المغرب بقيادة الملك محمد السادس له دور كبير في دعم القضية الفلسطينية
في المحافل الدولية
هناك أكثر من 147 دولة بالعالم تعترف بالدولة الفلسطينية، ونحن نسعى لتكريس تجسيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتقى أكثر من 700 شهيد نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا بالضفة الغربية، كما تم اعتقال أكثر من 11 ألف فلسطيني
أكد سفير دولة فلسطين بالرباط، عبد اللطيف صالح الشبكي، أن الموقف الدولي، بعد عام من حرب الإبادة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب الفلسطيني، بقى عاجزا عن اتخاذ أي قرار يجبر دولة الاحتلال على الوقف الفوري لجرائم الإبادة. وطالب المؤسسات الحقوقية الدولية الخروج من دائرة الشجب والاستنكار الى دائرة إجبار دولة الاحتلال للخضوع للشرعية الدولية والقانون الدولي. وأضاف أن المغرب يلعب دورا دور هاما وكبيرا في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية..
كيف ترون تطور الأحداث بعد مرور سنة على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني؟
مرت سنة كاملة من حرب إبادة جماعية يتعرض لها قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف مواطن، وجرح أكثر من مائة ألف جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وهذه الأرقام توضح مدى وحشة هذا العدوان الذي انتهك محرمات الشرعية الدولية والقانون الدولي كافة، من قصف للمدنيين وتدمير البنية التحتية من مستشفيات ودور عبادة ومراكز إيواء وحتى مقرات أممية، وللأسف استغلت دولة الاحتلال ما جرى من صمت دولي لتنفيذ مخططاتها المعدة مسبقا من أجل تبرير ما تقوم به ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، لذلك قامت القيادة الفلسطينية برئاسة السيد الرئيس محمود عباس منذ اليوم الأول للعدوان، بجهود مضاعفة لوقف هذه الجريمة ضد الإنسانية التي ترتكب في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة. لتعود الحكومة الفلسطينية لإدارة شؤون شعبنا الفلسطيني في القطاع، كما في الضفة الغربية بما فيها القدس، وذلك من أجل إعادة الإعمار ليعود المواطنون إلى بيوتهم ومناطقهم في كامل قطاع غزة، ولنخفف معاناة شعبنا الصامد الذي يتعرض لأبشع الجرائم التي عرفتها البشرية مؤخرا، بالإضافة إلى أن هذه الحرب البشعة كشفت للعالم أجمع الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال المتعطش للدماء والقتل والتدمير، مما جعل هناك موقف دولي رسمي وشعبي مطالب بقوة بإنهاء مأساة الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال، ورحيله لتنتهي معاناتنا بتجسيد دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وماذا عن الوضع بالضفة الغربية التي هي الأخرى تعرف اعتداءات على الفلسطينيين؟
إن الوضع بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية لا يقل خطورة ووحشية عما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، فدولة الاحتلال تشن حربا شاملة على البشر والأرض والمقدسات، فمنذ السابع من أكتوبر ارتقى أكثر من 700 شهيد نتيجة العدوان المتواصل على شعبنا بالضفة الغربية، وتم اعتقال أكثر من 11 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى الاقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وتدمير البنية التحتية، وهناك أيضا الحصار المالي والاقتصادي الذي تتعرض له السلطة الوطنية الفلسطينية من قبل حكومة الاحتلال التي تقوم باحتجاز أموال الشعب الفلسطيني بدون أي وجه حق، بالإضافة إلى تطبيق سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي، الأمر الذي يستدعي وقفة من قبل المجتمع الدولي لوقف هذه الاعتداءات الخطيرة.
كيف ترون موقف وتعامل المنتظم الدولي مع القضية الفلسطينية على إثر هذا العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني؟
الموقف الدولي كان في بداية هذا العدوان يقف صامتا تجاه الحرب التي تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، ولكن بفضل الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية والاتصالات التي قامت بها مع قادة وزعماء دول العالم، تمكنا من تحويل هذا الموقف إلى عديد من القرارات الدولية المطالبة بوقف العدوان فورا، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الأعزل، ولكن هذا الموقف الدولي بقى عاجزا عن اتخاذ أي قرار يجبر دولة الاحتلال على تنفيذه بفضل الدعم السياسي والمالي والعسكري التي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحليفتها إسرائيل للاستمرار في حربها وعدوانها، لذلك المجتمع الدولي مطالب اليوم وبصورة عاجلة للتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم التي نراها يوميا بحق الأطفال والنساء الذين يقتلون بالأسلحة المحرمة دوليا. وعلى المؤسسات الحقوقية الدولية الخروج من دائرة الشجب والاستنكار الى دائرة إجبار دولة الاحتلال للخضوع للشرعية الدولية والقانون الدولي وعدم اتباع سياسة الكيل بمكيالين في مواجه الازمات الدولية وعدم السماح لدولة الاحتلال من الإفلات من العقاب.
