الاختناق المروري في مدينة الرحمة.. أزمة تحتاج إلى حلول واستراتيجيات عاجلة

تعاني مدينة الرحمة بجماعة دار بوعزة من اختناقات مرورية متزايدة تتصاعد حدتها أوقات الذروة، مما يؤثر سلبا على حياة الساكنة اليومية، حيث تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة، مما يستدعي وقفة جادة من الجهات المعنية لإيجاد حلول فعالة.
ويبقى من أبرز الأسباب في ذلك، إشارات المرور الضوئية التي من المفروض فيها أن تلعب دورا حيويا في تنظيم حركة السير التي تصبح بدورها عائقا مربكا، بسبب الأعطاب التي قد تلازمها في العديد من الأوقات وتبقى بدون صيانة آنية، كما أن عدم وجود علامات واضحة أو عدم الالتزام بها من قبل بعض السائقين وغيرهم يزيد من فوضى انسيابية المرور، وهو الأمر الذي يتطلب تحسينا في هذا الجانب.
ومن الأسباب المختلفة التي تتسبب في تفاقم حدة هذه الوضعية، حالة الشوارع والطرقات الكارثية والمهترئة، والتي تعاني منها العديد من المناطق في المدينة بسبب الحفر والتشققات، الشيء الذي يزيد من أزمة حركة المرور وخصوصا في أوقات الذروة والشتاء. وبالإضافة إلى ماسبق، فُعتبر وجود الباعة الجائلين على الأرصفة ووسط الشوارع والأزقة، وفي ظل غياب حلول ناجعة لهذه المشكلة كتشييد أسواق نموذجية مثلا مع تنظيم القطاع، من العوامل الأساسية التي تعيق حركة السير والجولان، إذ يشغل الباعة المساحات المخصصة للمشاة وغيرهم، إذ تجبر المركبات أحيانا كثيرة على التوقف أو السير ببطء وحتى تغيير الطريق؛ ناهيك عن العربات المجرورة بالدواب، بما فيها التي لازالت تستعمل في عملية النقل والتنقل، والنتيجة أنها تُشكل أيضا عائقًا آخر، باعتبارها تسير ببطء، وبالتالي تتكدس المركبات خلفها. أما بخصوص الترييورتورات، وباعتبارها من وسائل النقل الشائعة في المدينة، فتساهم أيضًا في الازدحام بسبب العدد الكبير منها بالمنطقة، واستخدام هذا النوع من المركبات في الطرق الضيقة يزيد من حدة الاختناق المروري.
ولمواجهة هذه التحديات، تطالب العديد من الفعاليات المدنية وغيرها من الجهات المعنية اتخاذ خطوات فعالة، مثل تحسين حالة الشوارع والطرقات لتسهيل حركة المرور؛ تنظيم الباعة الجائلين بتوفير أماكن مخصصة لهم بعيدا عن الشوارع والطرقات الرئيسية؛ منع أو تحديد مسارات خاصة للعربات المجرورة لتقليل تأثيرها على السير في انتظار إيجاد حلول جذرية تتوفر فيها الحماية الاجتماعية؛ صيانة إشارات المرور الضوئية بشكل مستمر، مع تحسين علامات المرور ووضع علامات واضحة وتوعية السائقين بأهمية الالتزام بها؛ تنظيم دورات تكوينية تحسيسية داخل المدارس والشوارع خاصة بالسلامة الطرقية.
هذا، وتبقى معالجة مشكلة الاختناق المروري في مدينة الرحمة تتطلب جهودا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، من خلال اتخاذ خطوات فعالة، لتحسين جودة الحياة في المدينة وضمان انسيابية الحركة المرورية.


الكاتب : عبد الهادي بكور

  

بتاريخ : 11/11/2024