الحالمون والمتآمرون في‮ ‬جدلية الهجرة

عبد الحميد جماهري

‬‬في‮ ‬بلاد بواجهتَين بحريتَين واسعتَين، الأولى متوسّطية مشبعة بحكايات الأساطيل والحضارات والإلياذات الحربية،‮ ‬والثانية أطلسية مسكونة بالجيوستراتيجيات المبنية على التنافس،‮ ‬لا‮ ‬يمكن للسياسة أن‮ ‬تكون في‮ ‬منأىً من امتحانات الجغرافيا والجوار والهجرات‮.
‬هذا القَدَر المغربي‮، ‬الذي‮ ‬جعل بلاد طارق بن زياد تحلم‮ ‬منذ فتح الأندلس بحرق مراكبها،‮ ‬يُطارد المغرب‮. ‬أحياناً تكون الحدود مصدر توجّس،‮ ‬شرقاً أو جنوباً أو شمالاً،‮ ‬وأحياناً أخرى تكون الحدود نفسها‮ ‬عربون انتماء إلى العالم المعاصر‮‬،‮ ‬بدوائره الجيوستراتيجية‮ (‬الأورو‮‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬متوسّطية‬‮ ‬أو الأفروأطلسية‮).‬‬‬‬‬‬‬
شيء من هاته الجغرافيا‮ ‬يُفسّر الميل شبه‮ ‬الغريزي‮ ‬للمغاربة للارتماء في‮ ‬المحيط والمتوسّط،‮ ‬ويجعلهم شعباً مفتوحاً لكلّ الأغاني‮ ‬والأناشيد التي‮ ‬تغنّيها الحوريات،‮ ‬كما فعلْن مع‮ «‬أوليس» ‬في‮ ‬رحلة التيه‮ ‬على أهبة الهجرة‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬استيعاب هذه القدَريَّة الجغرافية في‮ ‬أطلس العوالم‬، ‬ارتفع بالمغرب ‬في‮ ‬منعطف العقد الثاني‮ ‬من العهد الجديد،‮ ‬إلى مرتبة البلد الجنوبي‮، ‬الذي‮ ‬يقارب الهجرات غير النظامية بالأساس بمنطق ‬البلد الشمالي، ‬أي‮ ‬الاستيعاب،‮ و‬الإدماج‮‬، والتثبيت‮، وغير ذلك من مبادئ الإنسانية، ‬الجيل الثالث من الحقوق الإنسانية في‮ ‬عالم اليوم، إلى جانب مقارعة المشكلات الأخرى التي‮ ‬تتعثّر فيها الدول الأوروبية المُجاورة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبهذا تضاف مشاغل المهاجرين إليه إلى مشاغل أبنائه الذين‮ ‬يسكنهم وازعُ الهجرة،‮ ‬أكانوا نُخَباً تلقّت العلم والتكوين في‮ ‬مقاعد كلّيات الطب والهندسة ‮(هجرة الأدمغة‮)، ‬أو شباباً في‮ ‬بداية الحياة لم تسعفهم بلادهم بالأمل المناسب، الذي‮ ‬يجعلهم‮ ‬يبحثون له عن مطابقة أو ملاءمة مع الواقع. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬وهكذا، لا‮ ‬يمرّ‮ ‬يوم من دون أخبار عن هاته الهجرات،‮ ‬أغلبها في‮ ‬إطار القانون،‮ ‬بالرغم من الكتمان الذي‮ ‬يلّفه،‮ ‬وبعضها من قبيل محاولات السفر المحفوف بمزاج الطبيعة والأنواء،‮ ‬وأجندات حرّاس الحدود، وما تريده سرديات الحكم والعلاقة مع الجوار‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮‬ومن بين ‬محاولات العبور إلى سبتة المحتلّة،‮ هناك 00311 محاولة عرفها شهر‮ أغسطس/آب وحده، ‬وأكثر من‮ ‬45‮ ‬ألف محاولة هجرة‮ ‬غير قانونية منذ بداية العام، عرفتها سبتة ومليلة المُحتلَّتين، أعلنتها السلطات المغربية. ‮‬كانت المحاولة الجماعية ليوم‮ ‬51 سبتمبر/ أيلول الجاري، ‬أكثر مدعاة للقلق‮ ‬وأكثر حضوراً في‮ ‬الحقل السياسي‮ ‬المغربي،‮ ‬إعلامياً وسياسياً.
