لقي اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، الذي دخل حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء، ترحيبًا دوليًا واسعًا من قبل الدول الكبرى والمنظمات الإقليمية والدولية، التي أكدت دعمها لهذه الخطوة التي تُعتبر ضرورية لوقف دوامة العنف وتحقيق بعض الاستقرار على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاتفاق، معتبرين إياه خطوة مهمة لحماية إسرائيل من تهديدات حزب الله المدعوم من إيران. ففي بيان مشترك، أكد الرئيسان أن هذا الاتفاق يساهم في خلق الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم بين لبنان وإسرائيل، موضحين أن هذه التهدئة ستمنح سكان البلدين فرصة للعودة إلى منازلهم بأمان.
ووصف بايدن التوصل إلى الاتفاق بـ»النبأ السار»، وأعرب عن شكره لفرنسا على مشاركتها في الجهود المبذولة، كما أنه شدد على أن سكان غزة «يستحقون وضع حد للنزاع».
من جانبة، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن وقف إطلاق النار هو «خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان». مضيفا أن هذا التفاهم هو بداية لمرحلة جديدة في البلاد، مع التأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز دور الجيش في الجنوب اللبناني.
أما إيران، فقد أكدت دعمها الكامل للحكومة والشعب اللبناني، مشيرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يعد خطوة إيجابية في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
بدورها، رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك رحبت بالاتفاق، معتبرة أنه «شعاع من الأمل» لمنطقة الشرق الأوسط، فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن أمله في أن يُسهم الاتفاق في إيجاد حل سياسي دائم في لبنان.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن الاتفاق «نبأ مشجع للغاية»، مشيرة إلى أن هذا الاتفاق سيعزز الأمن الداخلي في لبنان ويقلل من نفوذ حزب الله.
في السياق نفسه، أفادت حركة «حماس»، في بيان لها، أنها ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان ودولة الاحتلال. مضيفة أن قبول العدو بالاتفاق مع لبنان دون تحقيق شروطه التي وضعها، هو محطة مهمّة في تحطيم أوهام نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوّة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها، بحسب البيان.
وأعربت الحركة عن التزامها «بالتعاون مع أيّ جهود لوقف إطلاق النار في غزة، وبوقف العدوان على شعبنا، ضمن محددات وقف العدوان على غزة التي توافقنا عليها وطنياً؛ وهي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقة وكاملة».
وتنص بنود الاتفاق على وقف الأعمال القتالية في الساعة الرابعة من فجر الأربعاء، من طرف كل الجماعات المسلحة في لبنان (حزب الله وحلفاؤه) ستوقف عملياتها ضد إسرائيل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يوما، يكون بوسع المدنيين من الجانبين العودة خلالها إلى ديارهم. كما تضمن الاتفاق نصوصا تحفظ حق لبنان وإسرائيل في الدفاع عن النفس. هذا فضلا عن تضمن الاتفاق لتفكيك المنشآت العسكرية لحزب الله، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الحزب سيفككها بنفسه، أو ما إذا كان المقاتلون سيأخذون أسلحتهم معهم أثناء انسحابهم. كما أن الجيش اللبناني سينشر قوات إلى الجنوب من الليطاني ليصبح عدد الجنود هناك نحو خمسة آلاف، بما يشمل 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل.
ونص الاتفاق، أيضلا، على توسيع آلية المراقبة الثلاثية القائمة (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)؛ الجيش اللبناني؛ الجيش الإسرائيلي)، لتشمل الولايات المتحدة وفرنسا، على أن ترأس واشنطن المجموعة.
ومن المتوقع أن تُبلغ إسرائيل عن أي انتهاكات محتملة لآلية المراقبة، وستحدد فرنسا والولايات المتحدة معا ما إذا كان قد حدث انتهاك. كما أصر مسؤولون إسرائيليون على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل ضرب حزب الله إذا رصد أي تهديدات لأمنه، بما في ذلك نقل أسلحة وعتاد عسكري إلى الجماعة. وأضافوا أن إسرائيل ستستخدم طائرات مسيرة لمراقبة التحركات على الأرض في لبنان. بينما أكد مسؤولون لبنانيون أن هذا البند غير موجود في الاتفاق الذي وافقت عليه بيروت، وإن لبنان سيعارض أي انتهاك لسيادته.
ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان و«حماس» ترحب بالتعاون مع أيّ جهود لاتفاق مماثل في غزة
بتاريخ : 28/11/2024