«إسرائيل» و«أمريكا» تخططان لرد ضخم على إيران خلال أيام ومخاوف من حرب واسعة

 

البنتاغون: «شاركنا في صد الهجوم الإيراني»، وواشنطن تعلن التزامها بأمن إسرائيل

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدين اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، ويؤكد ضرورة إيقافه، وقال: «نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار»

 

شنت إيران، أول أمس الثلاثاء، هجوما صاروخيا واسعا على دولة الاحتلال فيما دوت صافرات الإنذار في أنحاء الأراضي المحتلة، وهرع المستوطنون نحو الملاجئ.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان، ضرب «أهداف» في إسرائيل بـ»عشرات» الصواريخ، انتقاما لكل من حسن نصر الله وإسماعيل هنية.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن هجومه الصاروخي ضرب «ثلاث قواعد عسكرية» في منطقة تل أبيب.
وصرّح الحرس الثوري في بيان نقلته وكالة «إيسنا» للأنباء «استهدفنا ثلاث قواعد عسكرية حول تل أبيب» خلال العملية التي أطلق فيها عشرات الصواريخ الباليستية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن الهجوم الصاروخي الإيراني خطير وسيكون له عواقب، رافضا تحديد كيفية ومتى سترد إسرائيل.
وقال الجيش إنه سيختار وقتا مناسبا كي «نثبت قدراتنا الهجومية الدقيقة والمباغتة» بعد الهجوم الإيراني، وإن إسرائيل أثبتت قدرتها على «منع العدو من تحقيق أي شيء».
وقالت وسائل إعلام عبرية إن ثلاثة أشخاص في موقعين مختلفين في تل أبيب أصيبوا، بعد ورود تقارير عن سقوط صواريخ في المدينة.
ولم تذكر خدمة الإسعاف العبرية «نجمة داود الحمراء»أي تفاصيل عن الإصابات.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأمريكية أطلقتا نحو 12 من الصواريخ الاعتراضية لاستهداف صواريخ إيرانية كانت موجهة صوب دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر للصحفيين إنه لم يتم استخدام أي أصول عسكرية أمريكية أخرى لإسقاط الصواريخ التي أطلقت كلها من داخل إيران.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان الفريق أول هرتسي هاليفي أجرى مكالمة هاتفية مع قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الجنرال مايكل إريك كوريلا في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي والقوات المسلحة الأمريكية عملت معًا في الدفاع قبل عدة أيام وأثناء الهجوم الإيراني.
وحيدت القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا بعض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل.
وأفادت مصادر محلية سورية للأناضول، أن منظومات الدفاع الجوي بالقواعد الأمريكية المنتشرة في سوريا تدخلت لإسقاط الصواريخ الإيرانية.
وأضافت أن القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة التنف بمحافظة حمص السورية وفي قاعدة البرج 22 الواقعة على الحدود الأردنية السورية، أسقطت ما لا يقل عن 20 صاروخا إيرانيا.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان «غير فعال» وتم «صده».
وأضاف خلال مؤتمر صحفي: «بناء على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالا»، معتبرا الهجوم «تصعيدا كبيرا من جانب إيران».
وتابع: «وقمنا بالتنسيق مع إسرائيل لمساعدتها في التعامل مع الهجوم واعتراض الصواريخ».