كيف ترون التضامن العربي والإسلامي مع القصية الفلسطينية على أثر هذا الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني جراء هذا العدوان؟
حقيقة هناك مواقف عربية وإسلامية متقدمة بالدفاع عن حقوق شعبنا في المحافل الدولية كافة، وهذا جهد مقدر لكافة من وقف ويقف معنا في وجه هذه الحرب الشاملة التي تشن علينا، وكثير من قادة الدول العربية والإسلامية تواصوا مع سيادة الرئيس عباس وقدموا الكثير من المساعدات لأبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة، وتم تشكيل اللجنة الوزارية العربية- الإسلامية التي تقوم بجهد مشكور لحشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بالإضافة الى التواصل مع الإدارة الأمريكية والدول الأوربية لشرح معاناة الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي.
وأيضا نذكر هنا مبادرة المملكة العربية السعودية والتي أطلقت باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الاوربيين باسم «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»
هل هناك تقديرات لحجم الاضرار المادية والبشرية التي تكبدها الشعب الفلسطيني؟
-ان ما تتعرض له دولة فلسطين، وخاصة في قطاع غزة أمرا فظيع لم تشهده البشرية في التاريخ الحديث، فالأرقام الصادرة عن الحكومة الفلسطينية وبشهادة المنظمات الدولية تقدر حجم الدمار بنحو 40 مليون طن من الركام، وهذا يبين مدى وحشية هذا الاحتلال وتعمده تدمير كافة مقومات الحياة بشكل ممنهج، وقد شكلت الحكومة الفلسطينية لجنة خاصة لحصر وتقييم الاضرار التي تكبدها شعبنا الفلسطيني، ويمكن القول بعد عام كامل على حرب الابادة في غزة فقط أن حجم الخسائر الاقتصادية المباشرة تصل إلى 33 مليار دولار أي ضعف حجم الاقتصاد الفلسطيني، في حين تفيد التوقعات أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 40 مليار دولار وأن تستغرق 80 عاما بحسب الأمم المتحدة.
سبق لفخامة الرئيس محمود عباس أبو مازن أن تعهد بزيارة غزة بمعية القيادة الفلسطينية. هل مازالت الزيارة مبرمجة بعد المستجدات والدمار؟
السيد الرئيس محمود عباس ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني، قام بجهود جبارة ومتواصلة مع دول العالم كافة، ومع المنظمات الأممية لوقف هذا العدوان الهمجي، ولكن للأسف هناك من يعيق اجبار دولة الاحتلال على الامتثال لهذه القرارات الأممية، لذلك قرر سيادته التوجه الى قطاع غزة مع أعضاء القيادة الفلسطينية للوقوف الى جانب شعبنا وتوفير الحماية له، ووجه نداء لقادة وزعماء العالم لمشاركته في هذه الخطوة الحكيمة الساعية لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا. وقد شكلت لجان متخصصة للإعداد الى هذه الزيارة التاريخية، والتواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية ذات العلاقة للترتيب لها بشكل يضمن نجاح هذه الخطوة في وقف العدوان المتواصل.
ماذا عن منظمة التحرير الفلسطينية وما دورها في رعاية مصالح الشعب الفلسطيني؟
ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني التي نقلت نضال شعبنا من مرحلة اللجوء والنزوح الى مرحلة الكفاح والنضال لحماية حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال. فمنظمة التحرير هي حامية المشروع الوطني، وهي صاحبة الولاية على القرار الفلسطيني الوطني المستقل، ولها الدور الأساسي في حفظ الحق الفلسطيني، كالحصول على عضوية الأمم المتحدة عام 2012، الذي ساهم بالانضمام للمنظمات والهيئات الدولية، ومنها محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وجاري العمل لإلزام دولة الاحتلال على الامتثال لقرارتها وهذه هي البداية لمحاسبة الاحتلال.
أين وصل مسلسل الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل أروقة الأمم المتحدة؟
اليوم هناك أكثر من 147 دولة بالعالم تعترف بالدولة الفلسطينية، ونحن نسعى مع اشقائنا واصدقائنا والاحرار في العالم لتكريس تجسيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ونجحنا كثيرا في هذه الخطوات الرامية لحماية حل الدولتين المعترف به دوليا، خاصة مع الدول الاوربية واخرها اسبانيا وايرلندا والنرويج و غيرها من دول العالم، والجهود متواصلة لتأمين حصول دولة فلسطين علة العضوية الكاملة، بالرغم من التهديدات المتواصلة من قبل بعض الأطراف الحليفة لدولة الاحتلال لمنعنا من هذا الحق الأصيل لدولة فلسطين.
