في خطوة تعكس طموحاتها في التوسع القاري، أعلنت المجموعة البنكية “أكسيس”، أكبر البنوك النيجيرية من حيث الأصول، عن خطط لإطلاق عملياتها في المغرب كجزء من استراتيجيتها للتوسع في القارة الإفريقية. تأتي هذه الخطوة بعد أن نجح البنك في جمع 228 مليون دولار عبر إصدار حقوق بقيمة 17.8 مليار سهم، مما يعزز مركزه المالي ويدعم طموحاته التوسعية.
وفقا لتقرير بلومبرغ، ارتفع رأس المال الإجمالي للبنك إلى 600 مليار نايرا (ما يعادل 387.4 مليون دولار)، وهو ما يتجاوز بنسبة 20% الحد الأدنى المطلوب للبنوك الدولية العاملة في نيجيريا. وقد حصل البنك على موافقات تنظيمية من البنك المركزي النيجيري ولجنة الأوراق المالية والبورصات لهذه الخطوة، مما يشير إلى التزامه بمعايير الشفافية والامتثال التنظيمي.
يمثل التوسع في المغرب جزءا من استراتيجية بنك “أكسيس” الأوسع لمضاعفة أصوله الدولية بحلول عام 2027. ويرى البنك في المغرب سوقا استراتيجيا بفضل قطاعه البنكي المنظم ودوره كجسر بين إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا. يهدف البنك إلى استخدام المغرب كمنصة لتعزيز التبادلات الاقتصادية بين الجنوب والجنوب، مستفيدا من موقعه الجغرافي المميز.
ولا يقتصر توسع بنك “أكسيس” على المغرب، بل يندرج ضمن خطة أوسع لجمع 1.5 مليار دولار لدعم توسعاته في أسواق جديدة، بما في ذلك مصر والولايات المتحدة. وقد أثبت البنك جديته في هذا المجال من خلال عمليات استحواذ سابقة، مثل شراء عمليات بنك “ستاندارد تشارترد” في أنغولا وسيراليون. كما ينتظر البنك موافقة البنك المركزي الكيني على استحواذه المخطط على حصة بنك كينيا التجاري في البنك الوطني الكيني، وهي صفقة يتوقع إتمامها بحلول مارس 2025.
ويشهد بنك “أكسيس” حضورا قويا في إفريقيا وخارجها، حيث يعمل في 24 سوقا عبر ثلاث قارات، مع أكثر من 700 فرع ونقطة خدمة، ويخدم حوالي 60 مليون زبون. وقد حققت أسهم البنك أداء قويا في سوق لاغوس، حيث ارتفعت بنسبة 6.7% هذا العام، بعد أن تضاعفت قيمتها أكثر من مرتين في عام 2023.
ويعكس التوسع الدولي للبنك التزامه بلعب دور محوري في تعزيز التكامل الاقتصادي للقارة الإفريقية. فالمغرب، بفضل دوره كمنصة عبور نحو الأسواق الأوروبية وشمال إفريقيا، يشكل بوابة مثالية للوصول إلى فرص جديدة. كما أن هذه الخطوة تتماشى مع الأهداف الأوسع لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf)، التي تهدف إلى إنشاء سوق موحدة للسلع والخدمات في القارة.
وبحسب البنك الدولي، من المتوقع أن تعزز منطقة التجارة الحرة الإفريقية التجارة البينية بنسبة 52.3% بحلول عام 2025، مما يسهم في تقليص معدلات الفقر وتعزيز التكامل الاقتصادي. ويلعب القطاع البنكي دورا رئيسيا في تحقيق هذه الأهداف، حيث تعتبر الخدمات المصرفية عبر الحدود محركا رئيسيا للتحول الاقتصادي والمالي في القارة.
وقد يحمل دخول بنك “أكسيس” إلى السوق المغربية تأثيرات واسعة النطاق على المشهد المصرفي المحلي. فتعزيز المنافسة البنكية يؤدي عادة إلى الابتكار وخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين، وفقا لتحليلات البنك الدولي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الخطوة أن تقوي الروابط الاقتصادية بين غرب إفريقيا وشمالها، مما يسهل المعاملات عبر الحدود ويعزز التجارة البينية الإفريقية.