مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»

أَوْقَــفَــتْــنِي العِـــبارَةُ

سَألَـــتْــنِــــي
كَــيْــفَ أَحْــوالُــكَ
ونَــفْــسُــكَ، وعَــمَّ يَـــشْغَـــلُنِي .
بَــكَــيْـتُ دَمْــعاً شَجِـــيّـاً كالــنَّــهْــــرِ
أَخْـــفَــــيْـــتُ وَجْــهــي، كي لا تَـــراني
في شَـهْـــدِ دَمْــعَـــةٍ .
….

قالَــتْ أنا العِـــبارَةُ أُمُّــكَ
جِـئْــتُــكَ في صُـــورَةٍ
في مَــــــجـازٍ.
اِنْحَــنَــيْــتُ على قَــدَمَــيْـها
أُقَـــبِّـــلُهُــمـا
في الإِشـــارةِ
اِلْتَـــفَـــتُّ ورَأَيْــتُـها مَـــشْغُــولَـــةً
عَــنِّي بِالتَّــسْبِــيحِ للهِ
لَــمْ أُرِدْ أَنْ أَقْــطَعَ عَــنْهَا تَــسْبِــيحَها
أَخَــذْتُ ما أَعْطَــتْــــنِـي
مِنْ مَجازاتٍ
وإِشـــاراتٍ
وتَابَعْــتُ الطَّريــقَ .

الأُمُّ مَنْ قالت لنا

اَلْأُمُّ مَــنْ قـالَتْ لنَا:
كُــلُّ النَّـــاسِ سَـــوَاءٌ
وقــالَتْ هو الرَّحْــمَــنُ، الرَّحِــيــمُ
المَــلِــكُ ، الــقُـــدُّوسُ، السَّــــلامُ ..
….
وغِـــبْــتُ عَـــنْ جِـــسْــمِي
وذَابَــتْ رُوحــي في خَـــالِـــقـي
وكُـــلُّ النَّــاسِ سَـــــواءٌ .
….

اَلْأُمُّ مَــنْ قــالَــتْ: إِنْ تُــحِــبَّ الله
تَــنَـسَّــك في زَاوِيَــتِــكْ
واقْـــــرَإِ ٱسْمَــكَ فـي كِـــــتابِ مَــــوْلاكَ
….
اَلْأُمُّ مَــنْ قـــالَـتْ:
إِنْ تُــحِـــبَّ ربَّـــكَ
فَــــانْــــسَ ذَاتَـــــكَ
واكْــتُـــب سِـــرَّكْ
وامْــحُــهُ في لِـــــسَــانِــــكْ.
….

اَلْأُمُّ مَـــنْ قــالَــتْ:
لا تَـــنْــظُـــرْ إلـى طَـــرِيــقٍ مَـــشَّــاءٍ
وٱرْسُـــمْ نَــهْـــــرَكَ
وصَــفِّ ذَاتَــكَ.. وٱكْــتُــمْ سِـــرَّكَ..
يَــشْــبَــعْ عَــطَــشُــــكَ
وٱقْـــرَأْ كِــتَــابَ رَبِّـــكَ في الصُّبْح والعَـشِيِّ
وٱسْــمَــعِ ٱلْأَذَانَ.. إِنْ نَـــادَاكَ رَبُّـــكَ .
….

اَلْمعبَـــد

يا داخِــلَ الْمَــعْــبَـــدِ ، سَــلِّــمْ على الحَـــرْفِ
وابْــــدَأْ بِـــأَوَّلِ ٱلْاِسْــــمِ
وٱجْـــلِــسْ علَى زُخْــــرُفِ زَاوِيَــــتِــكَ
وسَــتَـــرى الحَـــرْفَ ، تَسَطَّـــرَ في قَــــلْبِــكَ.
….
إِذَا تَـــخَـــشَّعْـــتَ وٱنْــصَــهَــــرْتَ
اِذْهَــــبْ إلى كُـــلِّ الحُـــرُوفِ
وعَــــاشِــرْهــا في صَـــــلَواتِ المُحِـــبِّــيـــــنَ
لِــــيَـطْــمَــئِــــنَّ جَــــسُـــدُكَ ، وتَـــخْـــرُجَ مِـنْهُ صِفاتُـــكَ
ثُمَّ اجْــلِـــسْ وأَصْـــغِ إلى نَـــفْــــسِــــكَ
قَـدْ تَــنْــصَهِـــرُ كالـــنُّــورِ
كالــخَـــشــبِ، وَسَـــــطَ المَــوْقِــــدِ .
اِغْـــرِفْ مِـــنْ شِــيَــــمِ الـقَــمَـــرِ
تَــبْــقَ سَاطِـــعاً في القُــــلُـوبِ
واصْــطَـــفِ مِــنْ دَمْــعَــتِـــكَ
خُـــشُــوعَ الضُّـــعَـــفـــاءِ
تَــتَــــقَـــوَّ
في مَـــعانِــي الـحُــــروفِ
ما شِـــئْـــتَ
فَــهِــي مَــعْــنَى ٱسْــمِـكَ ووُجــودِكَ.
حَــيْــثُــمَا رَأَيْــتَ ذَاتَــكَ تَـــقَــدَّمْ
إلى مَعَــانِـــيكَ
فَــفِــيها أَشْـــكَــالُ الخَـــلْقِ .

الأمَّــهــــاتُ

اَلْأُمَّـــهاتُ هُنَّ أَوْتــــارُنـا
وغِــنــاءُ الأَرْضِ الأَوَّلِ
هُــنَّ ضِحْـكَــتُـــنا المَــهْــمــوسَـةُ
بَــيْــنَ ثَــنَـايا أَصــابِـعِ عَـــــازِفٍ
ماهِــــــرٍ .
*
اَلْأُمَّهـاتُ هُــنَّ رِدَاءُ اللَّــيْــــلِ
هُــنَّ الــشَّجَــرُ، الــقَـــلَــقُ ..
وإِطْـلالـةٌ على شُــرُفــاتِ الانــتِــظــارِ
­….
اَلْأُمَّهاتُ نَعْــنــاعٌ مَــغْــروسٌ
في أَلْـــــواحِ الطِّــيـــنِ وخَوابِـــي العَـــرائِـسِ
وقَــصَــبٌ، وأَعْــلامٌ مَـــرْفُوعَــةٌ
وزَغــارِيــدُ.
….
اَلْأُمَّهاتُ هُــــنَّ بَــــيانُ اللُّـغَــةِ ووَحْــــيُ الشِّــعْــــرِ
وقَصـائِدُ عِرْفــانِــيَّـــةٌ .
اَلْأُمَّهَاتُ عَــتَــباتُ بُــيُــوتِـــنا ٱلْآمِنَــــةِ
اَلْأُمَّــهــاتُ السَّاهِــراتُ لِلصَّـــلَواتِ
عَــجَـــنَّ كَــواكِــبَ العِــشْــقِ .
اَلْأُمَّــهَـــاتُ سَــهَـــــرُ اللَّــيالــي
وأُولَــــى كَــلِــــماتِ وَحْـــيِ مَــــــولانَـــا.
اَلْأُمَّهاتُ أَبْجَــدِيَّــةٌ نَــتَـهَــجـَّـى حَلِــيــبَــهـا
في أَوَّل بَاكــورَةٍ .


الكاتب : عبد الحق بن رحمون

  

بتاريخ : 25/10/2024