أكد المخرج الأسترالي جاستن كورزل أن مهرجان مراكش يكتسي أهمية كبرى، لأنه يمنح للمخرجين الشباب الذين أنجزوا أفلامهم الأولى أو الثانية ثقة أكبر في قدرتهم على عرض أفلامهم في العالم. وأضاف أن المهرجان يمنح هؤلاء السينمائيين الجدد ذلك الشعور بالانتماء إلى سينما العالم، ويجعلهم يباشرون ارتباطهم بها بشكل أكبر، وهذا أمر مهم جدا.
وتابع أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد بمثابة «مدافع حقيقي» عن السينما التي تعد اليوم في حاجة إلى جميع أصدقائها والمدافعين عنها. كما أنه يكتسي أهمية كبرى ليس فقط لأهمية المنطقة والأصوات التي تقصدها، وإنما أيضا لأنها إحدى المواقع النادرة التي ما زالت تحتفي فعلا بالسينما.
وجوابا عن سؤال حول النصائح التي يمكن أن يقدمها للمخرجين الشباب المبتدئين في مجال الصناعة السينمائية، قال إنه يتعين على المرء، ببساطة، أن ينصت لصوته الخاص وأن يكون فريدا وأصيلا قدر الإمكان، وأن يكون واعيا بالرسالة التي يريد إيصالها من خلال عمله. وعلى المرء أن يدرك أيضا أن السينما عمل جماعي، لذلك عليه أن يحيط نفسه بأشخاص موهوبين منفتحين على أفكار الآخرين، على اعتبار أن كل عضو في الفريق يمكن أن يمنح أفقا قيما للعمل.
وحول فيلم افتتاح المهرجان»الأمر» الذي كان من إخراجه، أجاب أن الفيلم يتحدث عن مواضيع السلطة والفساد والتطرف. ففي هذا العمل، تواجه الشخصيات خيارات صعبة غالبا ما تمليها المصالح الشخصية أو السياسية. كما يطرح تساؤلات حول العلاقة بين الفرد والمؤسسات وديناميات السلطة وعواقب هذه القضايا على المستويين الشخصي والعالمي من خلال حبكة الفيلم المعقدة، التي تستكشف مهمة سرية في سياق سياسي.
وأكد جاستن كورزيل أن فيلم «الأمر» يدعو إلى التفكير في أهمية النزاهة والحقيقة في عالم سياسي معقد تخترقه إيديولوجيات ومصالح غامضة، من خلال عرض وجهات نظر شخصيات تواجه خيارات صعبة ومعضلات أخلاقية.