خلقت من العدم، ومصيرها هو العدم …
الشبيبة الاتحادية متجذرة في التاريخ ولها مستقبل…
إن الشبيبة الاتحادية كانت دائما مالكة للأفق المستقبلي، ومن ثم كانت تستشرف المستقبل وتفعل في الأحداث وكان لها بعد نظر يجعلها تستبق هذه الأحداث وتقود معاركها .
وإن الشبيبة الاتحادية واعية بأن بناء الأفق الاتحادي وتجديده مشروط بسيادة الوعي الجماعي، وبسيادة الإرادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين؛ وأن هذا الوعي الجماعي يجب أن يكون سائدا وفاعلا مستبقا للأحداث وليس مسايرا لها ويكتفي بالتعليق عليها .
إن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد، عبر مراهنتها المتبصرة، السياسية والتنظيمية، على دور الشباب، ودور المرأة، ودور الأطر الوطنية، ودور القوى المنتجة في البلاد في استيعاب التحولات الإنتاجية الجارية، واستدماج الثورات التكنولوجية المتواصلة؛
الشبيبة الاتحادية منفتحة على المؤهلات والفعاليات المجتمعية المؤمنة بالمشروع المجتمعي الديموقراطي الحداثي، بعيدا عن كل طموح ذاتي أو مصلحة مادية آنية. الشباب الاتحادي انتفض تنظيميا وحطم الأوهام والأصنام، وكسر الانغلاق، ليتصالح مع الذات، مع المجتمع، مع الكفاءات والخبرات، مع الأطر الجدية والفاعلة، المسؤولة والمواطنة . تواصل التفاعل مع المواطنين، من خلال الإنصات لمشاكلهم وهمومهم، والتعبير عن تطلعاتهم، القرب من المواطنين وفي الميدان. فالاتحاد الاشتراكي، بتنظيمه المحكم وبرؤيته الواضحة، بمصداقية مناضليه، وبانفتاحه على الفعاليات والكفاءات، قادر على كسب الرهان والمساهمة في البناء والتنمية …
الشبيبة الاتحادية أنعشت المشهد السياسي، وأخرجته من الجمود والرتابة، أعطت للسياسة معنى، انتفضت على السبات والاتكالية، على العبث الذي يتهدد مستقبل الديموقراطية ببلادنا…
أكدت الشبيبة الاتحادية أن الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا مناسباتيا، ليس حزبا ميتا ينبعث أو يبعث في موسم الانتخابات، حزب حي في التاريخ بل التاريخ حي به، حزب النضال المستمر، حضور قوي في كل زمان، كان وما زال وسيبقى يمارس السياسة بأخلاق، بشكل مختلف عن كل الأحزاب، الديموقراطية منهج وهدف وليست مجرد انتخابات خصوصا عندما تكون مغربية؛
الاتحاد الاشتراكي حي، الاتحاد الاشتراكي صامد، حزب الممارسة التي تفكر، يبادر، يبدع، يطرح الأسئلة ويدعو إلى التفكير فيها، الحقيقة نطلبها ولا نمسك بها، لا جواب نهائي، لن يموت الاتحاد الاشتراكي مادام في المغرب إنسان يتساءل، يفكر، يناضل، إنسان يروم معانقة رفعة المواطنة والقطع مع خسة الرعية…
الشبيبة الاتحادية أغنية يتغنى بها شبابنا وشاباتنا، يعزفون لحن الخلود ويغردون شعارات ليست كالشعارات، شربناك بالنخب حتى الثمل، فارتوى عقلنا بالوعي، وارتوى قلبنا بالحب، حبيبتنا شبيبتنا يا مستقبلنا، أرادوك رائدة وأردناك خالدة، جنون عشقك بوصلة لكل شاب وضمير لكل شابة …
