احتفى موسم أصيلة الثقافي الدولي، يوم الجمعة18أكتوبر الجاري ، بتوقيع وتقديم كتاب الكاتب و الصحافي محمد برادة الموسوم بـ “شغف وإرادة ..رهان في الإعلام والثقافة والسياسة”، وذلك بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية وسياسية وطنية.
وبالمناسبة، أبرز الأمين العام لمنتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن النسخة الـ45 لموسم أصيلة الثقافي الدولي أبت إلا أن تحتفي بكتاب يلامس بداية إشراف شركة وطنية على توزيع الصحافة الوطنية والحد من احتكار الشركات الأجنبية، وهي فرصة للاحتفاء أيضا بشخص له بصمة خاصة في تطور الصحافة الوطنية بمختلف خلفياتها المهنية، وكذلك بحصيلة تفكير كاتب صحافي له قيمة فكرية وهو شاهد على مرحلة مهمة من تاريخ الصحافة الوطنية.
وأضاف بن عيسى أن صاحب هذا الكتاب القيم، الذي واكب الصحافة الوطنية في مرحلة مهمة من تاريخ المغرب وتطوره الديمقراطي، كان “مقداما وحازما وشجاعا” في توزيع الصحافة الوطنية، لأنه أقام أول مؤسسة وطنية للنشر كبديل عن شركة أجنبية تتولى توزيع الصحف، معتبرا أنه ليس من السهل أن يبدأ المرء من الصفر في عمل دقيق يوازي تطور الصحافة المغربية، التي كانت في أغلبها صحافة حزبية بمواقفها ومضامينها وتوجهاتها المختلفة.الشاعر والكاتب والصحافي عبد الحميد الجماهري أبرز في كلمة تقديمية أنه بالإضافة إلى دعم الصحافة الوطنية، جعل محمد برادة من التوزيع وسيلة لنشر المعرفة والارتقاء بها، مشيرا الى أن المؤلف هو سيرة ذاتية تبرز في الوقت نفسه مبادرات واهتمامات محمد برادة، وجزء من السيرة الوطنية الثقافية والإعلامية في المغرب ومختلف مراحلها وتطورها. وأكد الجماهري أن محمد برادة يعد مثالا للإرادة والفعل الذي كان له التأثير الواضح والمهم على تطور الصحافة الوطنية وتاريخها، حيث دبر مشروعا وطنيا غير مسبوق على قاعدة التوافق، وسعى إلى ضمان وصول الصحيفة والتعبيرات الاجتماعية والسياسية المختلفة الى المواطن وحل معضلة التوزيع آنذاك لتصل إلى أقصى الآفاق الجغرافية، وتكسير احتكار الشركات الأجنبية.
من جهته، قال الكاتب أحمد المديني إن مؤلف محمد برادة يقدم لمحات عن سيرة الكاتب الشخصية والمهنية منذ ولادته بمدينة وجدة، مرورا بمزاولة التعليم ودراسته بفرنسا قبل أن يعود الى المغرب ليشتغل في مجال التوزيع و يؤسس شركة للنشر والطباعة تحمل “رمزية وطنية”، حتى أصبح مشروعا ناجحا ساهم بقوة في دعم الصحافة المغربية والعربية، وكذلك في توسيع مجال انتشارها، و مواكبة الصحافة كدعامة من دعامات الديمقراطية الوطنية وضمان التعددية.
وأجمعت باقي المداخلات على أن أهمية الكتاب تكمن على الخصوص في كونه يلامس تجربة مهنية طويلة وثرية كان لها، على مدى أزيد من أربعة عقود ،أثرها الإيجابي في مجال الصحافة والنشر والتوزيع والثقافة في المغرب، وكون هذا المؤلف يغني الخزانة الوطنية في مجال لم ينل بعد اهتماما كبيرا، ألا وهو التاريخ الحديث للصحافة الوطنية ورجالاتها.
والكتاب هو بمثابة سيرة ذاتية شخصية ومهنية، تتناول الجوانب الإنسانية، كما تؤرخ، في حوالي 300 صفحة، بالنص والصور (ثلث الكتاب)، لمحطات تاريخية راهنة ولأبرز الأحداث والرجالات الذين صنعوا جزءا من تاريخ الصحافة والكتاب بالمغرب على مدى ستين سنة.