بدعوة من الحزب العمالي البريطاني، قام وفد من الاتحاد الاشتراكي مكون من الحسن لشكر البرلماني والكاتب الجهوي للحزب بجهة الرباط، وفدوى رجواني عضوة المجلس الوطني ولجنة العلاقات الخارجية للحزب، بزيارة عمل للحزب العمالي البريطاني امتدت من 27 يناير إلى 30 منه.
وقد توزعت الزيارة بين المشاركة في دورتين تكوينيتين حول آليات الحملات للانتخابات وسبل تأهيل النساء لولوج البرلمانات، ولقاءات ثنائية مع شخصيات سياسية وبرلمانيين عن الحزب العمالي البريطاني.
وهكذا التقى الوفد الاتحادي بالسيدة كلير راينولدز، مديرة ديوان رئيس الحكومة، التي تم تعيينها بعد أن كان لها الفضل في تأهيل ومساعدة ما يفوق مئة امرأة لولوج البرلمان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة عن دائرة دوكينفيلد/ستاليبريدج، والتي انتُخبت فيها عام 2012، وكانت أيضًا مرشحة في الانتخابات الأوروبية، ورئيسة لمجلس إدارة المدارس والأمينة الوطنية لطلاب حزب العمال ومساعدة سابقة للقادة السابقين توني بلير وجوردون براون. وقد عبرت عن تثمينها للتجربة الاتحادية والمغربية في إشراك المرأة في الحياة السياسية عبر المؤسسات المنتخبة بكافة مستوياتها، كما قدمت عرضا مفصلا حول تجربتها الشخصية والحزبية بخصوص الفعل السياسي للنساء.
بعد ذلك قام الوفد الاتحادي بزيارة للبرلمان، حيث التقى بمجموعة من البرلمانيين العماليين يتقدمهم جو باول مؤسس مجموعة “أصدقاء المغرب في حزب العمال البريطاني” (Labour Friends of Morocco)، وهو البرلماني عن دائرته الانتخابية في كنسينغتون وبايزووتر موطن واحدة من أكبر الجاليات المغربية في المملكة المتحدة، وقد عبر عن اعتزازه بترؤس هذه المجموعة والتي يهدف من خلالها إلى تعزيز التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة في مجالات مختلفة مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والفلاحة والسياحة، وجعل المجموعة فضاء للتواصل مع الجالية المغربية ببريطانيا، وقد انتهز الوفد الاتحادي فرصة هذا اللقاء ليوجه دعوة لجو باول لزيارة المغرب بمناسبة تنظيم الاتحاد الاشتراكي للقاء دولي للبرلمانيين عبر العالم بمدينة مراكش ماي المقبل.
ومن الشخصيات البارزة التي كان للوفد الاتحادي لقاء بها، السيدة كارولين آدمز، قيدومة العاملات بالفريق العمالي البريطاني والتي يعود تاريخ التحاقها به إلى يناير 1995، حيث تولت مسؤوليات مختلفة بجانب توني بلير، وعاصرت خمس قادة للحزب العمالي البريطاني، والتي قدمت عرضا حول تجربتها في تأسيس مجموعة التفكير Fabian› womenالتابعة للحزب العمالي البريطاني، والتي تهدف إلى التفكير في صيغ تعزز المشاركة النسائية في الممارسة السياسية ومواكبة العمل النسائي عبر التأطير الكفيل بتكوين النساء وتأهيلهن.
ومن اللقاءات المثمرة التي أجراها الوفد الاتحادي ذاك الذي تم مع السيدة ياسمين قريشي برلمانية ومحامية في القانون الجنائي. قادت قسم القانون الجنائي في بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو، ثم أصبحت مديرة قسم الإدارة القضائية. وهي نائبة برلمانية عن منطقة بولتون ساوث إيست منذ مايو 2010، ووزيرة الظل السابقة للتنمية الدولية، تمحور هذا اللقاء حول تقاسم التجارب الخاصة بالحملات الانتخابية وكيفية تجاوز عوائق الفوز بالانتخابات.
