ظلي
ظلّي يسير ومن حين لآخر
يُحيّي ظلالاً من معارفه
ليس غاضباً لأنّي أسحَله على الأرض
فلو أنّه أصبح ذا أجنحة
وحلّقَ عالياً وجال في الأعالي
وصار له بيت على شاطئِ محيطٍ في كوكب
لاستضافني وقضيتُ عنده عُطلاً ممتعة
أُفكّر في هذا واضِعاً رأسي على وسادة قديمة
أكل عليه الدّهر كثيراً مِن البسكويت
آخذها إلى النّافذة وأنفضها
آليتُ على نفسي ألّا أمرّ أمام حانة
لا أريد لِظِلّي أن يتسلّل إلى مكان يَشرب فيه
وينغمس في الكحول
ويبقى مُجَرّد ظِلّ سُوقيّ
وأقضي أنا عُطلي مُجدّداً مياه الأكواريوم
رغم أنّ أسماكه أسلَمَت الرّوح منذ وقت طويل
أجلس مع صديق على حائط حديقة قصير
قبالتنا يمرّ عابرون وتجري سيّارات
يقول لي : ” لِحُسن الحظّ لم نُخلَق بُركانَيْن
وإلّا لكانت حممنا الآن قد انطلقتْ
وأصبنا عابرين لم يُؤذنا منهم أحد
أتملّى في ما قال
وأجده عينَ الصّواب
****
بلبلة في قدمي اليُمنى
أسمع نداء موجات بعيدات
الشّاطئ الذي تجوّلتُ فيه البارحة
قد يكون افتقدني
أو ربّما هو حنيني إلى الكورنيش
في هذه الليلة سيُقام به حفل
وتُوزّع الشّامبانيا
وترقص جميلات
من بنات آوى
لكنّي لا أتمشّى مُرتاحاً
فهنالك بلبلة في قدمي اليُمنى
الإبهام توبّخ الأصابع الأصغر منها
وهذا يستمرّ لدقائق عديدة
أفكّر في صديقة قديمة
هل ستحضر حفل الكورنيش
الموسيقى الشّعبيّة
تنفذ من أذني اليُمنى فحسب
اليسرى أرستقراطيّة وسأتبرّأ منها
سأغسل شعري بالشّامبو
وأترك الرّغوة تدخل إليها
وأتخيّل أنّني أضحك
أنا ماض إلى مقهى
لديّ فيه موعد
مع صديق مُفَكّر
سألتقيه بعد نصف ساعه
وأساعده في تنقيح الجزء الثّالث
من غَرابة أطواره
كوكب بعيد
الأفق يتبرّع بالدّم لكوكب على سرير
كنتُ أعرف اسم ذلك الكوكب
وهذا الفنجان الذي أرشف منه قهوتي
هل يتذكّر اسم صانعه
آخذ مطرقة حدّاد وأهوي بها
على تمثال صغير من جبس
لأتخلّص من ذكرى عضّة أليمة
فذات مساء أطبقت حبيبة عابرة أسنانها
على ذراعي اليسرى
لم يكن الفعل عدائيّاً فلِمَ لا أتذكّر اسمها ؟
لو أنّي كنتُ فوق ذلك الكوكب البعيد
الذي دخل فترة نقاهة
لكنتُ سبّاقاً إلى تسمية شوارعه
سأشاهد الآن فيلماً بطله مارلون براندو
وأترك أفكاري تختمر
قطرات القهوة التي دلقتها على صفحة كتاب
بسطتُ فوقها منشفة صفراء
ما اسمُ هذا النّهار
أسأل نفسي مُشاكِساً
أمضي إلى خزانتي
أجلب قرص الفيلم
وأشغّله
يلزم الصّمت الآن.