حماس تنعي رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار

 

نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي أعلنت إسرائيل قتله الخميس في عملية في قطاع غزة، مؤكدة أن ذلك سيزيدها «قوة وصلابة «. وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن أنه تمت «تصفية» رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، لكن المهمة لم تنته بعد.
وأضاف نتنياهو في خطاب أول أمس الخميس، إن «علينا استعادة المختطفين (..) إلى من يحتجزون المختطفين نقول حرروهم وسندعكم تعيشون». وفق قوله.
وأضاف نتنياهو : «حماس لن تحكم غزة بعد الآن».
من جانبه، علق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على اغتيال رئيس حركة حماس، يحيى السنوار خلال اشتباك مع قوات الاحتلال، وقال إن «مقتل يحيى السنوار يمثل لحظة ارتياح للإسرائيليين ويوفر في الوقت نفسه فرصة لمستقبل لقطاع غزة خال من سيطرة حماس».
من جهتها، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس إن «مقتل يحيى السنوار خطوة للأمام فيما يتعلق بالقضاء على التهديد الذي تمثله حماس على إسرائيل». على الجانب الآخر، قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد عرفاني، الجمعة، إن استشهاد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، «سوف يرفع روح المقاومة وسيكون قدوة للفلسطينيين».
وأوضح عرفاني، عبر بيان له، نشره عدد من وسائل الإعلام الرسمية بإيران، أن: «الشهيد يحيى السنوار سيكون قدوة للشباب والأطفال الفلسطينيين»، معتبرا في الوقت نفسه أن «روح المقاومة سترتفع بعد استشهاد يحيى السنوار».
تشكيك إسرائيلي بإمكانية القضاء على «حماس»
إلى ذلك، شككت أوساط لدى الاحتلال الإسرائيلي في إمكانية القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتحقيق النصر الذي يتغنى به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ ما يزيد عن العام، رغم استشهاد قائد الحركة يحيى السنوار.
مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، ذكر أن «اغتيال السنوار، يأتي فيما لا تزال إسرائيل منغمسة في حرب الاستنزاف مع قوى المقاومة في المنطقة، وتواجه الحاجة للتحرك ضد إيران».
وتابع قائلا: «رغم أن القضاء على السنوار يجلب فرصة لدفع خيار «الصفقة» بطريقة أكثر ملاءمة، لاسيما أن اغتياله يساوي في القيمة، وربما يفوق، قيمة القضاء على حسن نصر لله، فهو من خطط لهجوم السابع من أكتوبر، وخطط له منذ نحو عقد من الزمن، واعتبره مهمة حياته، وبحسب اعتقاده، كان من المفترض أن يغير مجرى التاريخ باتجاه انقراض إسرائيل».
وأوضح أنه «حتى بعد القضاء على زعيمهم، فإن أعضاء حماس متعصبون إيديولوجيا، وسيظلون مخلصين لأفكارهم العقائدية وقتالهم، تماما كما كان بعد القضاء على القادة التاريخيين مثل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وأحمد الجعبري، رغم أن الحركة في هذه اللحظة تعيش حالة صدمة وفراغ قيادي يشبه ما عاشه حزب لله قبل شهر باغتيال نصر الله، لكن السيناريو الأقل احتمالا أن يؤدي القضاء على السنوار لتفكك أطر حماس، والتخلي والاستسلام الجماعي، وتظاهر الفلسطينيين ضدها».
المحللون في القناة 12، كان لهم رأي مشابه، وفقا لما حملته قراءة لافتة، قدمها نير دفوري المراسل العسكري الذي لم يتردد في القول؛ إن «الإسرائيليين مطالبون بالحذر من الوقوع في شرك أن حماس في طريقها إلى التفكك بعد اغتيال السنوار؛ لأن ذلك لا يعني أننا قتلنا الفكرة، أو هزمناها، رغم أنها ضربة لها أهمية رمزية، بحيث يبقى الاغتيال خطوة مهمة للغاية، ولكن من وجهة نظر تكتيكية، وما زلنا بحاجة لمعرفة ما إذا كانت ستكون استراتيجية أيضا».
أما دفنا ليئال مراسلة القناة للشؤون الحزبية، فقد ذكرت ما اعتبرتهما «نقطتين مذهلتين من حادثة الاغتيال، أولهما أنه كان شبه عشوائي، وحدث في مواجهة عملياتية، رغم أنه يعدّ تطورا دراماتيكيا قد يؤثر على المنطقة بأكملها».
نير كيبنيس الكاتب في موقع ويللا، ذكر أن «اغتيال السنوار خلق معضلة إسرائيلية، مفادها كيفية تحويله إلى نصر حقيقي، ومدى إمكانية ذلك، ورغم أن القضاء عليه هو خبر عظيم لدولة الاحتلال، لكنه إنجاز يشبه «شريحة في كازينو»، فطالما أنه لم يتم تحويلها إلى أموال، فهي ليست أكثر من مجرد دائرة بلاستيكية؛ لأنه تم القضاء عليه بالصدفة تقريبا، ولعل حادثة مقتله تشبه إلى حد كبير نهاية عبد القادر الحسيني في مارس 1948، ألدّ معارضي العصابات الصهيونية، مما يجعل من الحدثين يتشابهان في خصائصهما، رغم أن عقودا طويلة فصلت بينهما».
وأضاف أن «تشابه اغتيال السنوار مع الحسيني قبل سبعة عقود، يعني أننا أمام درس جديد يمكن الاتفاق عليه على نطاق واسع في الشرق الأوسط، ومفاده، أنه إذا عشت سنوات كافية، فسترى كيف يعيد التاريخ نفسه، فقط الأسماء تتغير، صحيح أن قتل السنوار له تأثير رمزي يتجاوز بكثير القضاء على أي مطلوب آخر رفيع المستوى، لكن قوة هذه الصدمة محدودة في البداية، وسرعان ما سترفع حماس رأسها بحذر، ما سيجعل إنجاز الجيش الإسرائيلي مع مرور الوقت صغيرا».
وأكد أن «اغتيال السنوار سيتحول من حدث كان من الممكن أن يغير الواقع لصالح إسرائيل إلى حدث رمزي، تماما كما حصل عقب اغتيال المهندس يحيى عياش أو اغتيال الشيخ أحمد ياسين، مع فرق كبير، وهو أنه لا يمكن لنتنياهو أن يتباهى في اغتيال السنوار بأنه «أمر» و»أصدر تعليمات»؛ لأن الأمر تم بمحض الصدفة».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 19/10/2024