حلت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، في المرتبة الثالثة ضمن مؤشر الأمان على مستوى إفريقيا لعام 2025، وفقا للتصنيف الذي أصدره موقع “نومبيو” العالمي، المتخصص في تقييم مستويات المعيشة في مختلف مدن العالم. ورغم ما يخطر على بال الكثير من كون المدينة لا ترقى إلى مستوى المدن التي يشعر فيها زائرها بالأمان بسبب حالات النشل والسرقة وغيرها من الظواهر السلبية خصوصا بمناطق بعينها فإن هذه الرتبة المتقدمة بين المدن الإفريقية تعتبر شهادة على جهود المدينة في تعزيز الأمن والاستقرار، مما يعكس أهميتها كوجهة متميزة للعيش والعمل والاستثمار.
ريادة مغاربية وتمركز عالمي تربعت من خلالهما الدار البيضاء على قمة التصنيف المغاربي لعام 2025، متفوقة بذلك على كافة مدن المنطقة. وقد جاءت المدينة في المرتبة 213 عالميا برصيد 44.4 نقطة، ما يبرز تطورها الأمني مقارنة بالعديد من المدن الإفريقية والعالمية الأخرى. وتمكنت العاصمة الاقتصادية من التفوق على مدن بارزة مثل نيروبي في كينيا وجوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، اللتين تعرفان بمعدلات الجريمة المرتفعة.
وعلى صعيد القارة الإفريقية، احتلت القاهرة والإسكندرية المصريتين المركزين الأول والثاني، مما جعل الدار البيضاء الممثل الأبرز لمنطقة المغرب الكبير في هذا المؤشر. هذا الإنجاز الذي قد يبدو للبعض غير ذي أهمية بسبب المشاكل التي تتخبط فيها المدينة البيضاء إلا أنه يبرز، رغم ذلك، مكانة المغرب كواحد من أكثر بلدان إفريقيا تطورا من حيث الأمن واستقرار الحياة اليومية.
ويستند تصنيف “نومبيو” لعام 2025 إلى مجموعة من المعايير الرئيسية، من أبرزها:
معدلات الجريمة: مدى انتشار الجرائم بأنواعها وتأثيرها على حياة السكان.
كفاءة أجهزة الأمن: قدرة الأجهزة الأمنية على التدخل السريع وحماية المواطنين.
شعور السكان بالأمان: مدى شعور سكان المدينة بالطمأنينة أثناء مزاولة حياتهم اليومية.
هذا ويعتبر الأمان عاملا أساسيا لجودة الحياة حيث يشكل الأمن والاستقرار أحد العوامل الأساسية لجودة الحياة في أي مدينة، حسب ذات المؤشر، الذي بالإضافة إلى تقييم مستوى الأمان في المدن العالمية، يهتم أيضا بتقييم مستوى المعيشة والرعاية الصحية وجودة الحياة ومستويات الجريمة والتلوث.
في حالة الدار البيضاء، لا يمكن إنكار أن هناك مساع لتعزيز شعور الأمان خصوصا والمدينة مقبلة على احتضان، بمعية مدن مغربية أخرى، تظاهرات كروية قارية وعالمية، ولكن هذا لا ينفي ما تواجهه المدينة من تحديات أقلها الكثافة السكانية والنقل الحضري، اللذان يتطلبان حلولا مبتكرة لتعزيز السلامة العامة واستدامة تطور المدينة.
غير أن الحفاظ على هذا المستوى من الأمان وتطويره ليكون أفضل يستدعي الدور الهام الذي يجب أن يلعبه المواطنون ودرجة وعيهم بأهمية تعزيز الأمن بمدينتهم، عبر الإبلاغ عن السلوكيات المشبوهة والمساهمة في الحفاظ على النظام العام.
وفي الآونة الأخيرة تميزت الدار البيضاء بتحسن ملحوظ في معايير الأمان ، خاصة في ظل الجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية الأمنية وتطوير التعاون بين المواطنين وأجهزة الأمن، كما أنها وباعتبارها قلب الاقتصاد المغربي ومنصة استثمارية عالمية، تتميز باحتضانها العديد من الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، إضافة إلى كونها بوابة المغرب نحو العالم. وقد انعكست حالة الاستقرار الأمني على جاذبية المدينة للشركات والمستثمرين، حيث ارتفعت معدلات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال السنوات الأخيرة.
كما أن موقع الدار البيضاء الاستراتيجي على المحيط الأطلسي وقربها من الأسواق الأوروبية يجعل منها وجهة مفضلة ليس فقط للأنشطة التجارية، بل أيضا قبلة للسياح من جميع أقطار العالم..
وتصدرت مدينة أبوظبي الإماراتية قائمة المدن الأكثر أمانا على مستوى العالم لعام 2025، للعام التاسع على التوالي منذ 2017، حسب ذات الموقع ، وجاءت أبوظبي في المرتبة الأولى متفوقة بأعلى نقطة في مؤشر الأمان بـ 88.4 وأقل قيمة على مستوى مؤشر الجريمة بـ 11.6 تليها مدينة الدوحة القطرية بـ 84.1 و15.9 على التوالي، وبالقارة الأوروبية تصدرت مدينة دين هاغ الترتيب كأكثر المدن أمانا بأوروبا وجاءت بعدها مدينة ميونيخ الألمانية وتروندهايم النرويجية فيما احتلت مدن كندية كثيرة رأس القائمة بالقارة الأمريكية مثل كيبيك وأوتاوا.