خالد زهويلي كفاءة مغربية تسطع في سماء العلوم بالصين

بعد النجاح الكبير الذي حققته مختبراته في كل من فرنسا وسويسرا، قرر الخبير ورجل الأعمال المغربي، خالد زهويلي، استثمار خبرته في مجال العلوم الدقيقة التي تجاوزت 23 سنة في أوروبا بدولة الصين سنة 2022، من خلال إنشاء مختبر (Adventa-UV)، الذي يعمل على تطوير الطلاءات الوظيفية والحبر المختار من خلال تقنية التجفيف البنفسجي التي تعتمد على الأشعة البنفسجية، لتفعيل وظائف جديدة في المنتجات الصناعية والاستهلاكية.
واشتغل خالد زهويلي، على تطوير مجموعة من التطبيقات المتطورة والذكية في مختلف المجالات والقطاعات الصناعية الحساسة أبرزها، صناعة الساعات الفاخرة، الأدوات الطبية، الإلكترونيات، الطيران، الهواتف، بالاضافة إلى الفنون التخطيطية، حيث تعامل مع أشهر الشركات العالمية في هذه المجالات مثل Saint-Gobain، Waterman، Lafarge، RATP، Gerflor، Hermès، Gucci.
وأفاد الخبير المغربي، في تصريح هاتفي، ل”جريدة الإتحاد الاشتراكي”، أن “فكرة الاستثمار في الصين جاءت بفعل التشجيعات الكبيرة التي حضي بها من طرف مجموعة من الخبراء الصينيين”، مؤكدا أن “السوق الأسيوية تعتبر من أهم الأسواق في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعات الحديثة والمتطورة، لكونها تتوفر على قاعدة بشرية كبيرة تفوق 4 مليار شخص”.
وتابع أن” السلطات الصينية تمنح مجموعة من الامتيازات المهمة للمستثمر الأجنبي بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات القانونية والإدارية، التي تجعله يبدع أكثر في عمله ويعمل على تطوير خبرته واكتساب خبرات أخرى”، مشيرا إلى أن “فترة إنجاز مشروع مختبره في الصين لم تتجاوز أسابيع قليلة، مقارنة مع فرنسا التي بدأ فيها حيث استغرقت مدة إنشاء مختبره الأول ما يقارب سنة واحدة”.
وأشار الخبير المغربي، خالد زهويلي، في حديثه إلى أنه “حظي بتقدير كبير من الصينيين والسلطات الصينية، بحيث أصبح يعمل كأستاذ جامعي في العديد من الكليات بالبلاد، من خلال تدريس مادة الإبداع في العمل للطلاب والطالبات في مجال الهندسة، مبرزا أن “الجامعات الصينية تعمل بشكل كبير على تشجيع العلوم، من خلال مجانية القيام بالتحليلات المخبرية وفتح آفاق جديدة ومستقبلية للمهتمين بهذا المجال الذي أصبح يتطور بشكل رهيب”.
وأضاف: “في عام 2022، تم اختياري من قبل مجلة “التصنيع والصناعة” الأمريكية كأحد أفضل 10 خبراء متخصصين في مواد البوليمرات لصناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد”. وأشار إلى أنه يعمل حاليًا في الصين على تطوير راتنجات فوتوبوليمر وسيراميك للطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع تيجان الأسنان في أقل من 10 دقائق، وهو ابتكار عالمي لعام 2024.
وأشاد المتحدث ذاته، بتجربته في دولة الصين قائلاً: “أنا أعيش هنا كأني في المغرب، الجو جيد، أمارس شعائري الدينية بكل أريحية، بالإضافة إلى أن الشعب الصيني شعب محترم يحب الباحثين عن العلم والمعرفة، وهذا ما جعلني أنجذب إلى هذه الدولة العظيمة والمليئة بالعديد من الكنوز في مجال الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي”.
ويعمل خالد زهويلي، في حياته المهنية بنصيحة والده المتوفي، الذي قال له جملة لم تفارق ذهنه إلى حد الآن “اجعل موهبتك عملك”، الجملة التي قادته إلى دراسة مجال الهندسة والكيمياء الذي عشقه منذ الصغر، من أجل التدقيق والوصول إلى المعرفة، حيث حصل على ديبلوم مهندس في الكيمياء بمدينة ألزاس الفرنسية.
وجدير بالذكر، أن رجل الأعمال، خالد زهويلي، حصل على الدكتوراه في التجفيف البنفسجي بفرنسا سنة 1994، ثم التحق للعمل بالمركز الوطني للبحوث العلمية الفرنسي لمدة اثني عشر سنة كمدير مشروع للمواد المبتكرة والبوليمرات الضوئية.
كما حصل على وسام الاستحقاق العلمي من العالم جان ماري لين، الحائز على جائزة نوبل، بالإضافة إلى كونه عضوًا في لجنة ريشيليو المرموقة بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي منظمة تتكون من مجموعة شركات صغيرة ومتوسطة مبتكرة، تكرس عملها في سبيل تعزيز آليات البحث العلمي وتطوير الشركات الناشئة في المجال.


الكاتب : أيوب الدلال

  

بتاريخ : 24/09/2024