يصدر قريبا عن دار خطوط وظلال بالأردن كتاب «التخييل التاريخي في الرواية العربية المعاصرة (تفكيك النسق وتمثيل الأسئلة المضمرة)» للناقد المغربي سعيد الفلاق في طبعة مزيدة ومنقحة..
يثير الكتاب النقاش حول رواية التخييل التاريخي، وهو المصطلح الذي أطلقه الفلاق على الكتابات التخييلية التي تعيد تأليف التاريخ وتحبيكه سرديا، إذ إن التخييل هنا بصفته استراتيجية كتابية لا يتجه إلى الواقع بالدرجة الأولى، وإنما إلى الماضي لاستعادة قصة معينة وإعادة تقديمها. لسنا أمام رواية تاريخية بمفهوم جُرجي زيدان الذي يرى أن الرواية خدمٌ للتاريخ، وحيلة من الحيل لتبليغه إلى الناشئة، لكننا أمام رواية التخييل التاريخي التي تفسح المجال للخيال أكثر من أن تنظر إلى الوقائع أو الحقائق، لأن مهمة التأريخ توكل إلى المؤرخ لا إلى الروائي، ومتى ما حاول الروائي التأريخ تجاوز فن الرواية.
أفرد المؤلف فصول الكتاب للاشتغال على ثلاث تجارب روائية مهمة في المنطقة العربية، نقصد بذلك تجربة كل من بنسالم حميش، وواسيني الأعرج، وعبد الإله بن عرفة. وهي تجارب غنية راكمت عددا من النصوص التي تستعيد التاريخ وتحاوره وتؤوّله وفق رؤيتها الخاصة باستحضار قضايا تتعلق بالهوية والذاكرة والسلطة والتمثيل.