إيران تكشف عن أهداف الضربات

علق المرشد الإيراني علي خامنئي على الهجوم الصاروخي الواسع الذي نفذته طهران ضد الاحتلال الإسرائيلي، في في منشورين على منصة «إكس» (تويتر سابقا) جاء أحدها باللغة العبرية.
وجاء في المنشور الأول مقطع مصور لخامنئي وهو يلقي بعض الكلمات، وتضمن ظهور القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذين تم اغتيالهم من قبل «إسرائيل» والولايات المتحدة.
وقال خامنئي في المقطع الذي جاء بعنوان «النّصر حليفُ أهل الحق»، إن «الله المتعالي قدم هذا الوعد في آيات متكررة من القرآن الكريم بأن أهل الحق وأنصاره قد يقدمون التضحيات لكنهم لن ينهزموا في نهاية المطاف».
وأضاف: «يقدمون التضحيات لكنهم لا يخفقون، هم المنتصرون في هذا الميدان».
وفي منشور آخر جاء باللغة العبرية قال خامنئي: «بعون الله ستصبح ضربات جبهة الثورة أقوى وأشد إيلاما على جسد النظام الصهيوني المتهالك والمتعفن».
من جانبة، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، إن عملية الحرس الثوري مشروعة ووفق القوانين الدولية.
وأضاف نصير زاده: «لم نستخدم قدراتنا الصاروخية الأكثر تطورا وذات القوة التدميرية الأكبر بعملية الوعد الصادق».
وأوضح، «إذا تعرضت المنطقة للتصعيد والحرب سنتعامل بشدة أكبر في الموجات القادمة».
من جانبها، قالت هيئة الأركان الإيرانية، إنه «في حال تدخل الدول الداعمة للكيان الصهيوني سنستهدف مصالحها ومقارها في المنطقة بقوة».
وشددت أن «على الكيان الصهيوني ترقب تدمير بناه التحتية بشكل واسع وشامل إذا رد على الهجوم».
بدوره قال رئيس هيئة الأركان الإيراني محمد باقري، إن «الكيان الصهيوني ضاعف جرائمه باغتيال نصر الله ما جعلنا غير قادرين على التحمل»، مبينا «ضبطنا النفس منذ اغتيال هنية بطلب من أمريكا وأوروبا لإحلال وقف إطلاق النار في غزة».
وأكد أن طهران ضربت ثلاثة قواعد جوية رئيسة ومقرا للموساد في الهجوم، وقاعدة نفاطيم التي تضم مقاتلات إف-35، ورادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة، وقاعدة حتسريم المسؤولة عن اغتيال نصر الله.
كما قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن بلاده «أظهرت للمعتدين جزءا صغيرا من قوة إيران».
بدورها، قالت الخارجية الإيرانية، إن «هجوم قواتنا على الكيان الصهيوني يأتي في إطار الدفاع المشروع وفقا لميثاق الأمم المتحدة».
كما حذرت «من دخول طرف ثالث بالصراع ونحمّل داعمي الكيان الصهيوني مسؤولية إيقاف مغامراته».
وأضافت، أن «الهجوم على إسرائيل اقتصر على أهداف ومنشآت عسكرية وأمنية».
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن تحرك بلاده انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء مزيد من الرد.
وأشار عراقجي إلى أن «داعمي إسرائيل عليهم مسؤولية كبيرة الآن لكبح جماح مروجي الحرب في تل أبيب. لافتا إلى أن إيران مارست حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».

جيش الاحتلال: سنرد الليلة على الضربة

من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سينفذ الليلة هجمات جوية في أنحاء الشرق الأوسط، وذلك عقب هجوم انتقامي إيراني.
وادعى متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي، أن الهجوم الإيراني: «لم يلحق أي ضرر بكفاءة سلاح الجو ولا في الطائرات ولا أنظمة الدفاع والرصد».
وتابع: «الليلة والآن، القوات الجوية تهاجم وستهاجم في أنحاء الشرق الأوسط بقوة». ومضى قائلا: «الحدث سيكون له عواقب، ولدينا خطط.. سنتحرك أينما ومتى نقرر، وفقا لتوجيهات المستوى السياسي».
وكشف هاغاري عن أنه كان هناك «تعاون وثيق» بين أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية في «رصد واعتراض الصواريخ الإيرانية».
من جانبه قال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل قد فشل، مهددا بأن طهران ارتكبت خطأ كبيرا وستدفع ثمنه.
وكانت القناة الـ13 قالت إن نتنياهو كان إلى جانب عدد من الوزراء في مكان محصن تحت الأرض بمدينة القدس أثناء الهجوم الإيراني.
إلى ذلك، حذر مسؤولون إسرائيليون من حرب إقليمية شاملة وأن «إسرائيل» ستشن ردا قويا على الهجوم الصاروخي الإيراني الضخم الذي وقع أمس الثلاثاء، وقد تستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران وغيرها من المواقع الاستراتيجية.
وقال موقع «أكسيوس» إن «إسرائيل وإيران الأن أقرب من أي وقت مضى إلى فتح جبهة جديدة وأكثر خطورة في الحرب التي اجتاحت الشرق الأوسط، بعدما هددت إيران بأنه إذا ردت إسرائيل بالقوة على ما يقرب من 200 صاروخ أطلقتها، فإنها ستهاجم مرة أخرى».
وأضاف الموقع: «إذا حدث ذلك، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون إن جميع الخيارات ستكون على الطاولة، بما في ذلك الضربات على المنشآت النووية الإيرانية».
ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله: «لدينا علامة استفهام كبيرة حول كيفية رد الإيرانيين على الهجوم، لكننا نأخذ في الاعتبار احتمال أن يذهبوا بكل قوتهم، وهو ما سيكون لعبة مختلفة تمامًا».
وأوضح أن العديد من العديد من المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى «منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضًا احتمالات».

