يقتضي الأمرُ
أن أفكر في النهرِ،
أن أنحدر مع الماءِ صوب المجهول،
وألتقي بكائنات القصص الخرافية،
وبأنصاف الآلهة التي وردت في الأساطير،
بقبائل الإغريق القديمة التي ظلت تغذي أوردة الزمن،
بالتاريخ، مثل دم، يتدفق من أول غير معروف
إلى آخِر غير معلوم.
يقتضي الأمر
أن أكونَ في هذه اللحظةِ عملاقا.
أن أتوهم ذلكَ على الأقل.
سأنظر إلى الحياة من الأعلى،
من شرفة شاهقة حيث يتضاءل المعنى،
سأستند إلى الجدار وأتأملُ، من وضعية المتفوقِ، ما يحدثُ ثم أفكرُ.
الحياة مطاردة الكائناتِ
لبعضها،
الحياة أنبوبٌ بلا مصفاةٍ في البدايةِ،
وفي النهايةِ،
الحياةُ جوابٌ لسؤال الموتِ.
يقتضي الأمرُ،
كل صباح،
في المرآة،
أن يخرج، مثل كائن خرافي، شخص من الجدار
تتبعهُ بقايا أحلامٍ،
وكلام عالقٌ،
وأشياء لم تتضح بعدُ، سيحولها، كما يقول،
إلى ذكريات.
يصعدُ الكائنُ،
يصعد من ظلالي الملقاة في كل مكانٍ
ومن أجزائي التي لا أراها
تتساقطُ
هناكَ على سرير النوم،
وفي الطريق بحثاً عن أسباب الحياة،
وفي الخيالِ على ورقة أو في كلماتٍ،
هناكَ في التآكل، كما أتصور، مثل هيكل سيارة قديمةٍ
أو جثةٍ لم يدفنها الألم.
يقتضي الأمر،
كلّ صباحٍ،
أن يتأمل الكائن الذي يخرجُ من الجدار
صورتهُ الحيةَ بينما أدفع الأيامَ
في عربة الموتى
على نعشٍ مزخرفٍ
إلى المكان الذي تنبتُ فيه ورود وأعشابٌ،
أدفعها إلى جنتها والمباهجِ المحتملة،
أدفعها وأعود، لا تعود معي،
كي ألقي التحيةَ على الكائن الصباحي في المرآة.
يقتضي الأمرُ
أن أكون شبيهَ شبحٍ لا يكترثُ.
15/03/2023