يواصل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب العمل على تشكيل إدارته التي من المقرر أن تحل مكان فريق الرئيس جو بايدن المنتهية ولايته ابتداء من 20 يناير المقبل.
وخلال الأيام الماضية، كشف ترامب في سلسلة من البيانات المتتالية عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا) عن عددا من اختياراته، التي شملت وزير الدفاع ووكالة المخابرات المركزية، بالإضافة إلى مستشاره للأمن القومي ومناصب أخرى.
وبرزت ملامح تشكيلة إدارة ترامب تباعا، حيث أعلن نحو 10 شخصيات ستتولى وزارات ووكالات هي الأهم في الولايات المتحدة.
ماركو روبيو: وزارة الخارجية
رجحت وسائل إعلام أمريكية أن ترامب سيختار السيناتور ماركو روبيو ليكون وزيرا للخارجية، وهو أول لاتيني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة.
يعرف روبيو المولود في فلوريدا بأكثر السياسيين تشددا تجاه القضايا الخارجية، إذ دعا في السنوات الماضية إلى سياسة خارجية قوية مع أعداء الولايات المتحدة، منها الصين وإيران وكوبا.
ويؤيد روبيو إسرائيل بشكل مطلق، ويرفض الحياد في الحرب الدائرة بفلسطين، وبعد الإعلان عن ترشيحه تداور ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا له عام 2023 يظهر فيه موقفه المؤيد للحرب على القطاع حتى القضاء على آخر عنصر من حماس، وفق وصفه.
كما يُعتبر من منتقدي الصين، إلى جانب دفاعه عن نهج متشدد في قضايا كنفوذ شركة “هواوي” للإلكترونيات، فضلًا عن معارضته الشخصية لتطبيع العلاقات مع كوبا.
ومن الجدير بالذكر أن ترامب وروبيو كانا على عداء شديد عام 2016، عندما تنافسا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وصف روبيو ترامب بأنه “محتال” و”الشخص الأكثر ابتذالا الذي طمح للرئاسة”.
بيت هيغسيث: المذيع “المقاتل”
كما رشح ترامب المذيع التلفزيوني الأمريكي والعسكري السابق بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، حسبما جاء في بيان أصدره فريقه الانتقالي.
وتخرج هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون، وعُرف كمحارب قديم، وخدم في الجيش الأمريكي كضابط في القوات البرية، وبدأ خدمته في عام 2003. وكانت خدمته في مناطق النزاع مثل غوانتانامو، والعراق، وأفغانستان. وكان جزءًا من الفرقة 82 المحمولة جواً في الجيش الأمريكي.
ومن خلال عمله الإعلامي وتواجده في الصحافة، كان يدعو هيغسيث إلى مزيد من الدعم المالي للقوات المسلحة الأمريكية، ويشدد على ضرورة تحديث الأسلحة والأنظمة العسكرية.
وقد حصل هيغسيث على عدة أوسمة وجوائز خلال خدمته العسكرية، بما في ذلك وسام الاستحقاق العسكري وجائزة الخدمة المتميزة.
فضلا عن ذلك، عمل بيت هيغسيث كمقدم برامج في فوكس نيوز بعد خدمته العسكرية، وبدأ هيغسيث مسيرته الإعلامية كمقدم برامج في قناة فوكس نيوز، حيث أصبح أحد أبرز المذيعين الذين يعبرون عن آراء سياسية محافظة، ليكون بذلك أحد أبرز الوجوه الإعلامية الموالية للحزب الجمهوري، حيث تمنحه تجربته العسكرية والإعلامية خلفية مميزة في ميدان السياسة الدفاعية.
البرامج التي قدمها: من بين أبرز برامجه التي قدمها على قناة فوكس نيوز هو برنامج “Fox & Friends Weekend”، حيث كان يشارك في مناقشات حول قضايا سياسية وأمنية داخلية ودولية.
وقال ترامب، في بيانه عن ترشيحه لهيغسيث: “يشرفني أن أعلن أنني أرشح بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع.. بيت شخص صارم وذكي ويؤمن بوضع أمريكا في المقام الأول. مع بيت، سيعرف أعداء أمريكا أن قواتنا ستكون عظيمة مرة أخرى”. هذه الكلمات تعكس صورة هيغسيث كرمز للقوة والتشدد في السياسة الدفاعية الأمريكية.
