تكريم مستشار جلالة الملك أندري أزولاي وتوقيع بروتوكول اتفاق  لإحداث جامعة علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة

احتضنت قاعة سينما إسبانيول بتطوان  مساء يوم  الجمعة 20 دجنبر الجاري فعاليات  الدورة الأولى من ملتقى «روح الأندلس»، الذي تنظمه جماعة تطوان، وجماعة الصويرة، وجامعة عبد المالك السعدي، وجمعية الصويرة موكادور، والمركز المغربي للدراسات والابحاث في الثقافة والقانون العبري (بيت الذاكرة)، وجمعية تمغربيت، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل قطاع الثقافة، وعمالة تطوان،.
ويهدف هذا الملتقى إلى إبراز الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع بين مدينتي تطوان والصويرة، وتسليط الضوء على الدور الريادي الذي لعبته المدينتان في حفظ التراث المادي واللامادي، حيث تُعد كل منهما نموذجًا فريدًا لتلاقح الثقافات والعيش المشترك بين مختلف الأطياف الحضارية. تطوان بتراثها الأندلسي الأصيل والصويرة بانفتاحها الثقافي المتعدد الأبعاد، تجمعان بين إرث تاريخي غني وروح معاصرة تعزز القيم الإنسانية المشتركة.
و شهد  الملتقى تكريما خاصا للسيد أندري أزولاي ، تقديرًا لدوره البارز في دعمه المتواصل للمبادرات الثقافية التي تبرز الهوية المغربية المتنوعة، وفي تعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك.
هذا و أشاد  أندري أزولاي في كلمة بالمناسبة    بالنتائج التي يحققها المغرب على جميع الأصعدة بفضل أبنائه وميزة تمغربيت التي تسري في عروقهم حبا لهذا الوطن ولم يخف إعجابه بمدينة تطوان ولم يتردد في الإعلان عن انتمائه إليها وإعجابه بالأصدقاء الذين ينتمون إليها وبساكنتها كما أبدى المحتفى به  انبهاره بالموروث الثقافي والفني لمدينة تطوان وبتراثها الغني والمتنوع.
وأشار  أزولاي»، إلى أن «الصويرة وتطوان، المتجذرتين في عمقهما وثراء تاريخهما واختيارهما المشترك لمركزية الدور المحوري للثقافة والفنون وجعلهما في صلب الأولويات، والوفيتين لتقاليدهما العريقة في الانفتاح على العالم، لهما كل الحق في توحيد مؤهلاتهما وطموحاتهما للعمل أكثر وأفضل معا اليوم وغدا».
وأضاف المستشار الملكي» أن حضور حوالي 1500  شخص في هذه القاعة أمر مثير للإعجاب ويجسد انخراط عدد غفير من الناس في الآفاق التي تبرز على طول الطريق التي اختارت الصويرة وتطوان أن تقطعاه معا.
من جانبه قال  رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري «أنه لشرف لهذه المدينة ولساكنتها أَنْ نكرم في هذه الأمسية السيد.أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس  .و السيد أزولاي  قامة علْمية  ووطنية، ومدافعا  أمينا وصادقا عن المقدسات العليا لوطننا، و الداعية بقوة لنشر قيم المحبة و السلام بين الشعوب والناشر لقيم التسامح و الحوار و العيش المشترك، والساكنة في وجدانه روح تمغربيت.»
و أضاف مصطفى البكوري  ،»  إنه لِمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نعلن، في هذه المناسبة المميزة، عن إحداث جامعة علوم الثقافة والتراث (تطوان-الصويرة)، من خلال تثمين المحطة الطرقية القديمة وتحويلها إلى منارة علمية وثقافية مشعة. هذا المشروع يعكس التزامنا الراسخ بتعزيز قيم التسامح، الحوار، الانفتاح، والعيش المشترك، وجعل مدينة تطوان نموذجًا حضاريًا في هذا المجال».
من جهته، اعتبر رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن هذا الحدث يجسد قيم التنوع الثقافي والحضاري والتي تشكل جزءا من الهوية المغربية المتعددة، مذكرا بأن تطوان، بإرثها الأندلسي الأصيل، والصويرة، بروحها الثقافية الفريدة، نموذجان بارزان للتعايش والاندماج بين الثقافات والحضارات، وتعزيز قيم السلام والتسامح والعيش المشترك بين مختلف الديانات.».
و تضمن  الملتقى مجموعة من الفقرات المتنوعة، أبرزها توقيع بروتوكول اتفاق يهدف إلى إعادة تثمين المحطة الطرقية القديمة (الأزهر) بمدينة تطوان عبر إحداث جامعة علوم الثقافة والتراث تطوان-الصويرة. وتُعد هذه المبادرة الأكاديمية الثقافية الأولى من نوعها في إفريقيا، حيث تسعى إلى تعزيز البحث الأكاديمي في مجال التراث الثقافي، وربط جسور التعاون الثقافي بين المغرب ودول العالم.
ويأتي هذا المشروع ليؤكد التزامه مع ساكنة تطوان بالحفاظ على الموروث الثقافي للمدينة وصيانته، والذي يسعى إلى تحقيق توازن بين صيانة هذا الإرث وتنميته لمواصلة التوهج والاشعاع والتلاقح مع الحضارات والابداعات الإنسانية، مما يضمن استدامته كجزء من ذاكرة مدينة تطوان وروحها الحية.
و تأتي هذه المبادرة حسب المنظمين   لتعكس رؤية متكاملة تهدف إلى تحويل المشروع إلى نموذج يحتذى به في دعم الثقافة والتراث، مع تقديم قيمة مضافة حقيقية للتنمية الثقافية محلياً ودولياً.
وتخلل برنامج  الملتقى سهرة فنية أندلسية أقيمت  بمسرح إسبانيول بمشاركة جوق تطوان للموسيقى الأندلسية بقيادة الفنان فهد بنكيران، والفنان بلال الهواج، وبمشاركة الفنانة بهاء الروندة، والفنان نور الدين الطاهري.


الكاتب : مكتب تطوان :  عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 26/12/2024