عين عتيق: هل يتحول الجسر المعلق إلى منتزه ترفيهي؟

 

على الطريق الوطنية رقم 1، وأنت تغادر مدينة عين عتيق جنوبا باتجاه الصخيرات، لا بد أن يلفت انتباهك أحد الجسور المعلقة الضخمة فوق “وادي إيكم”. والمثير للانتباه أنه عند مغادرتك مدينة الصخيرات باتجاه بوزنيقة، ستجد قنطرة أخرى مماثلة، معلقة فوق “وادي الشراط”، وقد شيدت هذه الأخيرة سنة 1917، بينما تعود القنطرة الممتدة فوق وادي إيكم إلى الفترة ما بين 1921 و1923.
هذان الجسران من تصميم المهندس الفرنسي “فيردينوند أرنودين”، الذي أنجزهما عبر شركته “أرنودين للجسور”، بمساهمة خبراء وتقنيين مغاربة وفرنسيين. وقد تم تشييدهما باستخدام الفولاذ الصلب، والأسلاك الحديدية القوية، والصفائح المعدنية المتينة، وفق معادلات هندسية دقيقة لضمان قدرتهما على تحمل الضغط والاهتزاز وسرعة الرياح وعوامل التعرية.
ويعد هذان الجسران جزءا من سلسلة تضم نحو 300 تصميم مماثل لنفس المهندس، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، من بينها جسر أفينيون التاريخي بفرنسا، وجسر سانتا إيزابيل في إسبانيا. كما شهدت القنطرتان عمليات تجديد سنوات 1958 و1976 و1977.
وفي ظل الإهمال الذي طال هذه المنشآت الهندسية الفريدة، يطرح السؤال: لماذا لا يتم استثمار هذه البنية التحتية وتحويلها إلى مشروع سياحي وترفيهي؟ فالموقع يتميز بمحيطه الغابوي وقربه من البحر، مما يتيح إمكانية إنشاء منتزه طبيعي، أو مطعم ومقهى معلق، أو حتى ممرات لممارسة رياضة المشي. كما أن إمكانية استقدام مياه البحر لتحويل المنطقة إلى مصب مائي دائم يمكن أن يضيف عنصرا جماليا وجاذبا للزوار.
إن مثل هذه المشاريع يمكن أن تساهم في إنعاش السياحة المحلية، وتوفير متنفس طبيعي لسكان المنطقة، وجعل هذه التحف الهندسية ضمن المخططات الجماعية والإقليمية والوطنية. فهل سيكون هناك اهتمام بهذه الفكرة وإخراجها إلى حيز التنفيذ؟


الكاتب : محمد طمطم

  

بتاريخ : 01/02/2025