ومازالت تبعات التحقيق فيها متواصلة‮‬،‮ ‬ولذلك‮ ‬أسباب كثيرة،‮ ‬تتشابه في‮ ‬أكثرها مع الدواعي‮ ‬التي‮ ‬كانت وراء المحاولات السابقة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ غير أن السبب الرئيس،‮ ‬الذي‮ ‬كان له وقع حاسم في ‬الاهتمام البالغ‮ ‬والتتبع اللصيق تمثلَّ في ‬ثلاثة عناصر‮ ‬شاملة‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أولاً، هي‮ ‬المرّة الأولى‮ ‬التي‮ ‬تكون فيها دعوة عامة‬،‮ ‬منسَّقة ومبرمجة بدقة،‮ ‬تتمثّل في‮ ‬تحديد تاريخ للتوافد على نقطة العبور في‮ ‬شمال المغرب.
‬دعوة صدرت من قلب الأوساط الاجتماعية المفتوحة على الفاعلين كلّهم‮. ‬وهو أمر لم‮ ‬يحدث‮ ‬إلّا في‮ ‬لحظات بعينها‮ ‬في‮ آخر عشرين سنة،‮ ‬لعلّ أهمّها دعوة مقاطعة المنتجات الاستهلاكية الكبرى التي‮ ‬تهمّ رأسمال شخصيات قريبة من السلطة، أو في‮ ‬قلبها، كما حال رئيس الحكومة الحالي‮.
‬وهي‮ ‬مقاطعة ملأت ‬صفحات الإنترنت، وشغلت الناس في‮ ‬يونيو/ حزيران ‮ ‬2018 ‬أو دعوة مماثلة‮ ‬‬إبّانها عندما صدر‮ ‬العفو‮ ‬الملكي‮ ‬عن بيدوفيلي‮ إسباني‮ ‬كان محكوماً في‮ ‬المغرب،‮ ‬يقضي‮ ‬مدّة الحكم في‮ ‬إحدى زنازين البلاد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفي‮ ‬حالة الدعوة المُعلَنة إلى الهجرة السرّية‬،‮ ‬ما‮ ‬يُؤخذ على السلطات الحكومية ‬خصّيصاً، والوساطات المجتمعية الأخرى، ‬التي‮ ‬تملك القرار‮ ‬عموماً،‮ ‬أنّها لم تقم بما‮ ‬يفرضه الواجب في‮ ‬تحجيم هاته الدعوات أو العمل على إفشال مساعي‮ ‬أصحابها‮.
‬ولعلّ هذا ما دفع السلطات‮ (‬الأمنية والقضائية) ‬إلى تعويض الغياب الحكومي،‮ ‬علماً أنّ الجهات المُختصّة اكتفت بتعقّب الذين كانوا وراءها، وقبضت على بعض منهم،‮ ‬في‮ ‬إجراء استباقي‮ ‬بدا غير كافٍ‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
يتمثل العنصر الثاني‮ ‬في‮ ‬الموقف الحكومي‮ ‬في‮ ‬تفسير‮ ‬ما حصل‮ ‬بعد حصوله‮. ‬وهو موقف تعرّض لـ»تعرية» ‬كبيرة،‮ ‬لعلّ أهمّها ربطه بعناوين اجتماعية عديدة تراكمت، ذات دلالات مجتمعية صادمة،‮ ‬من قبيل مجريات الفيضانات والسيول في‮ ‬الجنوب الشرقي‬،‮ ‬التي‮ ‬خلّفت‮‬،‮ ‬في‮ ‬مجموع حصيلتها الإنسانية، وفاة عشرين شخصاً، والعديد من المفقودين، ‬مع ما رافق هذا من انهيارات في‮ ‬المباني ‬والطرق، عرّت هشاشة «المغرب المنسي»،‮ ‬كما‮ ‬يسمّيه المغاربة الغاضبون‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وفي‮ ‬قراءة الموقف الرسمي‬،‮ ‬تبين أنّ أغلبية الجهاز التنفيذي اختارت التموقع بين‮ «‬الأسف لما حدث‮»‬ تعبيراً أدبياً‮ ‬عن إحراج سياسي‮ ‬لا‮ ‬يجد وسائل