الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي: «متضامنون مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومن حقنا إبراز قضايانا للعالم.»

عقد الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤخراً ندوة صحفية قدم فيها الخطوط العريضة للدورة 45 المقبلة، التي ستنعقد في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر 2024. وقد وُجهت إليه عدة أسئلة، من أبرزها ما يتعلق بصعوبة تأجيل دورة العام الماضي بسبب الأحداث الدامية التي شهدها قطاع غزة الفلسطيني، وعن التحديات التي رافقت ذلك. فأجاب:
«بالفعل، كان هذا العام مليئاً بالتحديات، خاصة بعد الظروف التي مرت بها المنطقة العام الماضي والتي فرضت علينا التأجيل. لم يكن بالإمكان إقامة المهرجان في ظل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث يُدمر الوطن ويُقتل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن. تسبب التأجيل في تعقيدات لوجستية كبيرة بسبب الخطوات التي كانت قد تمت بالفعل لدعوة ضيوف المهرجان، مثل حجز تذاكر الطيران والفنادق. كان علينا إعادة ترتيب كل هذه الأمور في فترة وجيزة، والاعتذار للجان التحكيم والتواصل مع الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام لشرح الموقف. لم يكن من الممكن إعادة جدولة موعد المهرجان لأن المهرجانات الدولية يجب أن تقام في مواعيد محددة. مع انعقاد الدورة هذا العام، كان علينا أن نبدأ من جديد، ونشكل لجان تحكيم جديدة، ونختار أفلاماً جديدة، نظراً لأن بعض الأفلام التي اخترناها قد عُرضت في مهرجانات أخرى، كما تغيرت ظروف العديد من أعضاء لجان التحكيم. عملنا بجد لاستعادة ثقة الجميع في المهرجان ونجحنا في إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف. ونسعى لإقامة دورة جيدة جداً هذا العام.»
وعند سؤاله حول الميزانية والظروف المالية والاقتصادية الخاصة بهذه الدورة، قال:
«الظروف المالية الصعبة تحدٍ يواجه جميع المهرجانات في العالم. عندما أسافر وأتحدث مع الزملاء ورؤساء المهرجانات في الخارج، أجد أنهم يواجهون نفس العقبات. مع ذلك، لدينا وضع استثنائي لأننا نعمل بنظام مزدوج يجمع بين القطاعين العام والخاص، حيث لدينا الرعاة والدعم الحكومي. نجحنا هذا العام في استعادة ثقة الرعاة، ومن الجهة الأخرى فإن الدولة تدعم مبادراتنا وتوفر لنا التسهيلات والإمكانيات اللازمة. يمكنني القول إن وضعنا المالي جيد جداً هذا العام، فالميزانية مستقرة وتتيح لنا العمل بفاعلية. لدينا عدد كبير من الرعاة وغالبية الشركات المتعاونة معنا هذا العام هي شركات مصرية، مما يعكس دعم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للصناعة المحلية. لدينا على سبيل المثال من الرعاة شركة «فريش»، وهي شركة مصرية بالكامل، بالإضافة إلى «سبيروس باتس» التي عادت بقوة، وكذلك بنك مصر، الذي أسس استوديو مصر، ويعد شريكاً مهماً لنا نظراً لدوره التاريخي في السينما المصرية. علاوة على ذلك، لدينا شراكات مع شركة مصر للطيران وهيئة تنشيط السياحة، كما يقام المهرجان في فندق سوفيتيل. بفضل هذه الشراكات المتميزة، استطعنا أن نضمن إطلاق الدورة الجديدة من المهرجان بشكل لائق. وتجدر الإشارة إلى أننا أصررنا على مقاطعة أي شركة أو جهة موجودة على قائمة المقاطعة لأننا مؤمنون بقضية الشعب الفلسطيني، وهو موقفنا الثابت الذي يتجاوز أي تحديات.»
أما عن دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، وكيف يظهر ذلك هذا العام من خلال فعاليات وبرامج المهرجان، فأجاب:
«هناك الكثير من الفعاليات لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام. إبادة الشعب الفلسطيني أمر غير مقبول ولا يمكن التسليم به تحت أي ظرف. وهو موقفنا نفسه من الاعتداء على الشعب اللبناني حيث تُحاول القوى الاستعمارية الهيمنة على الدول العربية وبالتأكيد كل التضامن مع الشعب اللبناني. قرار تأجيل الدورة الماضية من المهرجان كان دعماً للقضية الفلسطينية، وكذلك قرار استئناف المهرجان الذي قررنا أن نبرز من خلاله صوت القضية الفلسطينية. خلال زياراتي للمهرجانات الدولية على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة لاحظت أن العديد منها، مثل برلين وفينيسيا، يتناول القضايا السياسية، ويركز على الحرب في أوكرانيا التي يتضامنون معها. وأعتقد أنه يحق لنا في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن نتحدث عن قضايانا، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني. لم أكن لأقرر إقامة المهرجان هذا العام لولا أنني وجدت أنه من حقنا أن نطرح قضيتنا أيضاً من خلال منصتنا الوطنية، وأن نعلن من خلالها عن تضامننا وأن نجعلها فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتعبيراً عن تضامننا معهم.»
أما عن الاهتمام المتزايد بالتواجد المكثف للصحافة العربية والدولية فقد صرّح:
«هناك اهتمام كبير جداً من الصحفيين العرب والأجانب بالتواجد في مهرجان القاهرة. لدينا صحفيون من جميع أرجاء الوطن العربي، بالإضافة إلى عدد كبير من الصحفيين الأجانب. كما وسعنا نطاق الشراكة مع المجلات والمواقع المتخصصة المهمة مثل مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة، بالإضافة إلى فاريتي وسكرين ديلي وفيلم فيرديكت. هناك أيضاً منصات مهمة مثل «واتشات» و»شاهد» مهتمة جداً بالمهرجان في هذه الدورة. أنا سعيد بهذا التواجد وأتمنى أن يزداد اتساعاً.»
وختم بقوله:
«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يولد من جديد. وكأن التوقف الذي حدث في العام الماضي كان وقفة صحية تمكنا فيها من جمع أوراقنا واستعادة تماسكنا وإعادة حساباتنا. إنها بمثابة بداية جديدة رائعة، وأرى أن العودة قوية وأتمنى أن يستعيد المهرجان مكانته من خلالها.»


الكاتب : نورس البريجة : خالد الخضري

  

بتاريخ : 11/11/2024