أصدرت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، كتاب ” المسرح والجامعة ” تحت إشراف فريق آداب وفنون تحت إشراف الدكتور أحمد توبة والدكتورة أمل بنويس.
قدم لهذا الإصدار، الدكتور عبد الحميد ابن الفاروق عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ، فكتب يقول ويليام شكسبير: “العالم كله مسرح وما الرجال والنساء، كلهم، إلا ممثلون يلعبون طيلة حياتهم أدوارا متعددة “، كثيرة هي الأقوال والعبر التي تدل بمعنى أو آخر على هذه الرؤية للحياة ؛ وما المسرح كفن إلا محاولات لمحاكاة مسرح العالم، مسرح الحياة، كما يتجسد في تجاربها المتنوعة ! محاولات، مهما كانت عبقريتها وقوة تعبيرها، فهي لا تستطيع تجاوز إبداعية الحياة وغرابة أحداثها، وفجائية تطوراتها. ويفهم من قولة شكسبير هاته أنها تدلنا على أن أوراق اللعبة مكشوفة، وأن الأمر بيد قادر أو قادرين يقدرون كما يشاؤون، أو ربما أن العالم لا معنى له، ولا يجب أخذه على محمل الجد، بل على محمل اللعب، إذ لا يعدو أن يكون مجموعة من الألعاب ننعم بها ونستمتع، ويمكن أيضا، على خلاف ذلك، أن نرى القدرة على لعب أدوار متعددة متنوعة هي القدرة على التكيف والتغير والمرونة في مسرح الحياة بالتعامل والتفاعل مع الآخرين ومع فرادة الظروف بما يمكن أن يجعل الإنسان أقرب إلى السعادة من التعاسة و إلى الطمأنينة من الاضطراب، ومن الأمان إلى الخطر…
في خضم التحولات السريعة لعالم اليوم، التي تتضاعف فيها المهام والغايات المنوطة بالجامعات والمؤسسات العلمية، ولاسيما في ما يخص الرهان على مواكبة سوق الشغل والاستجابة لحاجات المجتمع وتنمية الحقل والاقتصاد الثقافيين، أضحى من الضروري ومن الواجب توظيف جميع الوسائل التي تمكن من جهة، من تأهيل الطالبات والطلبة على التوفق في متابعة دراستهم، ثم الاندماج في المجتمع، وفي سوق الشغل، ومن جهة ثانية، من توفير المختصين والكفاءات وذوي الخبرة في كل المجالات لتحقيق تنمية حقيقية وفعلية للفرد والمجتمع.
وفي هذا السياق الدولي والمحلي، وانخراطا في هذا التصور العام للنهوض بفن المسرح ، ووعيا منا بأهمية أبعاده التكوينية والبحثية والثقافية، جاء حرصنا على أن تضطلع مؤسستنا بما يمكن أن تضطلع به، وهو توفير ما يمكن توفيره من الشروط والوسائل، ولو في حدها الأدنى، وتشجيع الزميلات والزملاء الأصدقاء وتسهيل مأموريتهم قصد الإسهام في تحقيق الغايات من الأبعاد المسرحية المذكورة.
وضمن هذا التصور، وهذا الاهتمام المتواصل بالشأن المسرحي، إذا صح التعبير، تم تنظيم ندوة “المسرح والجامعة “، التي تهدف رصد هذه العلاقة الإشكالية بين المسرح والجامعة، وذلك من خلال استدعائها لمجموعة من الطروحات والرؤى العلمية والعملية حول التكوينات المسرحية الجامعية والتدريبات المختصة والهاوية، وعلى مدى يومين من الأشغال، ناقش باحثون وأكاديميون العلاقة بين المسرح والجامعة وأسئلة التكوين والتدريب والبحث العلمي، من خلال استعراض تجارب عملية لتدريس المسرح في أسلاك التعليم العالي المختلفة، وكذا تقييم وتتبع نماذج من الأوراش الجامعية والأندية الفنية وكذا إبراز الأهمية الكبيرة للمسرح ودوره في تحقيق توازن مثالي بين التعليم الأكاديمي والتطبيق الفني
فالمسرح في الجامعة ليس مجرد فضاء للعروض والأداء، بل هو أساسا محور تعليمي يعزز الخيال والابتكار، وفرصة للطلاب لاكتشاف قدراتهم الإبداعية والفنية.
وبعد المسرح الجامعي، ومواصلة لهذا المشروع الأساسي بالنسبة لنا، تعتزم كليتنا بتعاون مع مختبر التكامل المعرفي في العلوم الإنسانية والاجتماعية وماستر دراسات مسرحية والهيئة العربية للمسرح، تنظيم ندوة حول المسرح المدرسي في غضون شهر أبريل، نأمل نشر أعمالها أيضا في أسرع وقت ممكن بعد إخضاعها للتقييم اللازم”.
كتاب «المسرح والجامعة »: انخراط واع من كلية الآداب بالمحمدية في ورش الصناعات الثقافية
بتاريخ : 09/12/2024