جماهري: أدرك العالم أن الفقيد عبد الرحيم بوعبيد كان على حق وأن فكرة الاستفتاء لم تكن صائبة وغير واقعية
البعمري : الحضور القوي لخطاب الملك الذي يعكس رغبة الدولة في طي ملف الصحراء
العراقي: دعوة أصدقاء الصحراء لحسم الملف بعد المكتسبات التي حققتها الدبلوماسية المغربية
الغنبوري: البنيات التحتية في الأقاليم الجنوبية جعلت المغرب بوابة إفريقيا وشجعت على الاستثمار
في لقاء مباشر بين علي الغنبوري ونوفل البعمري ومصطفى العراقي، ومناضلي الاتحاد الاشتراكي وفعاليات حزبية وجمعوية وإعلامية بمقر الحزب، يوم الجمعة 8نونبر، قال عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي، الذي أدار اللقاء، وهو يفتتح ندوة « القضية الوطنية على ضوء التطورات الدولية والإقليمية والمحلية: «إننا نجتمع تحت مظلة كبيرة وشاسعة لكل من فقدناهم على درب التحرير والديمقراطية..نجتمع بالشباب والمؤسسين ..وهو أيضا لقاء تحت الثوابت الوطنية، يتزامن والذكرى ال49 للمسيرة الخضراء، وذكرى الشهيد المهدي بنبركة. كما نجتمع كذلك تحت مظلة الذين صبروا إقليميا ومحلياً ووطنيا من أجل ثوابت حزب القوات الشعبية .. فبعد أزيد من أربعين سنة أدرك العالم أن الفقيد عبد الرحيم بوعبيد كان على حق وأن فكرة الاستفتاء لم تكن صائبة وغير واقعية ..وأن قرار محكمة العدل قد يكون مجحفا في حقنا وبالتالي فالمعركة ستكون طويلة وبصراعات كبيرة . هذا ما تنبأ به عبد الرحيم بوعبيد في كلمته أمام اللجنة الإدارية»، يؤكد عضو المكتب السياسي عبد الحميد جماهري …
وكان عزيز بيض باسم اللجنة التحضيرية قد اعتبر اللقاء يوما حافلا بالوجوه الاتحادية وأن كلمة الاتحاد كان لها ولا يزال تأثيرها في قلوب الاتحاديات والاتحاديين وأن مواقف الاتحاد من قضية الصحراء المغربية ظلت ولا تزال ثابتة..
في المداخلة الأولى، تحدث نوفل البعمري، محامٍ، عضو سابق في شبيبة الاتحاد، ومحلل سياسي، حول شعار الخطاب الملكي «الانتقال من التدبير إلى التغيير». مؤكدا على شعارات حزب الاتحاد الاشتراكي من خلال قائد الحزب الراحل عبد الرحيم بوعبيد، الذي كانت أفكاره ولا تزال حاضرة ومؤثرة في مسار الحزب، خاصة في ربطه بين التحرير والديمقراطية.
وبعد مرور 50 سنة على قرار محكمة العدل الدولية، أشار نوفل البعمري إلى الحضور القوي لخطاب ملك البلاد الذي يعكس رغبة الدولة في طي ملف الصحراء. وعن تطورات الملف، ذكر المتدخل أهم مراحل تدبير القضية الوطنية والانتهاكات التي شهدتها الأقاليم الجنوبية، بالإضافة إلى حضور مرجعيات الأحزاب الوطنية وخطاب القمة الخليجية، والعودة إلى الاتحاد الإفريقي. وهو تحول كبير أدى إلى الانتقال بالقضية من مستوى رد الفعل إلى مستوى التدبير.
وفي ما يتعلق بمقترح الاستفتاء، تحدث نوفل عن مسلسل مبعوثي الأمم المتحدة وعن صعوبة تنفيذه، مشيرًا إلى أن اقتراح المغرب كان متنفسا للأمم المتحدة. ومنذ 2007، ظل هذا المقترح واقعًا بالنسبة لكثير من الدول، مما دفع الأغلبية منها للاعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصليات في المنطقة.
وأضاف المتحدث أن شعار «الانتقال من التدبير إلى التغيير» قد أنهى منظومة كاملة، وأن قضية الصحراء أصبحت بين طرفين تحل محلها منظومة جديدة تعتمد على الحل السياسي، مشيرًا إلى أن الصراع هو صراع إقليمي.
