مونديال العرب

الحبيب الأسود(*)

 

 

كأس العالم 2030 ستنتظم بالمملكة المغربية ومعها إسبانيا والبرتغال فيما ستقام أول ثلاث مباريات في كلٍّ من الأوروغواي والأرجنتين وباراغواي للاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة. ما يهمنا هو احتضان المغرب لهذا الحدث التاريخي الكبير، وثقة «الفيفا» ومن ورائها المجتمع الرياضي الدولي بقدرة المغاربة على تنظيم دورة استثنائية في إطار من البهجة الإنسانية والاكتشاف الرائع للإطار التاريخي والثقافي والحضاري والاجتماعي والطبيعي المدهش سواء في الدار البيضاء أو في طنجة أو أغادير أو مراكش أوفاس التي ستحتضن المباريات أو في المدن الأخرى التي تلامس برأسها المتوسط وتبسط ذراعيها على الأطلسي .
في المغرب حيثما مددت النظر فهناك سحر وجمال ورقي وجاذبية، لذلك فالرهان كبير على أن يكون مونديال 2030 فرصة لإعادة اكتشاف ذلك البلد الذي تجتمع فيه الثقافات والحضارات، وتتحد فيه الأعراق والأديان لتشكّل فسيفساء حضارية قلّ أن تكون في ناحية أخرى من نواحي الكرة الأرضية.
بعد أربع سنوات، في 2034 يحل رحال المونديال في المملكة العربية السعودية. بلد عربي آخر يحتضن أكبر تظاهرة رياضية في العالم . الأمر يبدو مثيرا ومدهشا، لاسيما أن مونديال 2022 كان قد انتظم في بلد عربي آخر وهو قطر، وحقق نجاحا كبيرا، وأكد أن دولا عربية عدة أصبحت قادرة على أن تكون قلب العالم من حيث قدرتها على احتضان أكبر التظاهرات والمهرجانات والمعارض و القمم .
المملكة تستعد لاستقبال المونديال بـ15 ملعبا متطورا، منها 11 ملعبا جديدا. الرياض وحدها ستحتضن 8 ملاعب، إلى جانب ملاعب في جدة وأبها والقدية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر وستاد أرامكو على ساحل الخليج العربي بالإضافة إلى إستاد نيوم الذي يشكل اقتحاما مدهشا لمعمار المستقبل وبنيته الفنية والتقنية وخصوصياته الجمالية المبهرة التي تقدم صورة رائعة عما باتت عليه السعودية ليس فقط من حيث التطور والتقدم على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات، ولكن كذلك من حيث هذا الإقبال التلقائي واللافت على احتضان العالم بروح محبة ومتسامحة ومرحبة بالجميع من دون عقد ولا حواجز .
قبل سنوات، لم يكن بإمكان أيّ كان، أن يتكهن بأن ثلاث دول عربية يمكن أن تفوز بتنظيم كأس العالم خلال فترة لا تتجاوز 15 عاما. قطر 2022، المغرب 2030، السعودية 2034. لكن الآن الأمر يبدو طبيعيا، إذا قرأناه بعين من يتابع ما يجري في المملكتين المغربية والسعودية مثلا من إنجازات حضارية عالية المستوى، ومن قدرة على التفاعل الإيجابي مع العالم والمحيط الإنساني ومع المستقبل بكل تحدياته ورهاناته. وفوق ذلك فالعالم نفسه يلتفت بقوة إلى منطقتنا ويرغب في اكتشافها والاقتراب من أسرارها الروحية والثقافية العميقة والخالدة. وهي جديرة بذلك حتما، ولديها ما تقدم به لحظات تاريخية فارقة لمختلف شعوب الأرض وسكان الكوكب.
(*)كاتب تونسي

الكاتب : الحبيب الأسود(*) - بتاريخ : 18/12/2024