يعرف الخط 600 لشركة “ألزا” لتدبير النقل بالمدينة، الرابط بين إقليم مديونة والدار البيضاء، منذ مدة، دون باقي خطوط الشركة، العديد من الخروقات التي أصبحت تشكل خطرا على الركاب والسائقين على حد سواء. لقد بات وصول حافلات هذا الخط إلى وجهتها، خصوصا وقت الذروة، دون أن تتعرض لاعتداءات من قبيل تحطيم وتهشيم النوافذ والأبواب، أو أن يتعرض الركاب إلى سرقات أو للتعنيف، يشكل انتصارا واستثناء يستحق الاحتفال والتنويه.إذ يتعرض الكثير من الركاب إلى مضايقات من قبل بعض الشباب المتهورين، ممن يستقلون هذا الخط دون أن يؤدوا ثمن التذاكر وبشكل يومي، وعند محطات معينة، بالأخص عند المحطة الموجودة بشارع “طاح” والأخرى الموجودة بمشروع الرشاد على طريق مديونة. هؤلاء الشباب الذين تلتقطهم كاميرات الحافلات لا يتوانون عن إزعاج الركاب والسائقين، وذلك من خلال تخريب الممتلكات المادية والعينية الخاصة بالحافلات والركاب، الذين يجدون أنفسهم، في محاولات ثنيهم عن أعمال التخريب هذه، مضطرين إلى الاشتباك معهم، وفي أحسن الأحوال، تبادل السب والقذف.
وفي بحر الأسبوع المنصرم، ازداد هذا الوضع خطرا وتأزما، إذ تعرضت أربع حافلات لهذا الخط على التوالي عند محطة “الرشاد” إلى تحطيم متعدد للنوافذ وإلى تخريب متعمد، والأخطر من هذا كله، صعود أفراد ملثمين إلى هذه الحافلات التي كانت متوقفة بسبب أفعال التخريب هذه، والذين عملوا على سلب الركاب هواتفهم وبعض ممتلكاتهم، مستفيدين من الظلام المخيم على المكان في تنفيذ اعتدائهم هذا، ثم انصرفوا تاركين الركاب، وبالخصوص النساء منهم، في حالة خوف وهلع لا مثيل لها.
هذا السيناريو المتكرر بشكل يومي أصبح يؤرق مستعملي هذا الخط، الذين لا يجدون بُدا من استعماله حتى يصلوا إلى وجهاتهم بثمن معقول ومقبول، غير أن واقع الحال أصبح يفرض عليهم البحث عن وسائل نقل أخرى أكثر أمانا، بعيدا عن رحلات الذهاب والإياب نحو الجحيم هذه، حفاظا على سلامتهم.
إذا كان هذا الخط قد ساهم بشكل كبير في تنمية وفك العزلة عن الإقليم، فإن عنصر الأمن والأمان الغائبين عليه يضعفان من مردوديته ويكرسان العزلة والغربة على مستوى هذا الإقليم.
الخط 600 لشركة (ألزا) فوضى، سرقات وأشياء أخرى
الكاتب : كمال وبران
بتاريخ : 20/11/2024