أنا لم أمت

 

عندما ذهب أبي
تركني في حجر أمي أرضع
ولما بلغت سن السابعة
جلست على طاولة
لأقرا الموت
تعلمت كيف أسير على رصيف قديم
وبيدي قلبي
تعلمت كيف أمسك بالحزن
كطائرة ورقية
تعلمت كيف أتبع
صديقاتي الشجرات
تعلمت كيف أسابق النجوم
في عيون صغار العصافير
حتى أعادتني نخلة
نصف مقضومة
ولأنني عاودت التيه
عبأتُ من صبر الأرض عليَ
خطايا كثيرة
حتى انتشيت
كان قلبي ينظم ضرباته
متخفيا
ويوقفني
كلما ابتعدت
أو ضل عني الطريق
نعم
أحمل جثة
لكني اقايض منذ رايت الموت
يتطلع إليَ
حتى اني لا أفتح له الباب
من الطابق الخامس
أترك له رسالة
وأنتظر أن يأتي
من يسرقها
نيابة
عن هذا العالم…


الكاتب : علية البوزيدي

  

بتاريخ : 11/10/2024