شهدت مباراة فريق شباب أطلس خنيفرة والكوكب المراكشي، التي جرت يوم الأحد 22 دجنبر الجاري، ضمن منافسات الجولة العاشرة من القسم الاحترافي الثاني لكرة القدم، أحداث شغب عنيفة أربكت الأجواء الرياضية داخل الملعب البلدي بخنيفرة، وتضاربت بشأنها الآراء والتعاليق، سيما تجاه التدابير الأمنية، التي كان يُنتظر منها تكثيف عناصرها خلال مباراة تجمع بين فريقين وجمهورين بينهما توترات سابقة.
كما أن الجهات المعنية بالأمن على علم بما اتخذته من قرار أصدرت قبل ذلك، يمنع الجمهور الزائر من التنقل إلى المدينة، فيما سجلت سلوكات غير مطمئنة منذ الصباح بالنسبة للجمهور الزائر من خلال ما قام به مع ساكنة وتجار المدينة من استفزازات وتحرشات، لا تليق بالسمعة الطيبة التي يتحلى بها الفريق المراكشي، ولا تتماشى وتعاليق همها تأجيج الشرارة بين الجماهير الخنيفرية والمراكشية بأساليب غير محمودة.
لقد بدأت التوترات حين اقتحمت مجموعة من الجماهير أرضية الملعب، ما أدى إلى مواجهات مباشرة بين أنصار الفريقين الزياني والمراكشي، ثم تحولت الاشتباكات إلى أعمال عنف وتراشق بالحجارة، مما تسبب في حالة من الفوضى والذعر داخل المدرجات وعلى أرضية الميدان. وأدت هذه الأحداث إلى تأخير انطلاق الشوط الثاني بعد توقف المباراة لفترة طويلة، إلى حين استعادة الأمن السيطرة على الوضع بشكل حذر.
وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابات متفاوتة الخطورة بين مشجعي الفريقين، أكدت مصادر متطابقة ما يفيد بنقل خمسة مصابين إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج، فيما أوقفت السلطات الأمنية أربعة أفراد بتهم تتعلق بأعمال الشغب، كما لحقت أضرار مادية بعدد من السيارات كانت مركونة قرب الملعب، بالإضافة إلى تخريب أجزاء من منشآته ومقاعده، قبل تنظيفه من الحجارة المتهاطلة من طرف الجمهور.
وفي سياق متصل، أعربت بعض الأطراف عن استيائها من تغطيات إعلامية وصفتها بالمنحازة، معتبرة أنها ألقت باللوم على جماهير خنيفرة دون استعراض دور الجماهير الزائرة في إشعال الفوضى، وأكدت مصادر محلية أن الجماهير المراكشية خرقت تعليمات أمنية سابقة بمنع التنقل إلى خنيفرة، مشيرة إلى سلوكيات استفزازية تضمنت تخريب الممتلكات والاعتداء اللفظي والجسدي.
الحادثة سلطت الضوء مجدداً على إشكالية تأمين الملاعب وتنظيم الجماهير في الكرة المغربية، حيث دعت أصوات رياضية واجتماعية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية واعتماد خطط استباقية لتفادي تكرار مثل هذه المشاهد المؤسفة التي تسيء للرياضة الوطنية، فيما لم يفت عدد من المعلقين إلى إلقاء السخط على شركة متعاقدة مع نادي شباب أطلس خنيفرة، باعتبارها تتحمل مسؤولية إغداق الجمهور الزائر بالتذاكر، في وقت تقلص من ذلك بالنسبة للجمهور المحلي.
ولم يستبعد المتتبعون أن تُصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بياناً رسمياً لتوضيح موقفها من الأحداث، والإعلان عن التدابير والعقوبات التي سيتم اتخاذها لضمان محاسبة المتسببين في هذه الأعمال غير الرياضية، سواء كانوا أفراداً أو جهات مسؤولة عن التنظيم.