كيف تنظرون إلى دور المغرب في دعم القضية الفلسطينية؟
المملكة المغربية الشقيقة لها دور هام وكبير في دعم القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا بالحرية والاستقلال، وهو دور متواصل منذ عهد الملك محمد الخامس رحمه الله وصولا للملك محمد السادس رئيس لجنة القدس التي تعمل على دعم مؤسسات القدس بالتنسيق الكامل مع القيادة الفلسطينية، بالإضافة الى الدعم السياسي الذي تقدمه مملكة المغرب في المحافل الدولية لنضال شعبنا وحقوقه المشروعة. وأود ان أذكر هنا موقف جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابة الأخير في عيد العرش والذي قال فيه “إن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع، وذلك وفق المحددات التالية.
وقال ان وقف الحرب، في غزة، أولوية عاجلة، بالتوازي مع فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة، واعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، وان إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. بالإضافة لدعم وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني.
ما المطلوب اليوم فلسطينيا من المؤسسات العربية والدولية لدعم القدس؟
القدس تشهد هجمة إسرائيلية غير مسبوقة لتهويد المدينة وتغيير طابعها العربي الإسلامي، وذلك ضمن الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال علة شعبنا وارضنا ومقدساتنا التي تتعرض بشكل خاص لاعتداءات متواصلة من قبل المستعمرين الإرهابيين المدعومين من الحكومة اليمنية المتطرفة ووزراءها كبن غفير وسموتريتش، لذلك القدس اليوم بحاجة الى وقفة عربية وإسلامية جادة وقوية تتناسب وحجم الخطر الذي تتعرض له القدس، ويجب التنسيق مع دولة فلسطين صاحبة الولاية على الأراضي الفلسطينية كاملة مع جميع الدول لحمايتها والحفاظ عليها وتقديم المساعدات لمساندة شعبنا الفلسطيني بالقدس. فالمغرب وعلى سبيل المثال وعبر وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس والتي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقوم بدور حيوي وهام في دعم ومساندة أهلنا في القدس عبر توفير المساعدات الطبية العاجلة، الدعم بالمساعدات الغذائية، تقديم المساعدات الاجتماعية الضرورية، والتكفل برعاية الأيتام وغيرها الكثير من المبادرات التي تعبر عن عمق الترابط بين الشعبين الشقيقين، كما أود ان انتهز هذه الفرصة لتقديم الشكر والعرفان للمغرب الشقيق ولصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله رئيس لجنة القدس على الدعم المتواصل والا محدود لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
اين وصل ملف المصالحة الوطنية وهل نترقب خطوات تاريخية في ظل الازمة والعدوان؟
منذ اليوم الأول لوقوع الانقلاب على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، والقيادة الفلسطينية برئاسة السيد الرئيس محمود عباس تجاوبت مع جميع الجهود العربية الرامية لطي صفحة الانقسام، وعملنا على إنجاح جميع المبادرات التي قدمت الينا، واليوم وفي ظل العدوان الذي يتعرض له شعبنا، نحن في احوج لطي صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والرئيس اعلن بوضوح ان طريق الوحدة الوطنية يتم عبر الاعتراف بالممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وهي منظمة التحرير الفلسطينية، واستلام دولة فلسطين مهامها كاملة على أرض دولة فلسطين، والاعتراف بنظام سياسي واحد، قانون واحد وسلاح شرعي واحد، كي نكون قادرين على التوحد أمام أخطر مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية يحاول فيها الاحتلال تصفية قضيتنا الوطنية في ظل صمت دولي على هذه الجرائم.
كيف تقيمون مواكبة الإعلام المغربي للقضية الفلسطينية؟
-الإعلام المغربي له منا كل الاحترام والتقدير للجهود التي يقوم بها لنقل قضية شعبنا وصوته الى العالم اجمع، وخاصة للشعب المغربي الشقيق الذي يقف دوما الى جانب شقيقه الفلسطيني في نضاله نحو الحرية والاستقلال، والاعلام المغربي يواكب كل مستجدات القضية الفلسطينية، ويعطي حيزا كبيرا وهاما للقضية الفلسطينية، وهناك تنسيق كبير ومستمر بين العلام المغربي والفلسطيني لتبادل الاخبار والصور والتقارير الإخبارية الخاصة بمعاناة شعبنا وما يدل على أهمية الاعلام المغربي هو زيارة وزير الاعلام الفلسطيني والمشرف العام على الاعلام الرسمي بصحبه وفد كبير للمغرب وقد زار العديد من المؤسسات الإعلامية، ولذلك نشكر القائمين على الاعلام المغربي على هذا الاهتمام الكبير بقضايا الشعب الفلسطيني، ونتطلع لمزيد من التعاون المثمر بيننا وبين الإعلام المغربي.