ساكنة فجيج تواصل احتجاجها ضد خوصصة الماء وللدفاع عن الواحة
منذ أكثر من سنة ونصف
يتواصل حراك فجيج للدفاع عن الحق في الماء ومواجهة كل أشكال السعي لخوصصته من خلال القيام بمجموعة من الأشكال الترافعية والاحتجاجية منذ أكثر من سنة ونصف، رفضا للمساس بمياه الواحة، وضدا عما تعتبره الساكنة توجها لطمس الموروث الإنساني والطبيعي لها، ودفاعا عن الشرعية والديمقراطية.
وأعلن الائتلاف الوطني لحراك فجيج علاقة بهذا الموضوع، عن بعض الخطوات التي تم القيام بها في هذا الإطار، كما هو الحال بالنسبة للقافلة التضامنية التي جرى تنظيمها ما بين 14 و 17 نونبر، والتي رفعت شعار «الصمود، الوحدة والتضامن، من أجل الحقوق والكرامة «، والتي تم من خلالها المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي خوضها الجمعة 15 نونبر، والتي تعتبر شكلا نضاليا أسبوعيا مثل المسيرات والاعتصامات وغيرها، التي دأبت الساكنة على تنظيمها منذ انطلاق الحراك في نونبر 2023، حيث تم ترديد الشعارات وألقيت الكلمات التي تؤكد تشبث الساكنة بمطالبها، التي تشدد على كونها عادلة ومشروعة.
وأوضح الائتلاف، الذي يضم مكوّنات سياسية، نقابية، حقوقية، نسائية، شبابية وجمعوية، بأنه نظّم لقاء بين النساء المشاركات في القافلة التضامنية ونساء حراك فجيج، والذي كان فضاء خاصا للوقوف على أدوارهن في الحياة الواحية، ومعاناتهن اليومية جراء ،ما وصفه بـ «سياسة التهميش»، ولتقاسم خبرتهن في «مقاومة الظلم الاقتصادي والقهر الاجتماعي»، بالإضافة إلى القيام بزيارات لكافة قصور الواحة، رفقة خبراء وفاعلين محليين للاطلاع على طريقة تدبير الماء في الواحة والتراث المحلي الغني في هذا المجال، والذي سبق وأن تسلم جائزة منظمة التغذية العالمية «الفاو» التابعة للأمم المتحدة.
خطوات ترافعية، شملت كذلك تنظيم ندوة عمومية تحت عنوان «الماء، بين السياسات العمومية ومطالب الساكنة» والتي عرفت حضورا مكثفا ونقاشا مستفيضا، خصوصا بين صفوف النساء والشباب، حيث أوضح الائتلاف بأنها خرجت بمجموعة من التوصيات، أكدت على دعم ومساندة الائتلاف لساكنة فجيج في نضالها المتواصل من أجل حماية منابعها، ووقف تفويت تدبير الماء الصالح للشرب للشركة الجهوية متعددة الخدمات، وكذا خدمات توزيع الكهرباء والتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة والإنارة العمومية، كخطوة نحو خوصصتها بما سيترتب عنها من كوارث اجتماعية وإنسانية، مشددا على أن عدم المساس بالتدبير الجماعي التضامني للماء من قبل ساكنة فجيج، والمرتبط بخصوصية الواحة وبطرق استخدام الماء الصالح للشرب وسقي الزراعة المعاشية وباقي الاستعمالات الأخرى.
واعتبر الائتلاف في توصياته بأن تفويت ماء فجيج للخواص، هو ضرب للديمقراطية التشاركية المحلية، وتعسف على إرادة الساكنة وانتهاك لحقوقها في ملكيته، وتجاهل لتاريخها الغني في تدبيره، وإنكار لجهودها في تشييد قنوات توزيعه وتصريفه بفضل سواعدها، منبها إلى خطورة الأبعاد الأخرى لخوصصة الماء بواحة فجيج، منها بالأساس تفكيك التماسك الاجتماعي، وتجريف الثقافة والهوية التي استمرت طيلة قرون في تناغم تام مع الطبيعة والبيئة، داعيا في هذا الإطار السلطات للاستجابة الفورية لمطالب الحراك، والعمل على الحفاظ على الموروث الطبيعي الغني والتاريخي للواحة وإنقاذه عوض تفويته للقطاع الخاص الذي لا يهمه سوى مراكمة الأرباح.