عداء جزائري في كل الاتجاهات

الطيب الشكري 

لا أحد منا ينكر أننا اليوم في مواجهة مفتوحة ومباشرة مع جارة تناصبنا – وللأسف الشديد – العداء لما يفوق نصف قرن من الزمن ، ومازالت لا تترك أية مناسبة أو محفل دولي، أو إفريقي لإعلان عدائها الخفي والعلني لكل ما هو مغربي حتى وإن كان نزالا رياضيا من قبيل مباراة في كرة القدم أو حدثا فنيا أو ثقافيا، كما أن الجميع يعلم بما فيه دول العالم أن المغرب ظل وعلى مدى هذه السنوات مهادنا ضابطا للنفس، لم يقابل الإساءة بالإساءة، بل الأكثر من هذا وذاك جاءت الدعوة من عاهل البلاد وفي أكثر من مناسبة لمد يد الأخوة وحسن الجوار، لكن كل هذه الإشارات الأخوية الصادقة تجاهلتها القيادة الجزائرية العسكرية التي تمادت في حملاتها العدائية المستعرة وجندت كل قنواتها الديبلوماسية والإعلامية للتشويش على المغرب عبر تحريك واستعمال دمى البوليساريو في كل محفل دولي، والتي كان آخرها محاولة إدخال عنصر من المرتزقة إلى اجتماع دولي بدولة اليابان، والتي كانت فضيحة كبيرة تابع فصولها العالم بأسره.
الجزائر التي لم تتخلص من عقدة المغرب، وبعد أن حصدت الفشل في توظيف آلياتها الديبلوماسية وفي تقديم الدعم المالي السخي والعسكري المتواصل، وفي كل مخططاتها الدنيئة، لجأت إلى شحن وتأليب الرأي العام الجزائري وتصوير المغرب وكأنه العدو الأول والأخير للجزائر، وهو ما نجحت فيه، إلى حد ما، بعد انخراط جزء كبير من الجزائريين في مسلسل استهداف المغرب وكل ما له علاقة بالمملكة المغربية، حيث أصبحت معه مواقع التواصل الاجتماعي تعج بآلاف الصفحات التي تنشط بشكل يومي وبأسلوب سوقي تحريضي متجرد من كل سلوك أو فعل أخلاقي لنشر المغالطات والافتراءات والأخبار الزائفة ونشر صور وفيديوهات لوقائع وأحداث سابقة في مناطق عدة من العالم ونسبها إلى المغرب، في محاولة يائسة لتشويه صورته وقد بدا هذا الأمر واضحا وجليا خلال الأحداث التي عرفتها مدينة الفنيدق بالشمال، حيث كثفت هذه الصفحات المشبوهة من نشاطها بشكل ملفت للنظر، ودخل معها الإعلام الجزائري الرسمي والموالي للسلطة على خط هذه الأحداث، والذي ترك كل المشاكل التي يتخبط فيها الشعب الجزائري المحروم من أبسط الحقوق، وكذا كل الممارسات القمعية التي يمارسها النظام العسكري على كل من سولت له نفسه الاحتجاج على سياسة التجويع والتفقير التي تنهجها الدولة الجزائرية على أبناء شعبها والتي فضحتها الطوابير الطويلة من أجل الحصول على علبة حليب أو قنينة غاز في بلد منتج ومصدر للغاز.
غباء النظام الجزائري ليس له حدود جعله يصدق أن هذا الأسلوب الاستفزازي سيعطي أكله ويحقق النتائج والأهداف التي لم تتحقق له على مدى نصف قرن، متناسيا أن أبناء المملكة المغربية لهم بالمرصاد أين ما حل وارتحل ببغاوات الجزائر، الذين وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع مغاربة منصات التواصل الاجتماعي الذين وقفوا ضدهم وواجهوا إدعاءات وافتراءات وكذب النظام الجزائري بالحجة والدليل، بالقول والفعل، وبأسلوب راقي يبين المعدن الأصيل للمغاربة وشراستهم في الدفاع عن وطنهم وملكهم ووحدة تراب بلدهم.
لقد اتضح من خلال هذه الهجمة البئيسة التي يرعاها نظام «الكابرنات» إفلاس نظام سياسي لا يزال يعيش عقدة الماضي، وكشف في الاتجاه نفسه أنه ماض في مخطط استهدافه لكل ما هو مغربي باستمراره في نهجه العدواني، وفي تقديم كل الدعم العسكري والمالي لجماعة البوليساريو الإرهابية وتسهيل الطريق أمامها لشن هجمات على أراضي مغربية انطلاقا من الأراضي الجزائرية في تطور خطير ينذر بالأسوأ خاصة في ظل تمادي الجزائر في عدوانها وعدائها لكل ما هو مغربي.

الكاتب : الطيب الشكري  - بتاريخ : 30/11/2024