شُجُـــون…

الوردةُ التي شاهدتها
على الشرفة الشفافة
كانت ناصِعة الجمال
وكانت عيناها السوداوان
شديدة البَهاء
وعلى شفتيْهَا
سِحر الغِواية…

الوردةُ التي شاهدتها
على الشُّرفة الشفافة
كانت تُرسل لي
-من حين لآخر-
باقة من الابتسامة
كَثُرَيَّا على عنقود جَسدي
وكان الشَّعَرُ الحريري
يرقصُ عبر زُجاج النَّوافذِ المفتوحةِ
والضَّباب الكثيف
يَسلبني مُتعة النظر إليها
كنتُ أراها،
في حقيبتِي المُهترئة
أسمعُ همَسَات هوائها

الوردةُ التي تقرضُ
المساءات الدَّافئة
كانت تسقي،
أوراق أغصانِها
بالكَحل الأسود
وبِمداد الحبر
في شلاَّل الأنس.
كمْ كنتُ أرغبُ
أن تُكلّمني،
وتُلامسني،
أنا العينُ المكتنزة بِالظّمإ
كيفَ صِرتُ طيرا جريحا
أحومُ حولها صدْحا
فأقبضُ جَمْر خيبتِي
ويترنَّحُ صمتي،
في العتَبة  المَهجُورة
آه،
يا ليتنِي،
ما صحوتُ من حُلمي
وضوءُ الشمسُ يَحتضِر حسرة
على جفنِي…
حاولتُ أن أعبُرَ
جِسر الأحلام المُوجعة
وأخطو في لا جدوى اللقاء
الذي طال حرمانه..

أيتها الوردةُ المـدللةُ
إن كنتُ أبحثُ عن خَلاصي
فتلكَ كومَة سَرَاب
كم تعبتُ
من مُطاردة الريح
وفي فضاء الشَّجَر النَّحيل
كنتُ أرتجفُ
كمثلِ عصفور جريح
يترصَّدُكِ في وسط النهار…
أنا الجالسُ على صخرة سيزيف
صدقيني،يا رفيقتِي،
عندما تَشْرئِبُّ رغباتِي
وينبلجُ نور دربكِ
أتيتُكِ حبْوا،
مِن تِيه الصّمت البارد…


الكاتب : شفيـق الإدريسي    

  

بتاريخ : 25/10/2024