يعتبر الحدث الوحيد المتخصص في نشر السينما المتوسطية والأوروبية
يحتصن المغرب هذه السنة مهرجان “MedFilm” من خلال دورته الثلاثين في الفترة من 25 إلى 29 شتنبر 2024، بسينما النهضة بالرباط ومن 2 إلى 5 أكتوبر بسينماتك طنجة.
ووفق بلاغ للجهة المنظمة فإن هذا الحدث الدولي المخصص لأفضل أفلام السينما الأورومتوسطية، تنظمه كل من سفارة إيطاليا بالمغرب والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، بتعاون مع جمعية ميثكسيس أونلس Methexis Onlus ومؤسسة هبة وسينما النهضة بالرباط وسينماتك طنجة، فضلا عن المعهد العالي للمهن السمعية البصرية والسينما بالرباطISMAC .
ويجلب المهرجان إلى المغرب أفلامًا وضيوفًا وعروضًا ودروسا متقدمة على شكل ماستر كلاس وعروضًا فنية بمشاركة أفضل الفعاليات الفنية المحلية.
ويعتبر مهرجان MedFilm الحدث الوحيد المتخصص في نشر السينما المتوسطية والأوروبية، باعتبارها قناة متميزة للاعتراف وتقدير التنوع الثقافي كقيمة مضافة وكمحرك للتنمية. وفي المغرب، يعزز المهرجان الحوار مع التقليد السينمائي للمملكة ،ويؤكد أيضا رابط القرب الثقافي الذي يجمع إيطاليا والمغرب في إطار متوسطي يمتد ليشمل الفضاء الإفريقي، وهو مكان مشترك يستمد قوته وهويته من تعبيراته الثقافية المتعددة ومن خلال اللقاء بين الفنانين.
وحسب ذات البلاغ فقد تم انتقاء الأفلام العشرين المعروضة هذه السنة من قبل المكلفين بالبرمجة وهما أليساندرو زوبو ومارتينا زيجيوتي، تحت الإدارة الفنية لجينيلا فوكا،إء نجد سبعة أفلام إيطالية ضمن البرنامج، تم اختيارها من بين الأفلام التي حازت على أكبر عدد من الجوائز برسم سنة 2024، بدءًا من الشريط الافتتاحي، أنا، الكابتن لماتيو جاروني: رحلة شيقة مليئة بالمغامرات، بطلهما شابان سنغاليان يحلمان بمستقبل أفضل في أوروبا، والشريط حائز على سبعة جوائز “ديفيد دي دوناتيلو” ومرشح ضمن الاختيار النهائي لجوائز الأوسكار لعام 2024 لأفضل فيلم دولي.
وتم إغناء البرنامج الإيطالي بشرائط تقديمية لجلوريا! تجسد حياة الفنانة مارغريتا فيكاريو، وهي بمثابة تكريم عاطفي وحيوي للموسيقيات العظيمات المنسيات في التاريخ؛ Laf (بالازينا لاف) لميشيل ريوندينو، أول فيلم شجاع يوثق لجرح كبير عرفه التاريخ الإيطالي، وهو شريط حائز على ثلاث جوائز “ديفيد دي دوناتيلو” وجائزتين “ناستري دارجينتو”؛ Un mondo a Parte (عالم منفصل) للمخرج ريكاردو ميلاني، وهو فيلم كوميدي حلو-مر عن عالم المدارس، وحقق نجاحًا كبيرًا ضمن شباك التذاكر؛ والفيلم القصير Tilipirche، Sauterelles Grasshoppers) للمخرج فرانشسكو بيراس، والذي اختتم فعاليات الأسبوع الدولي للنقد بالبندقية لسنة 1980 كما تم اختياره ضمن مهرجان كليرمان-فيرون Clermont-Ferrand؛ والشريطين الوثائقيين L’esercito più piccolo del mondo (أصغر جيش في العالم) لجيانفرانكو بانوني وParlate a bassa voce (تحدث بصوت منخفض) لإزميرالدا كالابريلا، والتي تم تقديمها كعروض خاصة لفائدة طلاب ISMAC.
وتعزز حضور الوفد الإيطالي بمشاركة كاتب السيناريو ماسيمو غاوديوسو، الذي حل بالرباط ليقدم أنا، الكابتن؛ والمخرجة مارغريتا فيكاريو والمنتج كارلو كريستو دينا عن فيلم جلوريا! ؛ والمكلفة بالمونتاج والمخرجة إزميرالدا كالابريا، بطلة إحدى دورتي ماستر كلاس المخصصتين لطلاب ISMAC بعنوان “إعادة كتابة الفيلم، حوار بين المكلف بالمونتاج والمخرج”؛ وجيانفرانكو بانوني برفقة المصور السينمائي طارق بن عبد الله ضمن ماستر كلاس حول “سينما الواقع والتصوير الفوتوغرافي في صنف الوثائقي”.