في نفس السياق، كان اللقاء مع السيدة إيما توال مديرة الحملة الانتخابية لمنطقة لندن، كان لها دور كبير في القيادة الاستراتيجية المتكاملة للحملة، مسؤولة كذلك عن الابتكار في أساليب حملات الحزب العمالي البريطاني وضمان قدرته على الأداء بأعلى مستوى في جميع الانتخابات، كما قادت فريق الحزب في لندن في الانتخابات العامة لعام 2024، جعلته يفوز بـ 59 مقعدًا..وهي مسؤولة أيضا عن إدارة أعمال ذوي النفوذ ، بما في ذلك النواب والمستشارين وأعضاء البرلمان الأوروبي، وتعقد سنويا مؤتمرًا لأكثر من 400 مسؤول وممثل من رجال الأعمال والتنظيمات السياسية لتقديم برامج تدريبية، وكذلك متخصصة في تنظيم ملتقيات كبيرة، بما في ذلك زيارات من حكومة الظل، وقد قدمت شروحات حول استراتيجيات الحملات الانتخابية وإسهامات الحزب العمالي البريطاني في تجويد القوانين الانتخابية في اتجاه تمكين الطبقات الوسطى والنساء من فرص أرحب لولوج البرلمان. وتفاعلا مع عرضها، قدم الوفد الاتحادي لمحة عن إسهامات الاتحاد الاشتراكي في تطوير الممارسة البرلمانية بالمغرب وفي دمقرطة المؤسسات المنتخبة بدءا بالقوانين الانتخابية وانتهاء بالعمل المؤسساتي من موقع الحكومة أو المعارضة.
في لقاء آخر مع السيدة أليس ماكدونالد البرلمانية عن منطقة نورويش والقادمة من خلفية العمل التطوعي والخيري، ومديرة حملات دولية غير ربحية لصالح الأطفال ومكافحة الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ ومتطوعة في بنك غذاء محلي، قدمت هذه الأخيرة نبذة عن مسارها مؤكدة على ضرورة تبني الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية في العالم قضايا المرأة والمناخ على ضوء التحديات الجديدة المرتبطة بالتحولات السياسية والمناخية التي يعيشها العالم اليوم.
أما السيدة نان سلوان العضو في اللجنة التنفيذية لشبكة نساء حزب العمال (LWN) منذ عام 2007، المسؤولة عن تطوير وتنفيذ برنامج التدريب الخاص بالشبكة فقد خصصت عرضيها لتدقيق الآليات الكفيلة بتوسيع وترسيخ مشاركة النساء في العمل السياسي مبرزة تماثل العوائق التي تحول دون التمكين السياسي للنساء على الصعيد العالمي، السيدة نان سلوان هي كذلك مؤرخة وكاتبة، ويعتبر كتابها الأخير «نساء غير قابلات للتحكم: الراديكاليون والإصلاحيون والثوريون» الذي نُشر في عام 2022 من أكثر الكتب قراءة من طرف النساء اللواتي يمارسن العمل السياسي، أما كتابها «النساء في الغرفة: التاريخ المنسي لحزب العمال» والذي صدر سنة 2018 فيعتبر تأريخا دقيقا لمسارات الحركة النسائية في بلادها، وبفضل خبرتها في التدريب على القيادة السياسية، تم الاستعانة بخبراتها في جميع أنحاء المملكة المتحدة وكذلك في البلقان والشرق الأوسط والعديد من البلدان في إفريقيا.
وفي الختام كان للوفد الاتحادي لقاء مع السيدة جيل ماكديد المتخصصة في استراتيجيات التواصل وجمع التبرعات لصالح الحزب العمالي البريطاني، تم من خلاله التداول في سبل تمويل الحملات الانتخابية وإبراز الصعوبات التي تواجه النساء في هذا الباب.
هذه اللقاءات جميعها، كانت فرصة لتقاسم التجارب وتبادل الخبرات في أفق توطيد علاقات التعاون بين الحزبين بما يخدم العلاقات المغربية البريطانية ويؤسس لمستقبل أفضل بين الشعبين.