بعد أربعين سنة من الاختفاء النادي السينمائي يعود إلى رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك سيدي عثمان

 

افتتح النادي السينمائي محمد الركاب أبوابه يوم الأربعاء 20 نونبر 2024 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سيدي عثمان، بعد أن ظلت موصدة لمدة أربعين سنة تقريبا.
وبهذه المناسبة ألقت رئيسة النادي هبة الله حارتي كلمة أمام الحاضرين، نوهت فيها بالمبادرة التي اتخذتها إدارة الكلية في إعادة فتح النادي، والتي ستعطي حسب الرئيسة، نفسا جديدا للطلبة العاشقين للفن السابع، وسيمكن من خلق حراك فني وثقافي داخل الكلية.
وقد تميز اللقاء بحضور المخرج يونس الركاب الذي أعرب عن شكره وامتنانه للدعوة من أجل المساهمة في افتتاح أشغال الدورة الأولى للنادي السينمائي، مستحضرا روح والده المرحوم محمد الركاب، واحد من المخرجين الكبار الذين طبعوا ذاكرة أجيال السبعينات والثمانينات بأعمال سينمائية متفردة، وفي مقدمتها الشريط المغربي الطويل “حلاق درب الفقراء”.
وفي شهادة مؤثرة أمام الحضور الذي ملأ جنبات قاعة عبد الله العروي، قال المخرج الشاب: “لم يكن محمد الركاب يعمل من أجل الحصول على سيارة فارهة أو امتلاك فيلا على البحر، بل كان مهووسا على الدوام بالإبداع والعمل الفني خدمة للسينما وللوطن الذي كان يسكن وجدانه”، مشيرا إلى أن والده سبق وأن أخرج شريطا سنة 1963 بألمانيا، ليعود بعد ذلك إلى المغرب، مقتنعا بأن بلده هو الأجدر بأن يستفيد من كفاءته وإنتاجاته، خاصة وأن السينما المغربية آنذاك مازالت في بدايتها، وكانت خزانتها في حاجة إلى من يغنيها بالأعمال الفنية سواء تعلق الأمر بأشرطة طويلة أو قصيرة أو بالأفلام الوثائقية.
وكشف المخرج الشاب عن شعوره بالفخر بسبب عودة النادي السينمائي الذي يحمل اسم والده إلى الساحة الفنية، مذكرا بفترة الثمانينات حين اشتغل محمد الركاب، كأستاذ لمادة السمعي البصري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسيدي عثمان، إلى جانب الناقد المرحوم مصطفى مسناوي وآخرين.
وقد شهدت قاعة عبد الله العروي عرض ثلاثة أفلام قصيرة لمخرجين شباب وهي “غربان” للمخرج الغزواني معدان، “الفزاعة” من إخراج أنس الزماطي و”مداد أخير” كذلك للمخرج يزيد القاديري، تابعها عدد كبير من طلبة كلية الآداب بحب وشغف كبيرين.
وقد عرف يوم الافتتاح حضور الناقد والكاتب المغربي عبد العالي معزوز الذي أدلى بتصريح إعلامي، اعتبر فيه عودة النادي السينمائي إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية حدثا سارا بالنسبة لكل المهتمين بهذا الشأن، إذ سيساهم في نشر ثقافة السينما داخل الحرم الجامعي، مذكرا بأن كلية بنمسيك سيدي عثمان كانت لها الريادية في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات دولية مثل مهرجان المسرح الجامعي ومهرجان فن الفيديو، وقبلهما النادي السينمائي محمد الركاب الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1984، حيث كان يشكل في زمنه فضاء للنقاش وتبادلا للآراء وكذلك متنفسا للاستمتاع بجماليات الفن السابع لطلبة الجامعة.

ويبقى النادي السينمائي محمد الركاب مشروعا فنيا يستحق كل التشجيع من قبل المسؤولين داخل وخارج أسوار جامعة الحسن الثاني، من خلال الدعم المادي واللوجيستيكي، حتى يضمن استمراريته، وتتحقق غايته في نشر الثقافة السينمائية.


الكاتب : عبد الرحيم الراوي

  

بتاريخ : 27/11/2024