مايك هاكابي: السفير
محب “إسرائيل”
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنه سيعين حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا لدى إسرائيل، ووصفه بأنه “يحب إسرائيل كثيرا، والشعب الإسرائيلي يحبه أيضا”، مشيرا إلى أن هاكابي سيعمل بلا كلل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ويعرَف هاكابي، القسيس المسيحي-الذي ولد عام 1955- بأنه مؤيد قوي لإسرائيل. كما أنه يدعم الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وبعد ساعات من تعيينه سفيرا، قال هاكابي إن ضم الضفة الغربية “وارد”.
وفي حديث لقناة “سي إن إن” عام 2017، قال هاكابي: “هناك بعض الكلمات التي أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية”، مضيفا: “هناك يهودا والسامرا”، الاسم الذي يطلقه اليهود على الضفة الغربية المحتلة. وأشار: “لا شيء اسمه استيطان (غير قانوني)، هناك مجتمعات وأحياء ومدن”.
ورحب وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بالسفير الأمريكي الجديد لدى “إسرائيل” مايك هاكابي، الذي سيستلم مهامه مع تولي الرئيس دونالد ترامب لمهامه، قائلا: “سنعمل معه على تعزيز أمن وقوة إسرائيل، وتعزيز قبضتنا على جميع أراضيها”.
وقال سموتريتش، وهو زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف: “أهنئ مايك هاكابي، السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، بصفته عضوًا ثابتا ومخلصًا لدولة إسرائيل ومؤيدًا للمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة (المسمى الإسرائيلي الديني للضفة الغربية)، والذي ناضل من أجل دولتنا وحقنا في كل أرض إسرائيل لسنوات عديدة”.
ستيفن ويتكوف: مبعوث الشرق الأوسط
منصب مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط آل لقطب العقارات والمتبرع لحملته الانتخابية، ستيفن ويتكوف، والذي كان صديقا مقربا من ترامب، وشريكا دائما في رياضة الغولف، وكان يمارس معه الغولف في أثناء محاولة اغتياله الثانية، في أيلول الماضي، ويُنظر إليه باعتباره قناة التواصل مع مجتمع الأعمال اليهودي خلال الحملة الانتخابية الأخيرة لترامب
ويعد ويتكوف مؤيدا بشدة لإسرائيل، حيث عمل بقوة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على حشد مجتمع الأعمال اليهودي لصالح ترامب، خاصة بعدما أوقف الرئيس بايدن شحن أسلحة تزن 2000 رطل إلى إسرائيل.
وأكد في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، أنه ساهم مع مانحين يهود كبار لصالح الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، في أيار الماضي.
مايك والتز: مستشار الأمن القومي
المنصب الأكثر قوة في البيت الأبيض والذي يعين من الرئيس مباشرة ولا يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ، رشح له ترامب النائب الجمهوري مايك والتز.
وشعل والتز منصب عضو مجلس النواب منذ عام 2019. وهو عضو في لجان القوات المسلحة والشؤون الخارجية والاستخبارات في المجلس.
وقال ترامب عن والتز، إنه كان “خبيرا في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي”، “وبطلا لأجندة السياسة الخارجية الأمريكية أولاً، وسيكون بطلاً هائلاً في سعينا لتحقيق السلام من خلال القوة “.
ويعد والتز داعما بشكل كبير للعدوان على غزة، حيث قال والتز، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في سبتمبر الماضي إن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لن ينهي الصراع.
وأضاف: “إن إيران ستواصل تأجيج الاضطرابات لأنها تريد تدمير إسرائيل. إن تقديم التنازلات تلو التنازلات لإيران هو في الواقع ما يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع”.
وأعرب والتز أيضًا عن مخاوفه بشأن تقليص الولايات المتحدة لوجودها في العراق، ودعمه لاتخاذ “إسرائيل” إجراءات ضد كل من “حماس” وجماعة حزب الله في لبنان.
ويعد التز من أكثر المناصرين لحكومة نتنياهو. ويرى أن على الإدارة الأمريكية أن تدعم دائما نتنياهو؛ لأنه يعرف جيدا خصوم “إسرائيل” وكيفية التعامل معهم!”. ويرى بضرورة ترك “إسرائيل” تقضي تماما على حركة حماس.
جون راتكليف: جاسوس
لـ “CIA”
أعلنت ترامب أنه يعتزم تعيين جون راتكليف كمدير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي رأس مدير الاستخبارات الوطنية “DNI” عام 2020.
وتعهّد راتكليف حينها، بمراقبة قضايا أخرى عن كثب، مثل الجيش الإيراني، وبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، والتدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية.
في أواخر مايو 2020 حصل “راتكليف” على لقب أفضل جاسوس بالبلاد.