الإقناع،‮ ‬وتقييد القضية ضد مجهول‬،‮ ‬باعتبار أنّ الحكومة ‬عبّرت، على لسان الناطق باسمها الوزير‮ ‬مصطفى بايتاس، في‮ ‬مؤتمره الصحافي‮ ‬الأسبوعي، ‬عن‮ «‬استغلال ‬جهات‮ ‬غير معروفة لمواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬لتحريض الشباب على الهجرة»، ‬كما زادت على ذلك وظيفة إخبارية تمثّلت في‮ ‬إعلان «‬تقديم‮ ‬152‮ ‬شخصاً أمام أنظار العدالة‮»، ‬في‮ ‬إطار محاربة دعوات التحريض هاته.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮وإذا‮ ‬كانت فرضية‮ «‬الجهات المجهولة» ‬والأيادي‮ ‬الخارجية واردة‮ ‬بقوة البداهة، حسب معطيات‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬عالم اليوم، شرقاً وغربا‮ً‬،‮ ‬وباستحضار شروط‮ ‬النزاع التي‮ ‬يكون المغرب في‮ ‬قلبها،‮ ‬وباستحضار ما‮ ‬يمثّله الريف المغربي،‮ ‬منصّة الهجومات المفضلّة‮‬،‮ ‬في‮ ‬استراتيجيات التوتّر الإقليمي‮ ‬مع دول الجوار،… إلخ‬،‮ ‬فإنّ هناك‮ ‬توجّهاً عاماً ‬لا‮ ‬يستبعد‮ ‬احتمال وجود رهانات واستراتيجيات‮ ‬غير داخلية في‮ ‬التحريض، وفي‮ ‬تأزّم الوضع،‮ ‬لكنّه‮ ‬يرفض الاقتصار على‮ ‬الاستظلال بمظلّتها في‮ ‬تفسير ما وقع‮. ‬ويرفض كذلك التلويح‮ ‬الحصري‮ ‬بـ»المؤامرة» ‬في‮ ‬ما وقع‮، ‬لا سيّما أنّ السلطات الحكومية متّهمة بالتقصير، وبضعف استيعاب رهانات المغرب الاجتماعي،‮ ‬من بوابة أنّ الحكومة‮ ‬محكومة بهويتها النيوليبرالية، التي‮ ‬تجعلها عاجزةً عن تصريف التوافقات الوطنية الكبرى الخاصّة بالدولة الاجتماعية، وبمتطلّبات النموذج التنموي‮ ‬الجديد، الذي‮ ‬تبنّاه العاهل المغربي‮، ‬وحقّق حوله توافقاً وطنياً واسعا‮ً. ‬حتّى أنّ هناك من‮ ‬يرى أنّ ازدواجية تحكّم أعالي‮ ‬الدولة بهذا الخصوص،‮ ‬بين‮ ‬الدولة ‬الاجتماعية الديموقراطية والحكومة النيوليبرالية أو الليبرالية المتوحّشة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
العنصر المستجد الثالث ما تركَّز من عواطف وتساؤلات وانفعالات بخصوص الصور التي‮ ‬نشرت عن الحادثة، والفيديوهات التي‮ ‬رافقت المعالجة الإعلامية لها. وهي‮ ‬صور أظهرت شبّانا‮ً‬،‮ ‬أغلبهم قاصرون،‮ ‬عراةً إلّا من ملابس السباحة‮، أُجلِسوا أرضاً قرب سيّارة لقوات المساعدة‮ ‬في‮ ‬مشهد‮ ‬يُشعِر‮ ‬بالوجع. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ولم‮ تتأخّر ردَّة فعل‮ ‬النيابة العامة، ‬التي‮ ‬أعلنت بعد مهلة قصيرة من الزمن «‬فتح بحث قضائي‮ ‬في‮ ‬الموضوع للوقوف على مدى صحّة هذه الوقائع وخلفيات نشر تلك الصور‮». ‬كما أنّ المجلس الوطني‮ ‬لحقوق الإنسان،‮ ‬وهو مؤسّسة دستورية مستقلّة‬،‮ ‬ومرجع على المستوى الأممي‮ ‬في‮ ‬مجاله،‮ ‬دعا في‮ ‬بلاغ‮ (بيان) ‬له‮ «‬كلّ الأشخاص،‮ ‬راشدين أو أطفال،‮ ‬أو أولياء أمورهم،‮ ‬الذين قد‮ ‬يكونوا موضوع انتهاك لحقّ من حقوقهم،‮ ‬للتواصل مع المجلس،‮ ‬وذلك من أجل الاستماع إليهم في‮ ‬سياق التحرّيات التي‮ ‬يباشرها».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
