اسئلة وملاحظات على هامش  قرار المحكمة الاوروبية

مصطفى العراقي

 

اعتقد ان قرار المحكمة الاوروبية المتعلق باتفاقيات الصيد البحري والمنتوجات الفلاحية بين المغرب والاتحاد الاوروبي هو بالفعل قرار لا يعني الرباط في شيء  كما ورد في بيان وزارة الشؤون الخارجية ٠لكن هذا الموقف الرسمي الذي استند على مسار القرار واطرافه  وعيوبه يجب ان يثير بعض الملاحظات والاسئلة من بينها:
هل هناك علاقة بوزن بلادنا الدبلوماسي تجاه منظومة الاتحاد الاوروبي وآلياتها ؟وبعبارة  اوضح هل نتوفر على نجاعة دبلوماسية ديناميكية، مستندة على استراتيجية ،  ذات عنصر بشري كفؤ  يقظ مناسب في المكان المناسب ، منتجة لانتصارات متواصلة ومقنعة لاكبر ما يمكن من دوائر هذه المنظومة؟  وإلا كيف لقرار مثل قرار هذه المحكمة ياتي متحاملا على المغرب محتويا على عيوب سياسية وغير منسجم مع التطورات التي عرفتها قرارات مجلس الامن الدولي؟
ما هي وضعية ممثلية المغرب ببروكسيل عاصمة الاتحاد الاوروبي واي امكانيات ترصدها  وزارة الشؤون الخارجية لها ؟ وبشكل مباشر: اي دور لعدم الاستقرار ولما يشبه الفراغ الذي يطبع مستوى اتخاذ القرار بهذه الممثلية؟
كيف نوجد اليوم امام مفارقة صارخة تتمثل في تحولات مواقف كبرى :عواصم الاتحاد الاوروبي ومن بينها مدريد وباريس وبرلين ذات الثقل السياسي والاقتصادي والتي تعتبر  بشكل واضح او ضمني ان للمغرب سيادة على اقاليم الصحراء ومن جهة ثانية توجه المحكمة الاوروبية والذي لا يمكن الا اعتباره قرارا تحت الطلب دفع من اجله خصوم وحدتنا الترابية بسخاء الى درجة ان ابرز حيثياته ذات طبيعة سياسية ولا قيمة قانونية لها وقد أوضح  موقف وزارة الشؤون الخارجية ذلك ٠٠٠
المحكمة الاوروبية بقرارها هذا اعتبرت ان الصحراويين يتواجدون فقط بتندوف  وان مدن  الداخلة والعيون واوسرد ٠٠٠ هي تلك التجمعات العشوائية التي تحمل اسم نفس مدن  اقاليمنا الجنوبية ٠ قرارها هذا اغمض عيونها على حقائق ان هناك في هذه المدن مدننا  المغربية مجالس ترابية منتخبة ومؤسسات تمثيلية تدبر الحياة اليومية وجمعيات  ومنظمات تؤطر المواطنين بارتباطهم بمغربية الصحراء٠٠٠
من اعطى لهذه المحكمة الحق في ان تمنح صفة ممثل لما اسمته “شعب الصحراء” لتنظيم تم انشاؤه ورعايته وتسليحه من طرف الجزاير لخدمة اجندتها التوسعية بالمغرب الكبير  ولروح الهيمنة التي تسكن مؤسستها العسكرية؟
وآخر الاسئلة التي ارى ضرورة طرحها ونحن على ابواب موعد تقرير جديد للامين العام  للامم المتحدة ولقرار مجلس الامن وهو بالمناسبة سيكون القرار رقم 77 المتعلق بقضية  الصحراء ، هل من جدوى في اعادة طرح المائدة المستديرة وبحضور البوليساريو الذي ليس ولم تكن له صفة تمثيلية ٠اعتبر ان الجلوس معه هو اعتراف بقرار المحكمة الاوروبية،
هذه اسئلة وملاحظات مع كل المتمنيات في ان تكون دبلوماسيتنا في بروكسيل أكثر نجاعة  وتاثيرا ويقظة٠ وكما ختمت مقالات لي سابقة  انهي مقالي بتلك الجملة الرائعة التي وردت في خطاب لجلالة الملك محمد السادس :المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها ٠

الكاتب : مصطفى العراقي - بتاريخ : 08/10/2024