إيلون ماسك
وفيفيك راماسوامي
استحدث ترامب وزارة جديدة تعنى بـ”الكفاءة الحكومية” من أجل خفض الهدر، ورشح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي لتولي مهامها.
وقال الرئيس الأمريكي معلقا على هذا الترشيح: “أتطلع إلى أن يقوم إيلون وفيفيك بإجراء تغييرات على البيروقراطية الفيدرالية، مع رؤية للكفاءة، وفي الوقت نفسه، تحسين حياة جميع الأمريكيين”.
وماسك هو مالك منصة “إكس” (تويتر سابقا) وأحد أبرز الداعمين لترامب خلال حملته الانتخابية. أما راماسوامي فهو رجل أعمال أمريكي بارز يتحدر من أصول هندية وديانته هي الهندوسية، ويعرف بلقب “ترامب الصغير”.
كريستي نوم: وزارة الأمن الداخلي
أعلن الرئيس المنتخب عن اختياره كريستي نوم لتولي مهام وزارة الأمن الداخلي، وهو منصب يرتبط بشكل مباشر بسياسات الهجرة التي كانت محورا رئيسيا في حملة ترامب الانتخابية وأحد أبرز الملفات التي عمل الأخير على توجيه الانتقادات من خلالها إلى إدارة الرئيس جو بايدن.
ونوم هي عضو سابق في مجلس النواب والحاكمة الحالية لولاية داكوتا الجنوبية منذ عام 2019، وهي أول امرأة تصل إلى هذا المنصب.
وقال ترامب، في بيان: “كانت كريستي قوية جدا في ما يتعلق بأمن الحدود. كانت أول حاكمة ترسل جنود الحرس الوطني لمساعدة تكساس في مواجهة أزمة الحدود التي تسبب بها بايدن، وقد تم إرسالهم ثماني مرات بالإجمال”.
توم هومان: ملف
أمن الحدود
وقع اختيار ترامب على توم هومان لقيادة الوكالة المكلفة بالإشراف على حدود الولايات المتحدة (آي سي إي) في الإدارة المقبلة.
يعرف هومان بـ”قيصر الحدود” بسبب تشدده، وكان قد ترأس الوكالة المكلفة بالإشراف على حدود الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب السابقة (2017- 2021)، التي فُصل خلالها قرابة الأربعة آلاف طفل مهاجر عن ذويهم ووضعوا قيد الاحتجاز.
وقال ترامب، في بيان: “يسعدني أن أعلن انضمام المدير السابق لوكالة آي سي إي والنصير القوي في مراقبة الحدود توم هومان إلى إدارة ترامب وسيكون مسؤولا عن أمن حدودنا (قيصر الحدود)”.
سوزي وايلز: كبيرة موظفي البيت الأبيض
اختار ترامب سوزي وايلز التي قادت حملته الانتخابية لتولي منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المركز.
وفي مارس 2021، تم اختيار وايلز كرئيسة تنفيذية للجنة العمل السياسي لإنقاذ أمريكا التابعة لترامب، ولكن ضمن حملة ترامب الأولى للرئاسة عام 2016 أدارت وايلز حملة ترامب في فلوريدا.
وبعد إعلان ترامب نيته خوض انتخابات الرئاسة، فقد عملت وايلز رئيسة مشاركة للحملة الرئاسية الناجحة لدونالد ترامب في عام 2024، وفي الأشهر الأخيرة من الحملة الرئاسية لعام 2024، كرر ترامب أن وايلز وكريس لاسيفيتا هما الشخصان اللذان يديران الحملة بعد خلاف مع مستشار ترامب كوري ليواندوفسكي.
وفي خطاب الفوز ظهرت وايلز إلى جوار ترامب مع مجموعة كبيرة من أعضاء حملة ترامب والموظفين المحتملين في إدارته الجديدة، وقال عنها: “لقد ساعدتني سوزي وايلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأمريكي”.
إليز ستيفانيك: سفيرة
لدى الأمم المتحدة
أعلن ترامب عزمه على ترشيح النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وتعتبر ستيفانيك التي فازت بمقعد في مجلس النواب عام 2014، واحدة من أكثر حلفاء ترامب شراسة منذ سنوات عديدة.
كما أنها تعتبر مؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي بقوة، حيث إنها أجرت زيارة إلى “تل أبيب” في شهر ماي الماضي، وهاجمت الحزب الديمقراطي بشدة بسبب ما قالت إنه “دعم غير كاف لحرب إسرائيل” على قطاع غزة.