المداخلة الثانية لمصطفى العراقي : صحفي وكاتب صاحب مؤلف»الصدر الأعظم قطيعة أم استمرارية» ، حول «مكتسبات حققها المغرب في قضيته الوطنية «
دعا فيها أصدقاء الصحراء: الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا وإسبانيا إلى التدخل لحسم ملف الصحراء بعد المكتسبات التي حققتها الدبلوماسية المغربية، فمنذ 1975، يقول العراقي، صدر 77 قرارا أمميا، وهي قرارات لم تدع إلى الاستفتاء من أجل تقرير المصير، مذكرا بفكرة الفقيد عبد الرحيم حينما طالب برأي استشاري لدى منظمة العدل الدولية. وفي المؤتمر الاستثنائي للحزب الذي نظم تحت شعار: التحرير الديموقراطية والاشتراكية دعا إلى ربط التحرير بالديمقراطية.
وأشار العراقي إلى أن منذ تكريس مقترح الحكم الذاتي سنة2007 باعتباره ذا مصداقية حقق المغرب مكتسبات أهمها إجماع المنتظم الدولي بأنه لا حل خارج المقترح المغربي وهذا ما حول النزاع، يقول مصطفى العراقي، من مقترح الاستفتاء إلى نزاع إقليمي بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى نتائجه التي تجلت في عزلة الجزائر وقد ظهر ذلك مؤخرا في مجلس الأمن بعد أن تم رفض كل مقترحاتها وتعديلاتها التي طالبت بها .
وعن المرحلة المقبلة طرح المتدخل سؤالا حول الإمكانيات والسيناريوهات التي ستساعد على إنهاء ملف قضية الصحراء المغربية وتتمثل في :
-إمكانية اعتراف بريطانيا، العضو الدائم بالأمم المتحدة بعد رسالة مجموعة من البرلمانيين إلى حكومة بلدهم يدعونهم فيها إلى الاعتراف بمغربية الصحراء .
-إمكانية مجموعة أصدقاء الصحراء (أمريكا، فرنسا، روسيا ،إسبانيا ولبريطانيا )صياغة قرار للحسم في مقترح الحكم الذاتي .
– إمكانية سحب الملف من الأمم المتحدة .
– إمكانية طرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي بعد أن بدأ المغرب في مسطرة تعديل القانون الأساسي وحظي المقترح ب 3/4 أعضاء الاتحاد.
– مساندة موريتانيا وتخليها عن الحياد الإيجابي.
– إمكانية إعمال الحكم الذاتي .
المداخلة الثالثة كانت لعلي الغنبوري، كاتب عام سابق لشبيبة الاتحاد ومحلل اقتصادي، حول دور الاقتصاد في صناعة السياسة والعلاقات والمواقف الدولية .
من بين ما جاء في هذه المداخلة أن حسم قضية الصحراء كان له مداخل قانونية، دبلوماسية واقتصادية، وهذا المدخل الأخير مهم للغاية، ولتوضيح ذلك طرح الغنبوري سؤال: لماذا هذا الصراع المفتعل ؟ مؤكدا أن الافتعال هو امتداد للاستعمار بخلفية حضارية، افتعال لتعطيل المسار التنموي واسترجاع الخلفية التاريخية، وأن انطلاقة المغرب جاءت بعد النهب الذي تعرضت له إفريقيا وبعد التجارة في السلاح والمخدرات ومشكلة الإرهاب وبعد فشل الاستعمار، لأنه سعى إلى نهب خيرات إفريقيا لا غير، باعتبار أن الإشكال الاستراتيجي لأوربا اقتصادي. ..
بالمقابل جاءت انطلاقة المغرب على ضوء استراتيجية واضحة عنوانها، يقول علي الغنبوري، رابح /رابح، وقد تجلى ذلك في عدد الاتفاقيات التي بلغت 1000اتفاقية مع دول إفريقية خلال زيارة الملك ل 30دولة. وفي التطور الملحوظ على مستوى البنيات التحتية في الأقاليم الجنوبية مما جعل المغرب اليوم بوابة إفريقيا مما شجع على الاستثمار فضلا عن أنبوب الغاز نيجيريا /المغرب المار ب13دولة .
هذه المعطيات الاقتصادية كان لها وقع على ملف الصحراء، حيث عززت مكانته وفرضت على المجتمع الدولي مقترح الحكم الذاتي كحل وكاختيار واقعي يسمح بإنهاء ملف الصحراء المغربية الذي عمر كثيرا.
يبقى أن نشير إلى أن اللقاء تخللته فقرات من شريط توثيقي للقضية الوطنية وصور لقادة الاتحاد والمشاركة المذهلة للشعب المغربي في المسيرة الخضراء .