امنحي لنا جناحا نطير به نحو التقدم، نحو الأزل، حبيبتنا شبيبتنا يا مستقبلنا، سنزرعك في كل الحكم، بذرة في النضال والتربية، عملاقة ترفرفين إلى الشموخ، إلى الخلود، عالية على الرداءة، فأنت الشبيبة الاتحادية يا مستقبلنا، تبقين غالية وشمس كل أمل…نحبك ( اتحادي اتحادي…) نحب الوطن ( منبت الأحرار مشرق الأنوار…)
وانطلق قطار الشبيبة الاتحادية، قطار النضال والتحدي، التصالح مع التاريخ مع الذات، مع المجتمع، مع الشباب…الرصيد التاريخي هو البوصلة…
المضي في الطريق، الإرادة والدينامية، القطع مع الجمود والكسل، الثورة على الانغلاق والانفتاح،
حراك شبابي اتحادي، حراك واعي، دال ومعبر، مغزى عميق، رسائل ورموز…
الشبيبة الاتحادية هي القاطرة، هي الرافعة، هي المدرسة، هي النخبة، هي القيادة، أمل وطموح، مبادرة وإبداع…
في الأمكنة كلها، في كل الجهات، وفي زمن واحد ؛ زمن الشبيبة الاتحادية، ثقافة جديدة لشباب متجدد، هنا معبد الحداثة فطوبى للاتحاديات والاتحاديين…
إنه الماضي الذي يمتد في الحاضر…
هم شباب في عمر الزهور، شباب جميل يعانق القيم الجميلة، قيم الحب والتواصل والحوار، قيم التسامح والانفتاح والتآخي، قيم التجديد والخلق والإبداع شباب جميل يعشق الحياة، شباب اختار معانقة الأمل والمستقبل لذا قرر الانتماء إلى هذه المنظمة العتيدة ؛الشبيبة الاتحادية، حيث شروط التربية والتوعية، رفعة الأخلاق وسمو المبادئ …
شابات وشباب يقولون لا لليأس، لا للعنف، لا للعبث والشعبوية، منخرطون للانتفاضة على الرداءة وتبديد الظلام، إنهم ورود منفتحة ومتفتحة… أعلنوا انخراطهم في إنجاح بناء المغرب بلدا ناميا وقويا، حداثيا ومتضامنا..
الشباب الاتحادي …أحفاد المهدي وعمر وكرينة، اتحاديون، اشتراكيون ديموقراطيون، عقلانيون حداثيون، تاريخ وعطاء، نضال وتضحية، فكر وعمل، أيديولوجيا وممارسة، صناع التاريخ، أحياء في التاريخ بل التاريخ حي بهم…
الشباب الاتحادي، يصطحبون انتماءهم لمواجهة الصعاب، لمجابهة المثبطات، لعناق الأمل، ودائما يحملون دفاتر وورودا، وفي ذهنهم أفكار ومبادرات، وعلى كتفهم مهام ومسؤوليات، فهم يكرهون الفراغ….
الشباب الاتحادي يواجهون التحامل على الاتحاد الاشتراكي وعلى الشبيبة الاتحادية، ولا يستبعدون أن يكون الهدف من هذا التحامل هو خلق الفراغ، والفراغ اقتل من القمع، ويمكن أن يصيب الوهن مرتكبيه، أما الفراغ فهو يقتل القريحة ويستمر مفعوله عدة أحقاب…
الشباب الاتحادي يملأ الفراغ، إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه، وحين يكون الشعور هامدا والإحساس ثابتا يكون الوعي متحركا، وعي بأن السياسة هي انتزاع الممكن من قلب المستحيل، ولكن حيث توجد الإرادة، حيث توجد الشبيبة الاتحادية ويكون الطموح، تكون المبادرة ويكون التحدي، تكون الطريق المؤدية إلى النتائج، ويقول الشباب الاتحادي :» لا تهمنا الحفر ولا نعيرها أي اهتمام «…
منذ بداية البدايات، منذ 1975، كشف الشباب الاتحادي عن طاقة تمتلك قدرة الصمود، وفي النضال يظلون دائما ودوما متمسكين بطموح النجاح، بإرادتهم وإصرارهم ينسجون نسيجهم المميز « الإرهاب لا يرهبنا والقتل لا يفنينا وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار».
