مساعد وزير الخارجية المصري: هناك أشياء عندما نسمعها نقول المغرب «الكسكس والقفطان « نموذجا

يعتبر أشرف إبراهيم، سفير مصر السابق بالرباط ومساعد وزير الخارجية المصري والأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية الحالي، من أبرز الشخصيات الديبلوماسية التي استقرت في المغرب، حيث استطاع خلال فترة تواجده بالمملكة نسج علاقات قوية مع مختلف الفاعلين السياسيين المغاربة والتي نتج عنها تطور كبير وتنسيق جيد بين الجانبين المصري والمغربي في كافة المجالات.
وأفاد مساعد وزير الخارجية المصري والأمين العالم للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أن “إقامته في المغرب كانت جيدة وانسجم بشكل كبير مع جميع الفعاليات المغربية منذ الأيام الأولى التي وطأت فيها أقدامه مدينة الرباط، وخاصة لكونها تزامنت مع مباراة فريق الوداد البيضاوي والنادي الأهلي المصري، الأمر الذي جعله يربط مجموعة من العلاقات مع المسؤولين الرياضيين ورابطة المشجعين، حيث شعر هو وحرمه كأنهم في بلدهم مصر وليسوا غرباء عن المغرب والمغاربة، مشيرا إلى أن الشعب المغربي والجهات المسؤولة تتميز بحسن الضيافة الراقي والكرم والتعامل الطيب، الأمر الذي سهل عليهم عملية الاندماج والتأقلم بشكل كبير في المملكة المغربية “.
وتابع “المغرب بلد جميل يتميز باحتضانه لمجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية التي انخرطنا فيها بشكل كبير منذ وصولنا للبلاد، حيث أتاحت لنا هذه التظاهرات الكبيرة فرصة التعرف على الكثير من المغاربة الذين يشتغلون في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والفني، كما أن زوجتي شاركت في العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية كزوجة سفير في إطار رابطة زوجات الديبلوماسيين في المغرب سواء في المجموعة العربية أو الإسلامية و الإفريقية من خلال دعم مركز السرطان بالرباط، بالاضافة إلى دور اليتامى والبازار السنوي الذي يعقد أخر كل السنة تحت رعاية الأميرة لالة مريم”.
وأكد الديبلوماسي المصري، أشرف إبراهيم، بأنه “قام بزيارات كثيرة لأغلب المدن المغربية سواء من خلال المشاركة في الفعاليات والتظاهرات المختلفة أو الرحلات السياحية التي اكتشف من خلالها سحر الشواطئ المغربية و عبق المعالم الثاريخية التي تزين أغلبية الحواضر المغربية “، مبرزا أن “المدن بالمغرب تكتسب طابعا خاصا سواء على مستوى اللباس أو الأكل وحتى الفن، فمدن الشمال تختلف عن مدن الجنوب ومدن الشرق تختلف عن مدن الغرب، وهذا ما يجعل المملكة المغربية تتميز بثروة ثقافية كبيرة يجتمع فيها المكون الأمازيغي والعربي والاسلامي والغربي والافريقي في آن واحد”.
“التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب يخلق نوعا من السحر لدى السائح الأجنبي، وهذا ما يجعله يختلف عن باقي دول العالم، حسب ما لمسته من خلال عملي لسنوات طويلة في مجموعة من الدول بأوروبا وإفريقيا، والجميل في المغرب أن لكل مدينة طابع وتاريخ خاص بها، فعندما تزور مراكش تشعر بأنك في مراكش وليس في أي مدينة أخرى، ونفس الشيء ينطبق على مدينة أكادير وحتى مدن الشمال طنجة وأصيلة والحسيمة السعيدية، كما أني زرت مدينة كلميم بوابة الصحراء المغربية التي تتميز بتقاليد وعادات مختلفة سواء على مستوى اللباس أو الأكل، وكل هذه الأشياء عندما نسمعها أونراها نقول المملكة المغربية، وعلى سبيل المثال القفطان و الكسكس …”وهذا ما جاء على لسان مساعد وزير الخارجية المصري، أشرف إبراهيم.
ويرى المتحدث ذاته بأن” مستقبل العلاقات بين البلدين يعد بمجموعة من الأفاق الواسعة وهذا ما أكده تاريخ العلاقات المغربية المصرية الذي تميز بدعم الدولتين لبعضهما البعض على المستوى الدولي حتى في أصعب الظروف، بحيث كانت مصر تحتضن حركة الإستقلال والتحرر المغربية في القاهرة، كما أن هناك تناغم كبير بخصوص المواقف السياسية التي لم تشهد أي اختلاف على مر عقود من الآن”.
وبخصوص العلاقات التجارية، يقول أشرف إبراهيم “نتمنى أن تتقوى التبادلات التجارية بين المغرب ومصر مستقبلًا وتتحسن أرقام الصادرات والواردات بالإضافة إلى التنسيق والتواصل المستمر من أجل حل جميع المشاكل و العوائق التي قد تواجه انسياب عملية التبادل التجاري التي تعمل السلطات على ازالتها، وخاصة لأن جزء كبير من هذه المعوقات يتجلى في تشابه الهياكل الإقتصادية والصناعية للدولتين الشقيقين”.
أما بالنسبة للمستوى الاقتصادي يوضح الأمين العام للوكالة المصرية لشراكة من أجل التنمية أن “القاهرة والرباط يعملون على تطوير هذا القطاع نظرا لوجود مجموعة من الاستثمارات المصرية في المغرب والإستثمارات المغربية في مصر في العديد من القطاعات المختلفة، بحيث تطمح الدولتان على تحقيق تطور ايجابي في السنوات المقبلة من أجل خلق سوق استثمارية قوية على المستوى العربي والافريقي الذي يجمع ويوحد بين القاهرة والرباط”.
وختم الديبلوماسي المصري حديثه قائلا:” أن مصر والمغرب تجمعهما مجموعة من القواسم المشتركة على كافة المستويات كانت نتيجة تبادل البعثات الطلابية والثقافية الذين كانوا يأتون إلى مصر من أجل الدراسة بجامعة الأزهر، بحيث نجد العديد من الأئمة المصريين من أصول مغربية، مثل” الشيخ البداوي والشاذلي”..كما أن هناك العديد من العائلات المصرية هي من أصول مغربية، لأنه في الماضي كان طريق الحج يمر من مصر والحجاز، وهذا ما جعل العديد من الحجاج المغاربة يستقرون هناك وينسجون علاقات إجتماعية مع الشعب المصري نتج عنها زواج مختلط”.
وجدير بالذكر أن السفير أشرف إبراهيم وشح من طرف جلالة الملك محمد السادس بوسام العرش من درجة ضابط بعد انتهاء مهامه الديبلوماسية بالمملكة سنة 2021، وسلمه له السفير المغربي بمصر أحمد التازي خلال حفل الإستقبال الذي أقيم إحتفالا بالذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، بحضور مجموعة من الوزراء والسلك الديبلوماسي المعتمد وممثلي الجالية المغربية بدولة مصر الشقيقة.


الكاتب : أيوب الدلال

  

بتاريخ : 26/09/2024