عمر عنان: الإعلام القوي هو حجر الزاوية في بناء مجتمع ديمقراطي ومتعدد الثقافات
قدم النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية، عمر عنان، مداخلة شاملة تناولت قضايا أساسية متعلقة بقطاع الإعلام والصحافة المغربية.
أكد عنان في مستهل مداخلته أن الإعلام القوي والفعّال هو ركيزة أساسية لبناء مجتمع ديمقراطي، مشددًا على ضرورة إصلاح شامل للقطاع يعزز دوره في تحقيق التنمية الوطنية، وحماية التعددية الثقافية، وترسيخ قيم الديمقراطية.
غياب الشفافية في دعم الصحافة
في ما يتعلق بالدعم العمومي المقدم للصحافة المغربية، أشار عنان إلى غياب معايير واضحة وشفافة لتوزيع الدعم، مما يؤدي إلى تهميش الإعلام الجهوي والمحلي. وأوضح أن هذا الإعلام، رغم دوره الحيوي في تغطية قضايا التنمية المحلية، يعاني من ضعف الإمكانيات وانعدام الدعم، داعيًا إلى تخصيص نسبة محددة من الدعم للإعلام الجهوي.
كما شدد على أهمية الاستثمار في التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن الدعم الحالي يركز على النماذج التقليدية كالصحافة الورقية، بدلًا من تعزيز المنصات الرقمية التي تمثل المستقبل الإعلامي.
تحديات الإعلام السمعي البصري العمومي
فيما يتعلق بقطب الإعلام السمعي البصري العمومي، أشار النائب إلى ضعف جودة المحتوى وبرامج الإنتاج الخارجي التي لا تعكس دائمًا الهوية الوطنية. وطالب بإعادة هيكلة القطب الإعلامي العمومي لتعزيز الاستثمار في الرقمنة، وتحسين جودة البرامج بما يعكس التنوع الثقافي واللغوي للمغرب.
مقترحات لإصلاح شامل
قدم عمر عنان مجموعة من المقترحات العملية، أبرزها:
إنشاء هيئة وطنية مستقلة لتنظيم توزيع الدعم ومراقبة استخدامه.
تخصيص جزء من الدعم لتحسين أوضاع الصحافيين وتطوير برامج تكوينهم.
دعم الإنتاج الوطني وتعزيز الشفافية في اختيار شركات الإنتاج الخارجي.
إطلاق صندوق خاص لدعم التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية.
أكد النائب عمر عنان أن إصلاح قطاع الإعلام يتطلب رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار تطلعات المواطنين والتحديات المستقبلية، مشيرًا إلى استعداد الفريق الاشتراكي للتعاون من أجل تحقيق هذا الهدف الوطني. واختتم مداخلته بالتشديد على ضرورة جعل الإعلام قوة دافعة للتنمية والديمقراطية، تعكس قيم المجتمع المغربي وتطلعاته.
