هذه المرة، “لم يخطئ الموت طريقه ” إلى شاعر “تكتبه المحن”، فتخطَّفَ من بين شغافنا ، أمس الأربعاء 25 دجنبر الجاري، الشاعر المكتظ بالضحكات، المرتوي بنجيع القصيد، الشاعر محمد عنيبة الحمري، مقتفيا شعاعا من نور الأبدية، حيث الخلود لا يكون إلا للنبلاء، وهو منهم.
مرة أخرى يهزمنا الموت، فلا “مرثية للمصلوبين” تطفئ حرائق الغياب والفقد، فقط “رعشات المكان” وهو ينتحب، معلنا “انكسار الأوان” ، أوان الصوت والصدى، وهل ينكسر أوان شاعر ظل مقيما في أفق قصيدته، منتصرا للجميل والنبيل، مشرعا حروفه على أسرار الدهشة، في تجربة شعرية مميزة في مشهدنا الثقافي والشعري المغربي.
حرص الراحل محمد عنيبة الحمري، منذ ديوانه الأول على التجدد والولادة مع كل قصيدة، ما جعله عابرا للأجيال، عصِيّا على التصنيفات، مواكبا تحولات وإبدالات الكتابة الشعرية الحداثية.
تعازينا ، في جريدة “الاتحاد الاشتراكي” التي ظل وفيا منذ بداياته للنشر بها، تعازينا الحارة لزوجته ولأبنائه غسان وسميح وحنان، ولكل أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة وللمغرب الثقافي الذي فقد فيه لبنة وركيزة من رموزه التأسيسية.
رحيل شاعر “تكتبه المحن”
بتاريخ : 26/12/2024