العاصفة «دانا» في إسبانيا تخلف 158 ضحية، بينهم 20 مغربيا مفقودا وحالة وفاة واحدة

 

خلفت العاصفة المطرية المعروفة بـ»دانا»، التي ضربت مساء الثلاثاء الماضي، مناطق شاسعة من إسبانيا، أضرارًا مدمرة وكارثية، وتركزت العواصف والأمطار الغزيرة بشكل خاص في إقليم فالنسيا، حيث سُجلت أكبر خسائر في الأرواح والممتلكات. وحتى حدود كتابة هذه السطور، بلغ عدد الضحايا في فالنسيا 155 شخصًا، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا في إسبانيا إلى 158 شخصًا، وفقًا لآخر البيانات الصادرة عن مركز تنسيق الطوارئ في الحكومة الجهوية لفالنسيا.
وفي ظل هذه الكارثة الطبيعية غير المسبوقة، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن تعزيز جهود الإغاثة بإرسال 500 عنصر إضافي من القوات العسكرية للانضمام إلى فرق الإنقاذ التي تعمل بالفعل في المناطق المتضررة. هذه القوات تنضم إلى حوالي 1,200 فرد من وحدة الطوارئ العسكرية (UME) التي تم نشرها سابقًا لتقديم الدعم والمساعدة في البحث عن المفقودين وإنقاذ العالقين.
وفي الوقت نفسه، أعلن القنصل المغربي في فالنسيا عن تلقي بلاغات بشأن اختفاء حوالي 20 مواطنًا مغربيًا، دون تسجيل أي وفيات في صفوفهم حتى الآن، وتأكيد حالة وفاة واحدة.
وقد أثار هذا الوضع قلق الجالية المغربية في إسبانيا وأسر الضحايا، وسط جهود كبيرة للعثور على المفقودين ومعرفة مصيرهم.
استجابةً لهذه الأزمة، أبدت الحكومة المغربية استعدادها الكامل لتقديم المساعدة والمساندة للسلطات الإسبانية، ففي مبادرة تضامنية، اتصل وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بنظيره الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، معربًا عن تعازيه الحارة ومعلناً استعداد المغرب لإرسال فرق إنقاذ ومساعدات عاجلة لدعم جهود الإغاثة في المناطق المتضررة. وقد جاء هذا الاتصال بتوجيه من جلالة الملك محمد السادس، الذي أكد دعمه وتضامنه مع الشعب الإسباني في هذه المحنة العصيبة.
كما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تعبئتها من خلال خلية الأزمة المركزية، وكذا المصالح القنصلية المغربية بالمناطق الإسبانية المتضررة من الفيضانات، من أجل تقديم المساعدة للمغاربة المقيمين بالمناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية.
وتم إحداث خلايا أزمة لهذا الغرض على مستوى القنصليات العامة للمملكة في كل من فالنسيا ومدريد وإشبيلية، مكلفة بمتابعة جميع الحالات التي تحتاج إلى المساعدة.
وبتنسيق مع خلية الأزمة التي تم إحداثها بالوزارة، تعمل المصالح القنصلية بالمناطق المتضررة من الفيضانات، وخصصت خلية الأزمة المركزية أرقاما هاتفية للاستعلام حول أي شخص مفقود، أو فقدان الاتصال بأحد أفراد الأسرة : الأرقام الخضراء لمركز الاتصال القنصلي (0800009948/49/50).
كما خصصت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فالنسيا، وهي المنطقة الأكثر تضررا من الفيضانات، أرقام طوارئ (0034631935818+/ 0034631711873+) لتمكين المواطنين المغاربة من الاطلاع على وضعية أقاربهم.
وقد تسببت العاصفة في فيضانات غير مسبوقة أدت إلى غمر شوارع ومنازل ومدارس في مدن عدة، مما جعل عمليات الإخلاء ضرورية لآلاف السكان. وقد تضررت العديد من الطرق الرئيسية، مثل الطريق الرابط بين فالنسيا وبلدة تورينت، مما زاد من صعوبة وصول فرق الإنقاذ والإمدادات.
من جانبها، حذرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية من استمرار الأمطار الغزيرة في الأيام المقبلة، مع احتمال انتقال تأثير العاصفة إلى مقاطعات أخرى مثل برشلونة. هذا التحذير يزيد من المخاوف بشأن احتمال وقوع المزيد من الأضرار والخسائر في الأرواح والممتلكات.
يُعتبر هذا الحدث الجوي الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث، حيث شهدت مناطق عدة دمارًا شاملًا، وتضررت البنية التحتية بشكل كبير، مما يجعل جهود التعافي وإعادة الإعمار طويلة وصعبة. في هذا السياق، تواصل السلطات الإسبانية جهودها للسيطرة على الوضع، بمساعدة العديد من الدول والمنظمات التي أبدت استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة.


الكاتب :   زايد بوجديان

  

بتاريخ : 02/11/2024