الشباب الاتحادي يكره اللغة السوداوية والنزعة العدمية، يكره الضجيج والشعبوية، يكره لغة اليأس والتيئيس، لا، هم شباب متفائل، ونضالهم يعبر عن هذا التفاؤل، وهذا الطموح، وهذا الحب اللامشروط للمغرب رغم الكآبة في السماء والأسى لدى الآخرين …
الشباب الاتحادي يشكل استثناء في زمن الكائنات الضائعة، واثق في زمن التيه، مؤمن بأن النضال التزام لا ريع…..أبناء مدرسة عتيدة…..مدرسة تاريخية ….تربية اتحادية نزعت منهم، للأبد، الإحساس بالخوف والاستسلام، كره الانتهازية والانتظارية، وزرعت فيهم الإمساك بمسار حياتهم مهما كانت العراقيل والعوائق، تربية زرعت فيهم الصمود والتصدي، تنفسوا عبق تاريخ نضالي، تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن الليونة والمرونة مرارا، تمطر حبا حينا، نارا أحيانا…
الشبيبة الاتحادية حضور نضالي قوي، حضور ينشدها كل يوم ويذكرها ويتصاعد في تناغم مع سنفونية وردة اسمها الشبيبة الاتحادية، هي أصلا تأسست ضد الصمت، ضد الظلام، ضد القمع، ضد الاختفاء وراء الأقنعة، أزعجت قوى الشر والفساد، أزعجت المحافظين والشعبويين؛ قوى التخلف والظلام…
تحية للشبيبة الاتحادية على النجاح والتحدي، على الصمود والإصرار، على وضوح الرؤية وعقلانية المنهجية، على المضي في الطريق، شبيبتنا أملنا ومستقبلنا.
تحية للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، ابن مدرسة الشبيبة الاتحادية،أحد مؤسسيها وروادها.
إن الشباب باعتباره المستقبل السياسي الواعد لبلادنا الذي علينا في مختلف المؤسسات الحزبية أن نفسح له المجال لاندماج أكبر في الفعل السياسي وتأثيره، سياسيا وثقافيا، على مستوى الجهات والأقاليم، من أجل تأهيله لتحمل المسؤولية السياسية والقيادية في المستقبل للدفع بعجلة الإصلاح والتحديث …
مهام ورهانات الشبيبة الاتحادية على المستوى الفكري والسياسي:
-مواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر ومجتمع اليوم، والاطلاع على التجارب الإنسانية الرائدة في مختلف المجالات بدل التحجر والانغلاق على الذات.
– مسايرة التحولات العميقة التي ساهمت فيها الثورة الرقمية من خلال امتلاك الوسائل التكنولوجية وإتقان التعامل مع وسائط التواصل الاجتماعي.
– إن المتغيرات والتطورات المتسارعة تدعو الشبيبة الاتحادية لإقرار التحول الذي ننشده خاصة وأن الفرد اليوم أصبح يتحرك كمؤسسة جماعية بفضل العالم الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي، وهذه معادلة صعبة لكنها ليست مستحيلة تواجهنا من أجل سيادة العقل الجماعي بهدف توحيد الأفق والمشروع التنموي والمجتمعي الذي نسعى إليه .
– الانخراط في التوجهات الحديثة للتربية والتكوين بالانفتاح على التخصصات والمناهج المتقدمة التي ستفرز مهنا جديدة ستتطلب جيلا من الكفاءات.
– الاستعانة بالتطورات والاختراعات العلمية في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي لامتلاك الوعي الحقيقي بالتحول الذي ستعرفه البشرية مستقبلا.
-صيانة وتطوير التوجه التقدمي الحداثي بالدفاع عن مبادئ الحرية والمساواة والتضامن ومواجهة الفكر الرجعي والمحافظ، وكل أشكال التعصب والتطرف …
الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 19/09/2024