لم تتمكن أحزاب التحالف الرباعي المدبرة لشؤون العاصمة الاقتصادية من إسقاط رئيس مقاطعة عين السبع في دورة يناير التي عقدت يوم أول أمس.
الأحزاب الأربعة المكونة من التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الدستوري، كانت قد تقدمت بملتمس استقالة الرئيس المنتمي لحزب الحركة الشعبية من منصبه، على اعتبار أنها متوفرة على النصاب القانوني لتنفيذ هذا الإجراء، وهو الملتمس الذي تقدمت به إلى عامل المنطقة الذي راسل بدوره الرئيس كي يدرج هذه النقطة في جدول أعمال الدورة إلا أن الرئيس رفض إدراجها تحت مبرر أنه توصل بها خارج الآجال القانونية لوضع نقط جدول الأعمال، ما دفع العامل إلى رفع دعوى بالمحكمة الإدارية تقول بامتناع الرئيس عن القيام بمهامه، وهي التهمة التي أثبتتها المحكمة، واضطرت الرئيس لأن يدرج النقطة المتعلقة بملتمس الاستقالة في جدول الأعمال. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع بأن الأمور قد حسمت لفائدة الموقعين على طلب الاستقالة، سيتفاجأون خلال الدورة التي أجريت وسط أبواب مغلقة، بأن التحالف لا يتوفر على النصاب القانوني وبأن العدد الذي كان يصرح به وهو 21 عضوا منتمون للأحزاب المذكورة، غير متوفر، إذ لما التفتوا إلى بعضهم البعض لم يجدوا إلا 16 عضوا هم مع استقالة الرئيس، الذي يصطف حوله سبعة أعضاء من داخل ذات التحالف، مع هذا المشهد المحرج لأحزاب التحالف الذين لم يستطيعوا ضبط أعضائهم وجعلهم يلتحقون بهم، مروا إلى أمور غريبة بدل مناقشة نقطة استقالة الرئيس، إذ خرجوا من القاعة واستقدموا مجسم نعش وأخذوا يرددون الأدعية التي ترفع في المآتم أثناء دفن الأموات، من قبيل « مولانا نسعاوا رضاك وعلى بابك واقفين « ، « اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين « ، مشهد وصف بالصبياني ولم يقبله أي متتبع، فهؤلاء تنتظر منهم الساكنة التي توقفت أغراضها بسبب هذه الخلافات، الإسراع في حل المشكل والوقوف على مصالحهم، لكنهم اختاروا سلك مثل هذه السلوكيات وتضييع الوقت، حتى تمر ثلاث ساعات، أي الوقت القانوني للدورة، لتؤجل النقطة إلى دورة أخرى ستعقد يوم الثلاثاء القادم.
الأخبار القادمة من عين السبع تقول بأن عضوين من الاتحاد الدستوري وعضوين من الاستقلال وعضوا من البام، ما زالوا مصطفين إلى جانب الرئيس ولم تقنعهم كل التدخلات التي قامت بها أحزابهم فيما جردت عضوة من حزب الرئيس من العضوية وستعوض بمن يليها في اللائحة، بعدما وقفت إلى جانب المعارضين له، وهكذا ستستمر هذه المعركة التي عرت عن واقع عدم الانسجام بين مكونات التحالف الذي فشل سابقا في الفوز بتدبير هذه المقاطعة بسبب الخلافات التي كان يعيش في كنفها، وهو يفشل ثانية في استرداد المنصب بسبب ذات الخلافات، لتبقى مصالح المواطنين معطلة !
التحالف المدبر لشؤون الدارالبيضاء يفشل في إقالة رئيس مقاطعة عين السبع
الكاتب : العربي رياض
بتاريخ : 17/01/2025