تصاعدت حدة الاحتجاج على التحكيم المغربي في الآونة الأخيرة، بسبب توالي الأخطاء التي يتم ارتكابها أسبوعيا من طرف حكام، بدا أنهم يفتقدون للخبرة والتجربة، بعدما عمدت مدرية التحكيم إلى ترقية حكام الهواة إلى قيادة مباريات الدوري الاحترافي.
ورغم أن البطولة مازالت لم تكمل ثلثتها الأول بعد، إلا أن وتيرة الاحتجاج تزايدت، خاصة من طرف الأندية التي تعتبر نفسها مظلومة، وتأثرت نتائجها بسبب أخطاء الحكام.
وانطلقت موجهة الاحتجاج منذ الجولة الأولى، بعدما اعتبر فريق الرجاء الرياضي أن عدم احتساب ضربة جزاء لصالح لاعبه نوفل الزرهوني، خلال لقاء نهضة بركان، غير مسار اللقاء، وكبده الهزيمة الأولى هذا الموسم.
وفي الجولة الثانية، وصفت مكونات المغرب التطواني ضربة جزاء لصالح الوداد الرياضي بغير المشروعة، لأنها جاءت بنظرهم نتيجة تدخل غير مقصود، وبالتالي كان على الحكم استعمال سلطته التقديرية بالشكل السليم.
وفي الجولة الثالثة انضاف الوداد إلى طابور الاحتجاج، عقب مباراته أمام اتحاد تواركة التي انتهت بالتعادل 1 – 1، حيث اعتبرت مكوناته أن فريقها حرم من ضربة جزاء مشروعة، وعبرت عن غضبها العارم في منصات التواصل الاجتماعي.
واعترفت مديرية التحكيم في لقائها الأسبوعي أن الحكم كان عليه أن يطرد أحد مدافعي اتحاد تواركة بسبب اللعب الخشن، أما ضربة الجزاء فإن العرقلة كانت على مشارف معترك العمليات، وكان على الحكم إعلان ضربة خطأ غير مباشرة لصالح الوداد.
وفي الجولة الرابعة انتفض مدرب الجيش الملكي سابقا، البولندي تشيسلاف مشينيفيتش، بعد تعادل فريقه أمام نهضة بركان بهدف لمثله، مؤكدا أن طريقة إدارة الحكم للمباراة لم تكن موفقة، حيث أثر على إيقاع اللعب بسبب كثرة استعماله للصفارة.
وطالت الاحتجاجات أيضا غرفة الفار، ولاسيما من طرف فريق الجيش الملكي خلال لقاء الكلاسيكو، بعدما أعلنت عن ضربة جزاء، أكدت مديرية التحكيم في لقائها الأسبوعي أنها غير مشروعة.
وراسل الفريق العسكري المديرية المركزية للتحكيم، والعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، ولجنة التأديب والروح الرياضية، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، كما أصدر بلاغا استنكر فيه الأحداث التي رافقت على قمة الجولة السابعة أمام الرجاء، والتي انتهت دون أهداف، وفيها أهدر الفريق الأخضر ضربة جزاء خلقت كثيرا من التفاعلات.
وأبدى الجيش الملكي، في بلاغه، استنكاره الشديد للمستوى التحكيمي «المتدني الذي شهدته المباراة»، معتبرا أن هذا المستوى التحكيمي «يكرس ما عانى منه النادي طيلة الموسم الماضي وبداية الموسم الجديد».
ومن جانبه استنكر المكتب المديري لأولمبيك آسفي الأخطاء التحكيمية، التي ارتكبت في حقه هذا الموسم، معبرا في بلاغ رسمي عن: «شجبه واستنكاره البالغ لما يتعرض النادي من أخطاء وهفوات تحكيمية تمس النادي في الجوهر وتعصف بالمجهودات التي يبذلها في إطار المساهمة في تخليق الممارسة الكروية والتنافس الشريف».
وتابع: « لا يمكن بأي حال من الأحوال إن يتحمل النادي وزر أخطاء الحكام والقول بأنها أخطاء بشرية، ولم ينجو الفريق في كل دورة من ظلم تحكيمي وكما انتهى الموسم الماضي في آخر دورة نستقبل الموسم الجديد على نفس الوثيرة مما كان له الأثر السلبي على نفوس اللاعبين وكأن هذه الأخطاء أصبحت لازمة بحق النادي».
كما عبر النادي المسفيوي عن استغرابه من القرارات التحكيمية التي سجلت في مباريات الرجاء، واتحاد طنجة والفتح والجيش الملكي.
ومن جانبه انضاف حكيم حكيم دومو، رئيس النادي القنيطري وعصبة الرباط لكرة القدم، إلى قائمة المحتجين، حيث وجه في بت مباشر على حسابه الرسمي بمنصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» انتقادا لمدير المديرية المركزية للتحكيم، أكد فيه فشل قراره بالاعتماد على حكام ينتمون إلى أقسام الهواة لإدارة مباريات الدوري الاحترافي بدرجتيه الأولى والثانية.
ودعا دومو إلى العودة للاعتماد على الحكام المخضرمين الذين لم يقودوا مباريات هذا الموسم، وتابع موجها كلامه لرضوان جيد: «لو كنت ما تزال تمارس التحكيم، لاعترضت بلا شك على قرار الاعتماد على حكام من الهواة لقيادة مباريات الدوري الاحترافي.»