إدانات دولية غربية للهجوم

توالت ردود الأفعال الدولية على الهجوم الإيراني على الاحتلال. حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضرورة إنهاء التصعيد في المنطقة ووقف إطلاق النار، وذلك عقب الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على الاحتلال.
وجاءت هذه التصريحات في منشور له عبر منصة «إكس»، كما أدان غوتيريش اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، مؤكدًا على ضرورة إيقافه، وقال: «نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار».
أما في الولايات المتحدة أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الجيش الأمريكي لتقديم الدعم لإسرائيل في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية التي وقعت الثلاثاء.
ووفقًا لبيان البيت الأبيض، يراقب الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس عن كثب التوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران.
وأشار البيان إلى أن بايدن وهاريس اجتمعا بفريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمتابعة التطورات المتعلقة بالهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
وأوضح البيان أن «الرئيس بايدن أصدر تعليماته للجيش الأمريكي بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإيرانية، بما في ذلك إسقاط الصواريخ التي تستهدف أراضيها».
أما كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، فقد علقت على الهجمات الصاروخية، وقالت إن «إيران قوة خطيرة ومزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، على حد قولها.
وأعربت المرشحة الديمقراطية عن إدانتها للهجوم الصاروخي الإيراني، مشيرة إلى أن «تل أبيب» لديها كامل الحق في الدفاع عن نفسها، وأن واشنطن تريد دائما التأكد من أنها قادرة على ذلك بأفضل طريقة ممكنة.
وتابعت: «التزامي بأمن إسرائيل لا يتزعزع. ولن نتردد أبدا في اتخاذ الخطوات اللازمة للدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية ضد إيران والإرهابيين المدعومين من قبل طهران»، على حد وصفها.

من جهته، أدان رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر بشدة محاولة إيران «إيذاء الإسرائيليين الأبرياء» و»دفع المنطقة إلى حافة الهاوية»٬ بحسب تعبيره.
وأكد ستارمر مساء الثلاثاء: «نحن نقف إلى جانب إسرائيل، ونعترف بحقها في الدفاع عن النفس في مواجهة هذا العدوان». وشدد على ضرورة أن «توقف إيران هذه الهجمات، جنبًا إلى جنب مع وكلائها مثل حزب الله».
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: «ندعم المطلب المعقول لإسرائيل بأمن شعبها». وعبر عن «قلقه العميق» من أن الشرق الأوسط «على حافة الهاوية»، محذرًا من خطر سوء التقدير.
وأشار إلى أن الوضع في لبنان «خطير»، وحث الرعايا البريطانيين في المنطقة على المغادرة فورًا، قائلاً: «إذا كانت لديكم الوسائل للمغادرة، فالآن هو الوقت المناسب».
من جانبها استنكرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، قائلة: «حذرنا إيران بشكل عاجل من التصعيد الخطير، ويجب وقف الهجوم فورًا».


الكاتب : (وكالات)

  

بتاريخ : 03/10/2024