واحتفاء بالعلاقات المتميزة بين إيطاليا والمغرب، يضيف ذات البلاغ، سيتم عرض الفيلم المغربي الهام Rêves ardents (شي غدي و شي جاي، أحلام مضطرمة) لحكيم بلعباس، والذي تم عرضه في افتتاح مهرجان ميدفيلم 2012، حيث حصل على جائزة لجنة التحكيم، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من أفلام قصيرة أنتجها طلاب ISMAC للحصول على الدبلوم. وسيتم أيضًا عرض سبعة أفلام دولية من بين الأفلام الطويلة والقصيرة المبرمجة في إطار النسخة التاسعة والعشرين للمهرجان بالمغرب. كما سيتم عرض الفيلم الإيراني “حدود لا نهاية لها” للمخرج عباس أميني (حائز على جائزة ميدفيلم وحقوق الإنسان من منظمة العفو الدولية).
ويعتبر هذا الفيلم فيلما ملحميا عن الحب والمنفى واختيار البقاء والنضال من أجل المثل العليا؛ والفيلم اللبناني “الرقص على فوهة بركان” لسيريل أريس (جائزة أموري وبسيشي لأفضل شريط سينمائي)، هذا الفيلم هو عبارة عن ترنيمة لقوة الفن المنقذة، توثق سينمائيا للانفجار الدرامي الذي شهده ميناء بيروت سنة 2020؛ والفيلم التونسي “ما وراء الجبال” لمحمد بن عطية، أو الهروب نحو الحرية لأب وابنه عبر استعارة الفرار لتجاوز الحدود الطبيعية للعالم.
وسيحل المخرج عباس أميني الحائز على العديد من الجوائز ضيفا بالمهرجان للقاء المشاهدين في الرباط.
ويكتمل البرنامج بخمسة أفلام قصيرة، من بين الأفلام الأكثر شهرة ضمن نسخة 2023 من مهرجان MedFilm: الفيلم الفرنسي صوت الآخرين La Voix des autres للمخرجة فاطمة قاسي (الحائزة على جائزة ميثكسيس لأفضل فيلم قصير)، والفيلم السوري العودة ليزن ربيع (جائزة سرفانتس للفيلم القصير الأكثر إبداعًا)، والفيلم الفلسطيني “المفتاح” لراكان مياسي (تنويه خاص من لجنة التحكيم)، والفيلم التركي الأشياء التي لم يسمع بها من قبل لرمضان كيليتش (تنويه خاص ثانٍ من لجنة التحكيم)، والفيلم المذكور سابقًا “تيليبيرش” للمخرج فرانشيسكو بيراس.
ويكمن الجديد الهام لسنة 2024 والحدث الخاص لهذه النسخة الثالثة في إحداث جائزة مهرجان MedFilm للمواهب السينمائية الشابة: ثلاث منح دراسية (بقيمة 2500 و1500 و1000 يورو) يتبارى من أجلها مؤلفو الأفلام القصيرة للحصول على الدبلوم من معهد ISMAC.
وفي هذا الصدد، تم اختيار ستة أعمال من أنماط وأصناف مختلفة بغية الكشف عن مواهب الغد. وستقدم المنح لأفضل ثلاثة أفلام قصيرة لجنة تحكيم مكونة من طارق بن عبد الله وإزميرالدا كالابريا وجيانفرانكو بانوني. وستقدم الجوائز جوليا دي لوكا غابرييلي، رئيسة مشروع ميثكسيس، يوم السبت 28 شتنبر بسينما النهضة بالرباط.
بالنسبة للفائز بالجائزة الأولى، سيتم استكمال المنحة بدعوته للمشاركة في الدورة الثلاثين لمهرجان MedFilm التي ستقام بروما كعضو في لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة في إطار مشروع Methexis الذي يجمع طلاب السينما في روما من مدارس البحر الأبيض المتوسط، باعتبارهم مخرجو مستقبل المنطقة، وذلك لإبراز مجددا العلاقة المتميزة التي تربط إيطاليا والمغرب.
وسيتم تعزيز البرنامج الغني بأمسيتين احتفاليتين (الأحد 29 شتنبر بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط والأربعاء 2 أكتوبر بقصر الفنون والثقافة بطنجة) من خلال تقديم عرض راقص “لا دولتشي فيتا: من روتا إلى هانز زيمر، رحلة عبر الموسيقى التصويرية لأكثر الأفلام المحبوبة” لشركة Balletto di Milano، برفقة أوركسترا أماديوس الفيلهارمونية لمدينة تريكاتي، بقيادة المايسترو جيانماريو كافالارو. إنها رحلة عبر الموسيقى التصويرية الرائعة لبعض الأفلام المحبوبة في تاريخ السينما، من تأليف نينو روتا وهانز زيمر وإنيو موريكوني وهنري مانشيني.