بعد أن كان الأمن قد تولّى التعامل مع الوضع المُستجدّ،‮ ‬من بوابة‮ «‬العنف المشروع‮» ‬المتوافق عليه دولياً،‮ ‬رافضاً على ما ‬يبدو أن‮ ‬يكون سدّ المواجهة لأوضاع‮ ‬يكون فيها القرار السياسي‮ ‬الحكومي‮ (‬أو‮ ‬غيابه) ‬هو ‬السبب الأصلي‬،‮ ‬فإنّ التسفير الأمني‮ ‬لم‮ ‬يُهيمِن على المعادلة الهجروية القائمة،‮ فلم تتأخّر المتابعة الحقوقية الرسمية منها والمجتمعية ‬على أساس‮ ‬الدفاع عن الصورة التي‮ ‬أصبح المغرب‮ ‬يتمتّع بها في‮ ‬هذا المجال،‮ ‬بعدما ‬حاز‮ ‬الاعتراف الدولي‮ ‬من خلال رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتّحدة للسنة الجارية، في‮ ‬مواجهة جنوب أفريقيا،‮ ‬علاوة على ما راكمته تجربته السيادية في‮ ‬مجال‮ «الإنصاف والمصالحة‮»، ‬التي‮ ‬قادها الملك محمد السادس شخصياً،‮ ‬و‬أسّست لقطيعة مع الانتهاكات الحقوقية‮ كلّها‬،‮ ‬مهما صغرت،‮ ‬بعدما تجاوزت البلاد‮‮ ‬بعقدين على الأقلّ دولة الانتهاكات الجسيمة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮‬ومهما كانت‮ ‬تفاصيل‮ ‬الأحداث ومجرياتها‬،‮ ‬فإنّ‮ ‬ما وقع لن‮ ‬يكون هو الفصل الأخير، كما أنّ المؤامرة، ‬مهما كانت دواعي‮ ‬استحضارها وجيهةً، لم تعد سوى‮ ‬تفسيرات غير مقنعة، ‬إن لم نقل إنّها قد تكون سيفاً بحدّين؛ ‬من جهة،‮ ‬يستحضر ما تقوم به الأجهزة المختصّة في‮ ‬مجال محاربة التجسّس، والتدخل في‮ شؤون البلاد الداخلية. ‬ومن جهة ثانية،‮ ‬يزيد من إغراق الحكومة في‮‬ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬المسؤولية‬، من باب أنّها لم تقم بما‮ ‬يجب القيام به، حتّى لا تتوفّر شروط الأزمة، التي‮ ‬يستغلّها خصوم المغرب ذاتهم‮، ‬‬‬‬‬‬‬‬وفي‮ ‬الأحزاب كلّها.‮ ‬لقد فتحت الأحداث سؤالاً دامياً ‬يتعلّق بمصير القاصرين الشباب‬،‮ ‬الذين‮ ‬مُنِعوا من استكمال كينونتهم وأحلامهم،‮ ‬في‮ ‬أطار تماسك مجتمعي،‮ ‬يمرّ عبر المدرسة والتكوين والتشغيل في‮ ‬مواجهة‮ «‬القاصرين» ‬عن سياسة الذين قد‮ ‬يجعلونهم رقماً في‮ ‬معادلات‮ «‬المتآمرين»… ‬وهم لا‮ ‬يحتاجون إلى دليل وجود.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

نشر« بالعربي الجديد»
يوم 24.09.2024

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 26/09/2024